وسط حالة من الضبابية وتضارب الأقوال والقرارات غير المدروسة من الحكومة المصرية، أصبحت أزمة الكهرباء تؤرق الملايين من المصريين نتيجة الانقطاع المستمر لتخفيف الأحمال ، بسبب عدم كفاية الوقود المستخدم لتوليد الكهرباء سواء كان من الغاز الطبيعي أو المازوت، إذ تسببت الحكومة بقرار عشوائي وغير مدروس اتخذته في إبريل الماضي في أزمة لم تشهدها مصر من نحو 9 سنوات، ألا وهو إلغاء استيراد المازوت المستخدم في محطات التوليد.
المبالغة في الإنجازات أدت إلى فشل زريع للحكومة
في البداية يقول الدكتور "صلاح عبد الله" عضو مجلس النواب السابق أن المشكلة تكمن في أداء الحكومة المتواضع مع عدم الوضوح والشفافية فدائما تتعمد الحكومة أن تصدر للشعب المصري أن مصر وطن بلا مشاكل مع المبالغة في الأسباب لا سيما وهي تتحدث عن أسباب انقطاع التيار الكهربائي وترجعه إلى ارتفاع درجات الحرارة وهذا ليس بصحيح فهناك دول تعاني من ارتفاع في درجات الحرارة ولا يمثل انقطاع التيار من عدمه لهم أزمة والصراحة أنه يوجد نقص في الغاز وأيضا المحولات متهالكة وجار عليها الحول فلم يعمد أحد على إصلاحها أو التطوير منها والدليل على تلك التصريحات المتضاربة من الحكومة "فالعودة لتخفيف الأحمال لن يحدث مرة أخرى" هذا ما جزم به وزير الكهرباء المصري "محمد شاكر" في مارس الماضي، مؤكدا أن انقطاع التيار لن يتكرر في مصر مهما بلغت الأحمال على الشبكة القومية للكهرباء، سواء خلال أشهر الصيف أو الشتاء.
وأوضح "عبد الله" أن الحكومة بالغت أيضا في حق حقل ظهر ورسمته أمام أعين الشعب كأنه هو البيضة الذهبية وأن الغاز يوجد به بوفرة وهذا ليس صحيحا فلو كان هناك وفرة في حقل ظهر لعمدت الحكومة على أن توسع في تحويل السيارات أكثر من ذلك بديلا عن السيارات التي تسير بالغاز، مؤكدا على أن حقيقة الأمر أن حقل ظهر ليس بالإنتاج الجم لمصر والأدهى من أن ذلك أن هناك جزءا من إنتاج هذا الحقل يتم تسيله وتصديره لإسرائيل.
مضيفا: "إذا نظرنا إلى أداء الحكومة الإجمالي نجد العديد من السلبيات. منها الغموض الذي يسود في أداء الحكومة وانعدام الشفافية. كما نجد أنها حكومة ردود أفعال. وحتى في هذا نجد بطء في الأداء."
مجتمع الصفوة وأبناء الشغالة
وفي السياق ذاته أشار "طلعت خليل" عضو مجلس النواب السابق وعضو الهيئة البرلمانية لحزب المحافظين أن هناك إنجازات للحكومة على أرض الواقع لا أحد ينكرها ولكن هذه الإنجازات خدشها عدم الوضوح والتكتم على قلة الإمكانات فتعمد الحكومة إلى تصدير الوجه الحسن دائما وبعدها يتفاجأ الشعب بالوجه القبيح ويتجرع المرارة ، مؤكدا على أن تفاقم هذه الأزمة أوضح أن الحكومة تتعامل مع المجتمع المصري علي أساس أنه مجتمع. الأول مجتمع الصفوة لا تنقطع الكهرباء عنهم. مثل من يعيشون في مدينة العلمين والعاصمة الإدارية والساحل الشمالي والغردقة والثاني باقي الشعب الذي يشمل الطبقة الفقيرة "أبناء الشغالة" وهؤلاء هم من تقع على عاتقهم كل الأعباء فلا مجال لوجود الطبقة الوسطى وهذا التقييم ستكون له نتائج خطيرة. في المستقبل.
مدبولى يقرأ الفنجان ويحكى ماذا تقول الأسطورة
ونوه "إيهاب الحسيني" عضو مجلس النواب السابق إلى طريقة التضارب في الأقوال التي يتحدث بها رئيس الوزراء حيث يتحدث بكل فخر قائلا : "لا يوجد أحد يشكك في مشروعات الدولة الخاصة بقطاع الكهرباء إلا خصوم البلد على حد قوله" مهملا قطاع كبير من الشعب يعاني الأمرين في مشكلة انقطاع الكهرباء ولا يعرف موعدا محددا لانقطاع التيار فالمصريين وصلوا لمرحلة "آه في مشكلة بس قل لنا إمتى يتقطع، هو في شعب أعظم من كده!" لكن رئيس الوزراء في مؤتمره قال "هي قطع ساعة أو اثنين"، دون علم بموعد محدد سيتم فيه تخفيف الأحمال.
مؤكدا على عدم نجاح الحكومة بسبب تصريحاتها المتضاربة والغموض في نقل الحقيقة وعلى سبيل المثال تصريح الحكومة السابق أوضح بأن الدولة المصرية كانت اتخذت قرارا بشأن إيقاف استيراد المازوت من شهر أبريل الماضي؛ في محاولة للحوكمة على الاستيراد ثم يعود رئيس الوزراء ليدلى بتصريحاته بأن الدولة عزمت مرة أخرى لاستيراد المازوت فهذا دليل على إصدار قرارات غير مدروسة بنظام "سمك، لبن، تمر هندي "
مضيفا الشارع المصري فقد الثقة في تصريحات الحكومة فلم يعد يصدقها ولا يلقى لها بالا.