يبدو الفنان محمد رياض وجها دراميا مألوفا للكثير من الأجيال، لكن ربما الذي لا يعرفه عن الأجيال الجديدة انه ابنا من أبناء المسرح، حيث نشأ فنيا على خشبة أبي الفنون وانطلق من عليها إلى عالم النجومية مقدما الكثير من أعمال الخالدة في ذاكرة الجمهور المصري، قبل أن يعود إلى المسرح مجددا ولكن هذا المرة من الجانب الإدارى حيث يتولى رئاسة أكبر المهرجانات المسرحية في مصر، وهو المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته السادسة عشرة.
أحلام وتطلعات كبيرة يحملها الفنان محمد رياض خلال رئاسته للمهرجان القومى للمسرح المصري، كشف الكثير منها خلال حواره مع "بلدنا اليوم" وعن أهم ما تم استحداثه في دورة هذا العام، وأهم ما يتمنى تحقيقه خلال الدورات المقبلة، وإلى نص الحوار:
- في البداية.. كنت عضوا في اللجنة العليا للمهرجان خلال الدورات الثالثة الماضية.. ما الأمور التي حاولت تطبيقها وأنت رئيس للمهرجان من واقع خبرتك في العمل داخل المهرجان؟
في البداية أود أن أشكر جميع رؤساء المهرجان السابقين، وأخص بالشكر هنا الفنان يوسف إسماعيل الذى عملت معه كعضو في اللجنة العليا خلال الدورات الثلاث الأخيرة، ولأننى استفدت منه على المستوى الشخصي وتعلمت الكثير.. أما فيما يخص ما كنت أود تنفيذه مع اختياري رئيسا للمهرجان، هو تنفيذ ما كنت أنادي به خلال الدورات الماضية، مثل ضرورة تكريم الأحياء وألا ننتظر حتى يموت الفنان حتى نكرمه، لأن التكريم الحقيقي يكون في حياة الفنان، وقد تجاوب كبير من اللجنة العليا في هذا الشأن.
الأمر الثاني هو أنني كنت أجد أننا نخاطب نفسنا كمسرحيين في المهرجان، ولذلك حاولت الخروج عن هذه الحدود، والحمد لله أصبح للمهرجان صدى محليا كبيرا، بل أصبح له أيضا صدى عربيا، وأجد مكالمات عدة تأتيني من الدول العربية تشيد بالمهرجان، وتطلب الحضور.
- وهل كنت لديك أحلام وتطلعات لم تستطيع تحقيقها في الدورة الحالية؟
عندى أفكار كثيرة للمهرجان لم أنفذها بعد، يمكن بسبب عامل الوقت لم يسعفنى تنفيذها، لكن بالتأكيد تصورات كثيرة تدور في مخليتي أتمنى تنفيذها حال استمرارى في الدورات المقبلة.
- وما هي أبرز تلك التطلعات وكيف تغلبت على المعوقات التي واجهتك بعد توليك رئاسة المهرجان؟
بالتأكيد هناك بعض المعوقات التي واجهتنى في البداية خاصة فيما يخص "الروتين" أو "البيروقراطية"، لكن بتعاون المسئولين وعلى رأسهم وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني وكذلك الدكتور وليد قانوش رئيس صندوق التنمية تم إزالة جزء كبير من المعوقات، والحقيقة أود أيضا أن أشكر جميع مسئولي مسارح البيت الفني للمسرح بقيادة الدكتور خالد جلال، والمركز القومى للمسرح برئاسة الفنان إيهاب فهمي.. لكن هناك أيضا معوقات تخص التوقيت، لأن توقيت المهرجان في الصيف وهو توقيت صعب على الجمهور بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وهو أيضا موعد الصيانة في دار الأوبرا المصرية، لذا أتمنى أن يتم تغيير موعد المهرجان لشهر أكتوبر، كذلك أتمنى أن يتم إدراج المهرجان ضمن لجنة المهرجانات الرسمية، حتى يصبح له ميزانية أكبر ومقر ثابت يعمل طوال العام.
- ما أبرز الاستحداثات التي أضفتها في المهرجان هذا العام؟
استحدثنا مسابقة للتأليف المسرحي، لأننى أجد أننا نريد كتاب جدد للمسرح، وهناك الكثير لا يستطيعوا الوصول إلينا، لذلك وجدت أن مثل تلك المسابقات قد تجد لهم طريقا إلينا، وتكون وسيلة لنقدم عن طريق المهرجان كتاب جدد لأبو الفنون، كذلك طبقنا هذا العام الحجز الإلكتروني لمشاهدة العروض، وحتى الآن حقق نتائج ممتازة، ودعني أقول إن التذاكر المخصصة نفدت عن أخرها بعد ساعات بمجرد فتح باب الحجز، وهو ما ساعد توفير جهد ووقت على الجمهور، خاصة للجمهور الذى يأتي من خارج القاهرة، واعتقد أن هذا يمنع الزحام، ويوفر وقت ومجهود، وأتمنى تطبيقه قريبا في كل المسارح المصرية حتى يساعد على تنظيم عمليات الدخول، كما أنني في حال استمرارى العام المقبل سوف أطبق نظام الـ " كيو أر كود" حتى يكون هناك تنظيم في عملية الدخول والخروج، وسوف أطبقه بدلا من نظام الدعوات في حفلي الافتتاح والختام، لأن فكرة الدعوات فيها بعض الأمور السلبية لأن لا تصل للبعض كما أن تغير عناوين بعض الفنانين والمدعوين يؤثر على صعوبة وصول الدعوة إليهم في وقتها، وما يشجعني هو نجاحه فى عملية حجز التذاكر.
