تستعد مصر أن تكون مركز إقليمي لتجارة الترانزيت عن طريق عدة محاور منها الربط السككي بالموانئ، و تطور الموانئ لزيادة الصادرات، بجانب التطور الكبير الذي يحدث بأهم ممر ملاحي تجاري عالمي وهو قناة السويس.
جهود الدولة المصرية لتحول إلى مركز إقليمي
ففي البداية، قال الدكتور محمد البهواشي الخبير الاقتصادي إن الدولة المصرية اتخذت جهود كبيره جدا للتحول إلى مركز إقليمي عالمي للتجارة بالأخص تجاره الترانزيت ، لاعتبارها أهم ممر ملاحي عالمي المتمثل في قناه السويس ، موضحا أنه تم تجهيز المنطقة بالكامل المجاورة لقناة السويس لتصبح منطقة اقتصادية لهيئة قناه السويس متمثلة في ثلاث محافظات القناه ابتداء من السخنة والإسماعيلية وبورسعيد بشرق التفريعة.
وتابع أنه تم ضم شمال وجنوب سناء لموانئها وربطها بشبكه الطرق الحديثه التي اقامتها الدوله المصرية وربطها مع الموانئ الجافه، فكل هذا يدعم جهود الدوله المصريه لتصبح مركز اقليمي للتجارة الترانزيت
اما عن حركة التجارة بالبحر المتوسط، أوضح في تصريحات خاصة "لبلدنا اليوم" أن تقريبا اغلب الصادرات الاتحاد الأوروبي بالكامل متجهه الى الشرق وكلها تمر عبر قناه السويس وهذه نقطة هامه جدا، لتدعم حركه التجارة التي تمر من قناه السويس وانتقال المنطقة بما تحتويه من قناه السويس والمنشأت التي اهتمت الدولة بإقامتها وتطويرها والخدمات التي تقدمها قناه السويس للسفن العابرة، هذا كله يجعل مصر ان تصبح مركز إقليمي لتجاره الترانزيت على مستوى العالم.
موقع مصر محوري واستراتيجي
وقال الدكتور ياسر حسين، الخبير الاقتصادي والمالي، إن القيادة السياسية تسعى أن تكون مصر مركزا عالميا للتجارة العالمية واللوجستيات بما يحقق لمصر مكاسب و إيجابيات و فوائد كثيره ، موضحا أن مصر تتمتع بإمكانيات ومؤهلات تؤهلها إلى أن تصبح مركزا دوليا لتجاره الترانزيت بجداره عالميه وتميز عن عشرات البلدان .
وأضاف دكتور ياسر حسين في تصريحات خاصة "لبلدنا اليوم"، أن موقع مصر محوري واستراتيجي لطرق التجارة الإقليمية والعالمية البريه والبحرية ، وفي سبيل ذلك جعل مصر مركزا عالميا لتجاره الترانزيت، حيث قامت مصر بالاتجاه نحو استغلال الموقع الجغرافي والموقع الملاحي استغلال امثل ، كما طورت البنيه التحتية اللوجستية، بجانب حرص الدولة على تهيئه الإجراءات الإدارية والجمركية ونسف البيروقراطية من اجل ان تكون مصر منافسا عالميا لتجاره الترانزيت .
وأوضح أن وزاره النقل المصرية سوف تستقبل اول قطار إقليمي للخط الأول للقطار الكهربائي في منتصف شهر أكتوبر القادم ، وذلك ضمن الأعمال اللازمة لشبكة القطار الكهربائي السريع الجاري تنفيذها والتي تتكون من 3 خطوط سكك حديدية كبري بأجمالي اطوال 2250 كم ويبلغ طول الخط الأول من الشبكة والملقب بالخط الأخضر ويربط بين كل من ( السخنة / العلمين / مطروح ) أجمالي طول 675 كم ويشتمل علي 21 محطه ومركزا كبيرا للتحكم والسيطرة .
وأشار إلى أن وصول أول قطار إقليمي للخط الأول من شبكه القطار الكهربائي السريع في منتصف أكتوبر القادم هو بدأيه توالي وصول باقي قطارات المشروع والتي سيتم وصولها تباعا وفقا للجدول المعد لذلك ، حيث يشتمل الخط الأول من الشبكة علي ( 15 قطار سريع ، 34 قطار إقليمي ، 14 جرار بضائع ) ويمر هذا الخط علي 21 مدينه مصريه ويربط بينهم .
ونوه على أن الخدمات الأساسية الميسرة للمواطن ستكون في كل من القطار السريع والقطار الإقليمي ، وسيتمتع القطار السريع ببعض المزايا الإضافية لتكلفته الأعلى علي مرتاد القطار السريع .
وتابع : سيكون هناك في البداية تشغيل تجريبي للقطار للاطمئنان علي جاهزية القطار للعمل والأمان الكامل للركاب والسير الدقيق لحركه العمل ثم بعد ذلك يتم التشغيل للجمهور .
