قال الدكتور خالد الشافعي خبير اقتصادي، إن قناة السويس ليست مجرد قناة مائية تربط بين بحري الإسكندرية والبحر الأحمر، بل هي أيضاً ممر حيوي لحركة التجارة العالمية، ولا شك أنكم تعرفون أن هذه القناة تلعب دوراً هاماً في تسهيل حركة البضائع والبضائع الخام عبر الحدود الدولية.
وأضاف خالد الشافعي في تصريحات خاصة لبلدنا اليوم ، أنه منذ تأسيسها في عام 1869، لعبت قناة السويس دوراً حيوياً في التنمية الاقتصادية والتجارية والاستراتيجية لمصر والعالم.
وأكد على أنه لا يمكن إنكار أن قناة السويس تمثل مصدر دخل كبير للدولة المصرية، حيث تسهم بنسبة تبلغ 20% من إجمالي حركة التجارة العالمية.
وأوضح أن في الآونة الأخيرة، شهدت القناة تحديات عدة، مثل الحرب الإسرائيلية على غزة والحرب في اليمن وهجمات القراصنة في البحر الأحمر، كما تضررت القناة من خفض أعداد السفن التي تستخدمها بنسبة 45%، مما أثر على حركة التجارة وزيادة تكاليف الشحن ووقت الانتظار.
وتابع : بالطبع، لا يمكن تجاهل أن تأثير هذه العوامل سيكون له تأثير سلبي على حركة التجارة العالمية والتجارة الإقليمية، فتقليل عدد السفن التي تستخدم قناة السويس سيتسبب في زيادة تكاليف النقل وبالتالي زيادة الأسعار وتأثير سلبي على الاقتصاد العالمي.
لذلك، فإن من الضروري العمل على حلول لتعزيز وتطوير قناة السويس وزيادة إيراداتها وتحسين إدارتها. وقد أعلن فريق العمل المصري الذي يتولى إدارة القناة، برئاسة الفريق أسامة ربيع، أنه يجري العمل على تحسين البنية التحتية وتحديث التكنولوجيا وتطوير أنظمة الملاحة وتبسيط الإجراءات اللوجستية، إضافة إلى ذلك، فقد تم تطوير ميناء العين السخنة على البحر الأحمر كبديل للسفن التي تعبر القناة، وهو ما يساعد على تخفيف الضغط على القناة الرئيسية، كما تم توسيع قناة السويس بإضافة قناة جديدة وتجديد القناة القديمة، مما يسمح بعبور عدد أكبر من السفن في نفس الوقت وبتكلفة أقل.
وأوضح أنه بسبب هذه الجهود، تشهد قناة السويس زيادة في عدد السفن التي تستخدمها مرة أخرى، مما يساهم في تحفيز الحركة التجارية العالمية وتعزيز الاقتصاد المصري والعالمي، وعلى المدى البعيد، من المتوقع أن تظل قناة السويس ممراً حيوياً لحركة التجارة العالمية وتستمر في تحقيق الأرباح الاقتصادية والاستراتيجية للدولة المصرية.
واختتم تصريحاته بأن قناة السويس هي ممر حيوي يجب الاستثمار فيه وتطويره، لتبقى الحلقة الرئيسية في سلسلة حركة التجارة العالمية، وإذا استمرت الجهود الحثيثة لتحسين إدارة القناة وتطوير البنية التحتية، فإن حركة التجارة الدولية ستحافظ على دورها الحيوي في تحفيز النمو الاقتصادي والتجاري في العالم.