وجه اللواء رأفت الشرقاوي، مساعد وزير الداخلية الأسبق، رسالة هامة قائلا: العالم يغض الطرف عن قتل البراءة، العالم يغض الطرف عن قتل الإنسانية، العالم يغض الطرف عن حقوق الناس، العالم يغض الطرف عن غزة بكل ما فيها، العالم يرفع شعارات زائفة، العالم يردد كلمات في المناسبات، العالم يكيل بمكيالين، العالم يضطهد العنصرية ويقرها ولا ينظر إليها في غزة ويتجاهلها، العالم يطالب بوقف إطلاق النار الفوري في أوكرانيا بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، والعالم يعطى توصيات فى حرب الإبادة وجرائم الحرب والتهجير القسري للفلسطينيين، العالم ينظر إلى ما يربو من ٢٨ ألف شهيد فى قطاع غزة معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ وكأنه ينظر من ثقب الأبرة، والعالم ينظر الى العدد القتلى الأقل فى أوكرانيا ويتهم روسيا بجرائم الإبادة الجماعية .
وأضاف: إلى متى سيظل الكيل بمكيالين هو المعيار السائد لدى أمريكا والدول الغربية، هل هذا الصراع النازي الفاشي سيظل هو المعيار المطبق لدى هذه الدول على الدول العربية والشعوب النامية التى احتلوها مئات السنين والسنين، ولم يكتفوا بذلك اغتصبوا ثرواتها وقضوا على شعوبها بالجهل والحرمان والعوز، والآن يتهموا هذه الدول بإحداث انقلابات على أنظمتها بعد أن غيبوا العقول واحتلوا الفكر .
وتابع: بكيت حتى انتهت الدموع، صليت حتى ذابت الشموع، ركعت حتى ملني الركوع، سألت عن محمد فيك وعن يسوع يا قدس، يا مدينة تفوح انبياء، يا أقصر الدروب بين الأرض والسماء يا قدس ، يا منارة الشرائع يا طفلة جميلة محروقة الأصابع، حزينة عيناك، يا مدينة البتول ، يا واحة ظليلة مر بها الرسول، حزينة حجارة الشوارع، حزينة مآذن الجوامع يا قدس، يا جميلة تلتف بالسواد، من يقرع الأجراس بكنيسة القيامة صبيحة الآحاد، من يحمل الألعاب للأولاد في ليلة الميلاد يا قدس، يا مدينة الأحزان، يا دمعة كبيرة تجول فى الأجفان، من يوقف العدوان عليك يا لؤلؤة الأديان، من يغسل الدماء عن حجارة الجدران، من ينقذ الإنجيل من ينقذ القرآن، من ينقذ المسيح ممن قتلوا المسيح، من ينقذ الأنسان يا قدس يا مدينتى، يا قدس يا حبيبتى ، غذآ غدآ سيزهر الليمون، وتفرح السنابل الخضراء والزيتون وتضحك العيون، وترجع الحمائم المهاجرة الى السقوف الطاهرة، ويرجع الأطفال يلعبون، ويلتقى الاباء والبنون، على رباك الزاهرة، يا بلدى يا بلد السلام والزيتون يا قدس .
واسترسل: ونحن على مشارف الشهر الخامس لحرب طوفان الأقصى ووصول عدد الشهداء الفلسطينيين إلى ما يقرب من سبعة وعشرون الف شهيد معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ وعدد المصابين من ٧٠ الف مصاب بخلاف ٧ آلاف من المفقودين، لم تهتز ثقة الشعب الفلسطينى بأنهم على الحق المبين وأن الله ناصرهم لا محالة وأن تأخر هذا النصر مهما بلغت قوات العدوان الصهيونى ومن عاونهم من قوات أمريكية والدول الأوربية .
