أكد تقرير للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن رفع الوعي السياسي للشباب وإقبالهم على المشاركة في الانتخابات الرئاسية والحرص على الظهور بدور إيجابي في مختلف زوايا المشهد الانتخابي، من خلال التواجد في الصفوف الأولى للناخبين، كما كانوا جزءا من منظمات وجمعيات منوط بها مراقبة ومتابعة هذا السباق الأهم، وكلها شواهد تؤكد الاندماج السياسي للشباب فى المجال العام بدوافع من وطنية وثقافته السياسية ووعيه بتحديات المرحلة.
واعتبر التقرير أن اندفاع الشباب للمشاركة والحضور في الانتخابات الرئاسية كان معبرا حقيقياً لفهم هذا الجيل لحجم المسؤولية وإيمانه بدوره فيما يمكن اعتباره بمرحلة ” إثبات الذات” للجيل الجديد وتعبير عن رغبة أكبر في التفاعل والبناء، منوها أنه قد كان هناك دوافع حقيقية أعاد إيمان الشباب بنفسه وبدوره الوطني بعد سنوات من العزلة السياسية الناجمة عن تهميش دورة في عهود سابقة:
ورصد تقرير المركز المصري ذلك من خلال، انفتاح المجال السياسي منذ 2014 والحياة الحزبية حيث ولدت العديد من الكيانات والأحزاب التي وضعت التمكين والدمج السياسي للشباب كأولوية لها كتنسيقة شباب الأحزاب والسياسيين.
وتعد الأحزاب السياسية منصة مهمة للشباب في تلقي الوعي والتدريب السياسي ليصبح منخرطاً بشكل أكبر وقادر على تنمية وتعزيز قدراته السياسية واكتساب الخبرات من خلال حضوره لمختلف اللقاءات أو المنتديات السياسية، ما يساهم في خلق كوادر شبابية تشجع غيرها من أبناء ذات الجيل على العمل السياسي.
كما تم استحداث الدولة لآليات سياسية ساهمت في تعزيز دور الشباب كآلية ” الحوار الوطني” التي شهدت تواجد شبابي عبر عن تواجد قوي لجيل الشباب في المشهد السياسي حيث عززت جلسات الحوار الوطني التي ضمت مختلف القوى السياسية والحزبية من مختلف الاتجاهات والتيارات، فرصة للشباب لزيادة الوعي واكتساب الخبرات من خلال المشاركة في مناقشة القضايا الوطنية وطرح مختلف الرؤى حول تلك القضايا.
وبلغ عدد الأعضاء من الشباب تحت سن الأربعين بمجلس النواب في دورته الحالية نحو 124 نائباً أي بنسبة 21% من إجمالي نواب البرلمان، وقد شكل ذلك حافزاً للشباب الذي فضل في سنوات سابقة البقاء في صفوف المتفرجين، إلا أنه اليوم يعاصر نهضة بلده بأيديه ما يخلق له حافز داخلي ومحرك نفسي يدفعه كلما استطاع للتعبير عن مدى وعيه وثقافته السياسية.