تستضيف مدينة العلمين الجديدة شمال مصر اليوم الأحد، اجتماع مؤتمر الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية بدعوة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبمشاركة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رئيس الحكومة, لبحث انهاء الإنقسام وتوحيد الصف الفلسطيني في مواجهة السياسات الإسرائيلية، وتلبية طموحات الشعب الفلسطيني، ورغم مشاركة غالبية الفصائل الفلسطينية إلا أن بعض الفصائل أعلنت عدم مشاركتها في الاجتماع.
وفي هذا الصدد يقول السفير رخا أحمد,مساعد وزير الخارجية الأسبق وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية: "يأتي هذا المؤتمر في توقيت حرج للغاية بالنسبة لتطورات القضية الفلسطنية سواء علي المستوي الفلسطيني من الخلافات داخل كل منظمة ولم يقتصر علي خلافات الفصائل مع بعضها البعض".
وأضاف "أحمد" في تصريح خاص "لبلدنا اليوم": "جميع هذه المنظمات والفصائل محتاجة لعملية مراجعة لموقفها لأنها بتواجه تحدي كبير وخطير جدًا من الحكومة الإسرائيلية الحالية التي تسعى بكل جهد إلى تصفية القضية الفلسطينية, لأنها ترفض الاعتراف بإقامة دولة فلسطنية, واعتبار الضفة الغربية والقدس الشرقية أراض مباحة لها تأخذ منها ما تشاء.
وتابع: "هناك انتهاكًا واضحًا لحقوق الفلسطنين والهجوم عليهم والقتل الميداني المستمر بدون محاكمة, فجميع ما ذكرناه يستدعي أن يكون هناك موقف موحد من جميع هذه الفصائل أو علي الأقل في توافق ما بينهم، منوهًا: بينما يعقد المؤتمر في العلمين بنسمع ونشاهد في الأخبار اقتتالهم مع بعض في الضفة الغربية.
وفي نفس السياق, نرجوا أن يكون الاجتماع فيه حسن نوايا لهذه الفصائل، فإذا لم تتوفر حسن النية، فالاجتماع سيكون مجرد استهلاك للوقت, فيجب أن يكونوا راغبين في التوافق لمواجهة هذه التحديات الخطيرة.
وأوضح "رخا", أن العالم كله أصبح مشغولًا في حرب روسيا علي أوكرانيا, فأصبحت الأزمات والقضايا العربية في المرتبة الثانية من الاهتمام, ومعلقًا علي عدم مشاركة بعض الفصائل في المؤتمر، أرجع السفير ذلك إلى النظرة الآحادية، فكل هذه الفصائل تتحرك تحت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بصورة أو بأخرى وخاضعة للاقتصاد والتجارة الإسرائيلية والعملة السائدة هي الشيكل الإسرائيلي.
واختتم حديثه قائلًا: الفصائل الفلسطنية غير راضية عن السلطة الفلسطنية نظرًا لتعاملها مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي, وهو أمر إلزامي لا يوجد بدائل أو حلول غيرها, ويتوقع أن ينجح المؤتمر نظريًا ولكن عمليًا يتوقف علي حسن النوايا الحقيقية للمشاركين في المؤتمر لتحقيق توافق عام ما سيتم التوصل إليه نظريًا وسيتم تطبيقه واقعيًا, ويذكر أن الفصائل الفلسطينية عقدت اجتماعات سابقة في مصر, وفي كل مرة يتم الاتفاق، ولكن بمجرد العودة تبدأ الاختلافات مرة أخرى، فنرجو هذ المرة أن يكون هناك نوايا صادقة للتوافق".