زادت مجالات التعاون المصري الإماراتي بشكل كبير خلال الفترة الماضية، وهو ما تؤكده زيارة الشيخ محمد زايد رئيس دولة الإمارات الشقيق لمصر اليوم السبت، التي أجرى خلالها محادثات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي شملت ملفات التعاون بين البلدين خاصة على الصعيد الاقتصادي، وفق ما قدر خبراء.
وقال المستشار أحمد فهمي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية إن الرئيسين بحثا خلال الزيارة سبل تطوير آليات وأطر التعاون المشترك في جميع المجالات، لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين، إضافة إلى التنسيق الحثيث تجاه التطورات الإقليمية المختلفة، في ضوء ما يمثله التعاون والتنسيق المصري- الإماراتي من دعامة أساسية لترسيخ الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة، مضيفا أن اللقاء تناول أيضا تبادل وجهات النظر، بشأن أبرز الملفات المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية، حيث عكست المناقشات تفاهما متبادلا إزاء سبل التعامل مع تلك القضايا، وتم الاتفاق على الاستمرار في بذل الجهود المشتركة، لتعزيز التعاون والتنسيق والتضامن بين الدول العربية، لمجابهة التحديات المتزايدة على الأصعدة كافة.
محادثات اقتصادية ممتازة
وقال "مدحت صبري" الخبير الاقتصادي إن زيارة رئيس دولة الإمارات الشقيق لمصرنا الغالية جاءت لترسيخ العلاقات المصرية الإماراتية كما عهدناها منذ عقد طويل وهي محادثات اقتصاديا ممتازة، موضحا أن العلاقات المصرية الإماراتية لاقت تطورا كبيرا ونوعيا في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية وغيرها، ونموا ملحوظا في معدل التبادل التجاري، وزيادة كبيرة في حجم الاستثمارات الإماراتية في القطاعات الاقتصادية المصرية المختلفة.
وأما ما يخص الجانب الاقتصادي فقد أشار "صبري" إلى زيادة حجم الاستثمارات الإماراتية في مصر من 1.4 مليار دولار (الدولار يعادل نحو 30.80 جنيها في المتوسط) خلال العام المالي 2020-2021 إلى 5.7 مليار دولار خلال عام 2021-2022 بزيادة بلغت نسبتها 300.8 في المائة، وفقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، خاصة أن قيمة تحويلات المصريين العاملين بالإمارات بلغت حوالي ما يصل ل 3.5 مليارات دولار خلال عام 2021، وبحسب إحصاءات سجلت قيمة تحويلات الإماراتيين العاملين في مصر 39.1 مليون دولار خلال عام 2021.
علاقات تجارية واعدة في مجال تصدير واستيراد السلع
وفي السياق ذاته أوضح "أحمد محمود" الخبير الاقتصادي أن المحادثات المصرية الإماراتية تساهم في تعزيز وزيادة الاستثمارات الإماراتية في مصر في قطاعات مختلفة، وعلى الأرجح فإن اللقاء يرتكز على تأصيل آليات التعاون الاقتصادي، وبحث اقتراحات مصرية محددة لفرص استثمارية جديدة، موضحا أن البلدين تربطهما علاقات تجارية واعدة في مجال تصدير واستيراد السلع، وبحسب بيانات التقرير الخاص بالجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن قيمة قيمة الصادرات المصرية للإمارات خلال أول 11 شهرا من عام 2022بلغت نحو 1.8 مليار دولار، في حين بلغت قيمة الواردات المصرية من الإمارات 2.8 مليار دولار خلال الفترة نفسها.
العلاقات المصرية الإماراتية نموذج للتكامل العربي
وأوضح السفير "محمد راضي" متخصصا بالشئون الخارجية أن زيارة رئيس الإمارات جاءت في إطار حرص مصر وسعيها الدائم على تعزيز وتدعيم وتطوير أواصر كل العلاقات المتميزة مع جميع الدول الشقيقة المشاركة بالقمة وعكست المناقشات تفاهما متبادلا بين الجانبين، فضلا عن التعاون بشأن تعزيز آليات العمل المشترك لصالح الشعوب العربية حيث تهدف دائما إلى التشاور والتنسيق بشأن تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، مؤكدا أن العلاقات المصرية الإماراتية هي متميزة جدا، ولم تشبها شائبة منذ تدشين دولة الإمارات عام 1971 وحتى تاريخه وإن استمرار الزيارات المتبادلة سواء على المستوى الرسمي أو على المستوى الوزاري ما بين القيادات المصرية والإماراتية يعطي زخما في العلاقات ويعبر عن الزخم السياسي الكبير للعلاقات المصرية الإماراتية التي تعد نموذجا للتكامل العربي.
وأضاف "راضي" قائلا: "الاستثمارات الإماراتية الموجودة في مصر يشهدها الجميع القاصي والداني الكبير والصغير فمصر والإمارات نسيج واحد والعلاقات التجارية بين البلدين راسخة ومتينة.