وأكمل: العالم ينظر الى غزة وكأنما هذا الشعب تكالبت علية دول وأنظمة لا تستحق لفظ البشر ولا يعرفوا للإنسانية طريق ولم تجرى الدماء فى عروقهم ، ما يتم فى غزة الآن هو جرائم حرب لن تسأل عنها إسرائيل وأمريكا وانجلترا وفرنسا وإيطاليا والمتعاطفين معهم فقط بل سيسأل هذا الكون على هذه المجازر البشرية التى نالت كل شى فى قطاع غزة الأطفال والنساء والشيوخ والمستشفيات والمدارس والطرق والدواب، قضوا على مظاهر الحياة البشرية وأصبحت غزة يسكنها الأشباح وارواح الشهداء وتحطمت تماما البنية التحتية للشعب الفلسطينى الأعزل.
وأردف: نحن على يقين ان هذه الحرب الإبادية وجرائم الحرب اللا الإنسانية التى ارتكبتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي فى حق المدنيين العزل بقطاع غزة لم تشهدها البشرية من قبل وخاصة انها حرب ليس فيها أى تكافئ بالمرة من كل الجوانب بعد أن قصفت فيها البنية التحتية لقطاع غزة من الأبنية والمنازل والمستشفيات والمساجد والكنائس والمدارس والجامعات وتوفى كل الأطفال ومرضى الرعاية المركزة فى مستشفيات قطاع غزة بعد ان قطعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عنهم الكهرباء والمياه والأدوية والطعام والغاز واصبح قطاع غزة يحوم فيه ارواح الشهداء وجثث ليس لها حصر تحت الأنقاض واصبح مواراة الثرى فى مقابر جماعية هى الغاية لعدم انتشار الأمراض، فلا توجد اكفان، واصبح الوسم على اذرع الأطفال هو الشيء الوحيد الذى يتم الأن لمعرفة هؤلاء الأطفال عند القصف اللا إنسانى اليومى التى تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي .
أمريكا وانجلترا والدول الغربية يا من ساندتم بنى صهيون فى حرب الإبادة وجرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، هل رحمتم الإنسانية هل رحمتم الإنسانية عندما شاركتم فى قطع المياه والكهرباء والطعام والأدوية عن الأطفال والنساء والشيوخ، هل رحمتم الإنسانية عندما قصفتم المساجد والكنائس والمدارس والجامعات والمنازل والمستشفيات ، هل رحمتم الإنسانية عندما قصفتم سيارات الإسعاف وبها الأطفال المرضى بالسرطان والجرحى اثناء اتجاهم لمعبر رفح لتلقى العلاج بالمستشفيات المصرية ، هل رحمتم الإنسانية فى نقض مبادئ القانون الدولى الإنسانى ، هل رحمتم الإنسانية عندما اسكنتم بقطاع غزة الأشباح بدلا من ورد الجناين من أطفال غزة .
واستطرد: أمريكا وإنجلترا والدول الغربية والذين استخدموا حق الفيتو ضد مشروع قرار وقف اطلاق النار بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلي تمهيدا للقضاء على ما تبقى من الشعب الفلسطينى وابادته والتهجير القسري لمن فر منهم ومحو فلسطين وشعبها من خريطة الجغرافيا، ستدور الأيام ولن يسمع آحد صراخكم لأنكم لم تستمعوا الى صراخ أطفال ونساء فلسطين عندما صرخوا للعالم بأن ينقذهم من حرب الإبادة التى تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلى .
واختتم: نتساءل ويتساءل العالم عن الأسباب الأبدية لاحتضان الولايات المتحدة الأمريكية لهذا الكيان الصهيوني، سؤال نعرف كلنا الإجابة عليه وتعرف أمريكا أيضا الإجابة عليه، وهنا وعندما تختفى معاير البشر الظالمة ستكون إرادة الله هى الغالبة " اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب " صدق الله العظيم، حفظ الله مصر وشعبها وقائدها وجيشها ورجال امنها وكافة المخلصين من أبناء هذا الوطن وكل الدول العربية.