أكد أيمن عيد القيادي بحزب مستقبل وطن، أن قضية الزيادة السكانية ليست قضية الحكومة فقط بل قضية شعب ووطن ومصير، والتي تحتاج لتكاتف الجهود وتحرك الجميع من خلال استراتيجية متكاملة لمواجهتها وتحجيم آثارها على التنمية، وهو ما انعكس بقوة في حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي بالمؤتمر العالمي للصحة والسكان، والتي دقت ناقوس الخطر حول ما تشكله القضية من خطورة وتحدي كبير على الدولة وتداعيات على التنمية والخدمات، وعبرت عما بذلته الدولة من جهد كبير خلال العشرات سنوات الماضية للتغلب على الفجوة الكبيرة بين النمو السكاني والتنمية، بإنفاق 10 تريليونات جنيه على البنية الأساسية لمواجهة الزيادة السكانية وإنشاء ما يقرب من 24 مدينة جديدة في إطار التنمية العمرانية الشاملة لاستيعاب النمو السكاني الهائل وإضافة 40 جامعة جديدة فى 9 سنوات وغيرها من المشروعات.
وأوضح "عيد"، أن المؤتمر يتناول حجم تداعيات الزيادة السكانية وهي التحدي الأكبر الذى يعرقل كل جهود التنمية والنمو الاقتصادي ويلتهم كافة عوائد التنمية وتخفض مستوى المعيشة، كما تقلل من فرص مصر للتقدم، ما يستوجب ضرورة وجود توازن بين النمو الاقتصادي والنمو السكاني، لاسيما وأن قضية السكان ليست قضية اليوم أو الأمس لكنها قضية 6 عقود ماضية، منوهًا أن الدولة بقيادة الرئيس السيسي عمدت إلى خطة سعت فيها للتغلب على العشوائيات بإنشاء مدن جديدة وتم إنشاء مصانع وتطوير الرقعة الزراعية وتطوير المدارس والجامعات والطرق، حتى تستوعب متطلبات الزيادة، لافتا إلى أن كلمة الرئيس عكست إيمانه بضرورة التحرك الفعال لمواجهة تلك الزيادة وأهمية دفع جهود المجلس القومي للسكان لمواجهة الزيادة السكانية.
وأضاف القيادي بحزب مستقبل وطن، أن الرئيس حريص على إشراك كافة الجهات بالدولة في مواجهة الزيادة السكانية بتأكيده أن التغيير سيحدث في مصر عبر بوعي وفهم على تنظيم قدرات الدولة على عدد السكان، فهي مسؤولية كل فرد في الدولة، إذ أن هناك ضرورة لوعي المواطن المصري بالمفاهيم الأساسية للقضية السكانية، وبالآثار الاجتماعية والاقتصادية للزيادة السكانية، كما أن كلمته اتسمت بالمصارحة مع الشعب المصري بقوة أن الدولة التي لديها زيادة سكانية لها تأثير وتداعيات سلبية كبيرة للغاية على جودة وقدرة هذه الدولة، وعلى الرغم من كافة تلك التحديات فالدولة تمكنت من الصمود في مواجهة أزمات مثل كورونا والحرب الروسية الأوكرانية وتعطل سلاسل الإمداد وما نتج عنها من أزمات عالمية.
وثمن "عيد"، دعوة الرئيس لضرورة وضع حلول جادة في مواجهة الزيادة السكانية والتي استعان خلالها بتجارب الدول الأخرى في مواجهة ذلك التحدي الصعب، مؤكدًا على أهمية حديثه بأن الإنجاب حرية كاملة لكن عدم تنظيمه يسبب كارثة للدولة، ودعوته لدراسة تنظيم الهجرة المشروعة للدول التي تعاني نقص المواليد، لتكون خطوة في مسار مواجهة تلك القضية، مشددا أن استضافة ذلك المؤتمر يعكس مدى اهتمام الدولة بالقضية السكانية والذي يشمل فعالياته إطلاق الاستراتيجية الوطنية للسكان، والاستراتيجية العامة للصحة في مصر، وترتكز على أن السكان عنصر هام من قوة الدولة الشاملة وتستهدف تحقيق التوازن بين السكان والتنمية من خلال تعزيز الصحة الإنجابية، وتمكين المرأة، والاستثمار في الشباب، وتحسين فرص التعليم، ورفع الوعي بالقضايا السكانية، فضلاً عن تحقيق الرفاه الاجـتماعي والاقتصادي لجميع المواطنين.