واستطرد كلامه ، بأنه من المقرر افتتاح الخط الأول بالكامل في العام القادم 2024 ، وأطلق علي المشروع قناه السويس الجديدة لأنه مثل قناة السويس ولكن علي قضبان سكك حديدية ، حيث أن القطار الكهربائي السريع ، سيسهم في خلق محور نقل يؤدي إلي ربط بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط وبذلك يصبح قناة السويس الجديدة علي قضبان سكك حديدية ، موضحا أنه سيربط بين المناطق الصناعية وهي مناطق الإنتاج ويربطها بالموانئ البحرية وهي مراكز التصدير ، والعكس للواردات من مستلزمات الإنتاج لتشغيل المصانع بالمدن الصناعية ، وكل ذلك هاما لجعل مصر مركزا تجارية إقليميا .
ولافت إلى أنه أطلق علي الخط الأول الخط الأخضر نظرا لأنه يراعي الأبعاد البيئية في التشغيل ويدار بأسلوب الاقتصاد الأخضر ويستهدف تحقيق أهداف التنمية المستدامة وفقا لخطه مصر 2030 للتنمية المستدامة .
تطوير الموانئ اجراء مهم
واسترسل بأن تطوير الموانئ اجراء مهم أيضا ،فميناء شرق بورسعيد حصل على المركز العاشر عالميا مما يدل علي جداره الإدارة الملاحية واللوجستية المصرية .
ومصر لديها أيضا ميناء سفاجا المحوري الهام ، كما أن مصر تسعي لجعل ميناء الحمراء البترولي بالعلمين محورا هاما من اهم محاور تحويل مصر لمركز إقليمي للطاقه .
وأكد أن مصر تهتم بحركه التجاره الهامة علي البحر المتوسط نظرا لاهميه حركه التجاره العالميه مع دول أوروبا ، فعلاقات مصر بدول أوروبا علاقات متميزه كشركاء مهمين في التعاون الدولي وفي التنميه علي ارض مصر ، وفي سبيل ذلك جددت مصر طرح نفسها كمركز اقليمي لتصدير الغاز الطبيعي الي مختلف دول العالم ، وبتسهيلات تخفف من أزمه الطاقه في أوروبا.
نستنتج من العرض السابق ، الوصول الي حقائق تؤكد حقيقه تحركات مصر الجاده لجعل مصر مركزا اقليميا وعالمي لتجاره الترانزيت تنفيذا للتوجيه الرئاسي الهام في هذا الشأن الذي سيحقق مكاسب وايجابيات وفوائد كثيره لمصر .
والتقط اطراف الحديث دكتور أحمد محمد جنيدي أستاذ الإدارة والاستراتيجية الدولية بالمعهد العالي للنظم المعلومات قائلا: “أنه يوجد حاليا أزمه اقتصاديه عالميه تعاني منها بعض الدول من ضمنها مصر، بجانب مشاكل في توفير العملة الصعبة، موضحا اننا نحتاج الى زياده الصادرات المصرية خاصه الأجنبية المباشرة".
تطوير القطاع البحري
وأوضح دكتور احمد جنيدي في تصريحات خاصة "لبلدنا اليوم" أن من اهم القطاعات التي ستؤدي الى تحسين الاقتصاد هو تطوير قطاع النقل البحري، حيث ان مصر تتمتع بموقع جغرافي مميز، فضلا عن وجود موانئ على مستوى عالي، بالإضافة إلى قناه السويس وهي من ضمن مراكز التجارة العالمية
واشار الى ان تجارة الترانزيت تعني اننا نعمل على اعاده التصدير السلع والبضائع المستورده، ثم يتم نقل البضائع من مراكز الارسال الى مراكز ارسال اخرى وموانئ ليتم اعاده تغليفها وتصديرها مره اخرى دون رسوم جمركية
ونوه على اننا نعمل على تطوير ارصافه المواني، مضيفا ان مصر انشئت اول ميناء جاف وهو ميناء 6 اكتوبر، وأيضا تطوير ميناء السلوم البحري وميناء الاسكندريه بالاخص محطه تحيا مصر متعددة الأغراض، وتم ربطها بالسكك الحديديه وشبكات الطرق، وتم ربطها بالموانئ لتسهيل عمليه حركه البضائع من والى الميناء باسرع وقت وهذا له عوائد اقتصادية كبيره جدا
وتابع: ان تطوير ميناء السلوم كان لاستقبال البضائع من والى ليبيا ثم تطوير ميناء طابا وهذا يعمل على سهولة الوصول الى الاردن والسعوديه ودول الخليج لاعاده التصدير ،وهذا له فوائد على الاقتصاد المصري وتم تطوير موانئ الجنوب ايضا
اما عن المناطق اللوجستية ، لافت الى انها لها فأئده كبيره جدا لتزويد الاستثمارات وفرص عمل مباشره وتوفير عمله صعبه وتقليل نسب التضخم ، فبالتالي مصر تكون من اهم دول التجارية ولوجستية، وبالتالي نعمل على تزويد الاستثمارات الأجنبية المباشرة وهذا له عائد كبير على الاقتصاد المصري
واختتم حديثه، بأنه شدد على أن من أهم عوامل النمو الاقتصادي هو تطوير قطاع النقل البحري والموانئ البحرية للتصدير فهو عامل جذاب للتجارة والصناعة.