أكد المهندس هاني العسال، عضو مجلس الشيوخ، أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة مجموعة العشرين G20، والتي ستعقد بمدينة نيودلهي، تأتي تلبيةً لدعوة من رئيس الوزراء الهندي "ناريندرا مودي"، الذى تتولى بلاده الرئاسة الحالية للمجموعة، فى ضوء أهمية مشاركة مصر في القمة التي تُعقد في ظرف دولي دقيق، وكذا العلاقات الوثيقة التى تربط بين مصر والهند.
وتابع، وهو ما يعكس استعادة مصر لدورها الريادي والاستراتيجي بالمنطقة وعلى المستوي العالمي ودورها الفاعل والحيوي في مختلف المحافل الدولية لتجسيد صوت القارة الإفريقية والتعبير عن معاناة الدول النامية وما لحق به من تداعيات جراء التحديات المتلاحقة، لاسيما وأنها جاءت بعد أسابيع قليلة من دعوة مجموعة «بريكس» إلى انضمام مصر إليها رسميًا بداية من يناير فى العام المقبل.
وأوضح، أن مصر تشارك بالقمة وسط ترؤسها لمؤسستين دوليتين مهمتين تتمثل الأولى في "النيباد" التي تعد الذراع التنموي للاتحاد الإفريقي، علاوة على أن مصر باعتبارها عضوًا مؤسسًا للاتحاد الإفريقي تدعم عضوية الاتحاد في مجموعة العشرين، بينما تتمثل الأخرى في رئاسة مصر لمؤتمر المناخ (كوب 27)، إذ يتحدث الرئيس في قمة مجموعة العشرين ليس بوصفه رئيسًا لمصر فقط، ولكن سيتحدث أيضًا بصوت إفريقيا والدول النامية من خلال كلمة يلقيها خلال الجلسة الأولى من قمة العشرين.
وواصل، وتتناول الكلمة العديد من القضايا المهمة كالتغيرات المناخية وأزمة الطاقة، وغيرها من الأزمات الدولية والإفريقية، وذلك في إطار ما يوليه الرئيس من اهتمام للإسراع بوتيرة التحول الأخضر بالقارة السمراء باعتبارها إحدى أكثر القضايا العالمية أهمية وإلحاحًا، لخلق بيئة نظيفة ومستدامة، بما يسهم في الانتقال إلى أنماط اقتصادية خضراء أكثر استدامة لصالح شعوب الأرض جميعًا.
وأضاف "العسال"، أن كلمة الرئيس ستنناول أهمية حشد التمويل للمشروعات ذات الأولوية بالقارة الإفريقية، والتي تتمثل في مشروعات البنية التحتية وأجندة التنمية، واتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية والطاقة والغذاء والتحول إلى استخدام الطاقة النظيفة، وما تنتهجه مصر من سياسات لدفع التحول الصناعي.
وأشار، إلى أن الرئيس سيقدم رؤيته لسبل توفير التمويل لمشروعات الطاقة النظيفة كالهيدروجين الأخضر، انطلاقًا من إيمانه بضرورة حث الشركاء الدوليين لتوفير الدعم والتمويل اللازم للدول النامية لتيسير اندماجها في الاقتصاد العالمي بما يجنبها من الآثار السلبية للأزمة الروسية الأوكرانية وتبعات التغيرات المناخية، كما ستضم سبل إصلاح النظام المالي العالمي واحتواء الخلل في ذلك النظام، في ظل وجود اعتراف دولي بضرورة إصلاحه، وخاصة صندوق النقد والبنك الدوليين.
وقال عضو مجلس الشيوخ، إن مشاركة الرئيس السيسي بقمة مجموعة العشرين تأتي استكمال لما تضعه مصر من اهتمام للتعبير عن وهموم مصالح القارة السمراء واحتياجاتها في مختلف المحافل الدولية، وتحجيم آثار الأزمات العالمية على خطط التنمية، وهو ما يعد امتداد لما بذلته من جهد في cop27 للانتصار لدول القارة بالتوصل لتأسيس لصندوق الخسائر والأضرار.
واستطرد، كما أن كلمته ستكشف عن حجم الاحتياجات التمويلية، لدول القارة الإفريقية، والتي تقدر ب 200 مليار دولار سنويا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، في ظل تشارك مصر والقارة الإفريقية في أولويات واحدة كالبنية التحتية وتحديات المستقبل والمصير المشترك، لافتا إلى أن زيارة الرئيس للهند تعكس العلاقات الثنائية المتميزة والقوية معها الهند، وهي علاقات تاريخية ولها زخم حالي كبير.