- فيما يخش الورش وفعاليات المهرجان.. ما الجديد في هذا الشأن في بالدورة الحالية؟
بدأنا الورش هذا العام في وقت مبكر للغاية، وصلت مدته لأكثر من شهر ونصف قبل بداية فعاليات المهرجان، حتى يكون هناك فرصة أكبر للمتدربين للاستفادة بأكبر قدر، وليس لمدة أيام قليلة كما كان يجرى من قبل، بحيث يكون هناك 12 كورس تدريبى يتم تقديمه للمتدرب خلال تلك الفترة، وقمنا بتقسيم الورش في عناصر مسرحية مرتبطة ببعضها مثل الإخراج، والسينوغرافيا، والإدارة المسرحية، والأخيرة تقدم لأول مرة، ولذلك بهدف إعداد كودار جديدة في الإدارة والإخراج التنفيذي، كذلك عملنا ورشة للإلقاء والتمثيل.
- هل هناك تفكير في استغلال الطاقات التي تخرج من هذه الورش في فعاليات أو عروض تساهم فى رفع شأن هذه الورش وألا تكون مقتصرة على مجدر التدريب فقط؟
بالتأكيد، في البداية سوف يتم عملية تصفية نهائية في نهاية الورش وسيتم عمل ورشة مجمعة لكل الأقسام سالفة الذكر مجتمعة، وهناك تفكير في عمل عرض من خلال هؤلاء الخريجين، واتفقت مع المخرج شادي سرور مدير مركز الهناجر للفنون، على استغلال هؤلاء الشباب، من خلال عرض مسرحى من إنتاج الهناجر، مثل تجربته في عرض "قرب قرب"، حيث يتم عمل "دبل كاست" للمسرحية من خريجى الورش.
- ما أكبر المكتسبات للمهرجان هذا العام من وجهة نظرك؟
أن المهرجان أصبح له وجود في الشارع المصري، والإعلام أصبح حريص على نقل فعاليات المهرجان، واهتمام أكبر المحطات التلفيزيونية بنفل فعاليات حفل الافتتاح وتغطية الفعاليات المرتبطة بالمهرجان تؤكد على ذلك.
- ما هي المعايير التي تم على أساسها اختيار المكرمين هذا العام؟
اختارنا في المكرمين هذا العام، الشخصيات المؤثرة في المسرح المصري، وأصحاب الاسهامات والعلامات البارزة في الحركة المسرحية المصرية، وأصحاب التجارب الواضحة، وحرصنا على التنوع بحيث يكون هناك ممثلين ومخرجين وصناع ديكور ونقاد، بالتأكيد قد يكون سقطت منا بعض الأسماء التي تستحق التكريم، لكن هناك الكثيرين يستحقوا التكريم في المسرح المصري، في مقابل عدد محدود للتكريم، هذا العام تم تكريم 10 أسماء فنية، وهو عدد كبير لأنه من المفترض التكريم يكون في حدود 5 أو 6 شخصيات فنية على الأكثر مع الوضع الاعتبار أننى لا أكرم راحلين، لكن الطابور أمامنا كثير ممن يستحقون التكريم، وأتمنى أن يستطيع المهرجان خلال دورته المقبل تكريم هؤلاء الكثييرين ممن يستحقون التكريم.
- لماذا قررت أن يكون المكرمين من الأحياء فقط هذا العام؟
لأنه ليس من الطبيعى أن ننتظر حتى يرحل الفنان حتى نكرمه، لماذا لا نتذكره في حياته؟.. في حياة الفنان هو أفضل تكريم للفنان، ودليل على تقدير مسيرته من نخبته الفنية.
- هل هناك نية لزيادة الجوائز أو قيمتها الفنية خلال الدورة الحالية؟
فيما يخص قيمة الجوائز فهى ثابتة خلال الدورة الحالية، لكن بالتأكيد في حال زيادة ميزانية المهرجان سوف يتم زيادة قيمة الجوائز المادية لمساعدة الفرق وشباب المسرحيين على التطور، أما فيما يخص زيادة الجوائز، فكما ذكرت فهذا العام تم زيادة الجوائز بإضافة جائزة النص المسرحى وتقسيمها إلى ثلاث مراكز الأول والثاني والثالث، بوجود مكافأة مالية فضلا عن طباعة الأعمال المميزة عن طريق الهيئة المصرية العامة للكتاب.
- بشكل عام.. ما رأيك من واقع رؤيتك للواقع المسرحي المصري بالحركة المسرحيتة الآن؟
أرى أن هناك حراك مسرحي كبير في مصر الآن، والحقيقة أن الفنان خالد جلال عمل نقلة كبيرة في المسرح المصري، فأنا أجد الآن كل "المسارح منورة" وهناك عروض مسرحية تعرض جيدة للغاية سواء فنية أو تجارية، وبشكل عام الحراك المسرحي الآن جيد، وأصبح نرى القطاع الخاص يعود مرة أخرى للعمل، لأنه كان رافد كبير من صناعة المسرح المصري، وهناك الكثير من الفنانين والنجوم خرجوا من مسرح القطاع الخاص، لذلك أتمنى عودته وبقوة مرة أخرى.