قال الكاتب الصحفي محمد صبحي عيد المتخصص في الشأن السياسي إن مبادرة حياة كريمة ليست مبادرة منفردة بذاتها ولكن هي فرع من شجرة وجزء من كل، تأتي ضمن مبادرات عديدة تندرج جميعها تحت رؤية مستدامة لمصر 2030، والتي أطلقتها القيادة السياسية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأكد عيد خلال لقائه في برنامج " لنصبح عليك" المذاع، صباح اليوم الأربعاء، عبر شاشة القناة الثانية بالتلفزيون المصري ويقدمه الإعلامي الدكتور حازم أبو السعود أن مبادرة حياة كريمة تعد من أكبر وأهم المبادرات وأكثرها تكلفة، مشيرا إلى أن جميع المبادرات التي أطلقت في عهد الرئيس السيسي وتحت رعايته لها مميزات تختلف عن بعضها البعض ولكن حياة كريمة جاءت مخصصة للمواطن المصري البسيط في المناطق النائية والريفية وعشوائيات الحضر.
وأوضح أن أهداف ومبادئ مبادرة "حياة كريمة" تقوم في الأساس على الارتقاء بالمستوى المعيشي والخدمي والاقتصادي للمواطن، وذلك من خلال الاهتمام بالكثير من الجوانب الحياتية لهذا المواطن والشعب المصري، فكانت مبادرات 100 مليون صحة و1000 وحدة غسيل كلوي والمستشفيات النموذجية وصحة المرأة والتطعيم بلقاح كورونا ثم حياة كريمة لتشمل الجانب الأكبر من صحة وتعليم وأوضاع اجتماعية وخدمات وصرف صحي وطرق وتوفير السلع والخدمات وتطوير العشوائيات، بالإضافة إلى انتقال المواطنين لأماكن أكثر آدمية صالحة لتنشئة وتربية الأجيال تبيت سليمة لينشأ جيل قادر على دعم وبناء المستقل، وهو ما يؤكد أن الهدف من هذه الجهود التي تبذلها الدولة تحت رعاية القيادة السياسية وتشارك فيها قوى المجتمع المدني هو بناء الإنسان ثم بناء البنيان.
وأشار إلى أن مبادرة حياة كريمة تشمل تقريبا جميع المناطق والقرى والنجوع التي حرمت على مدار عقود ماضية من الخدمات الرئيسية والبنى التحتية، فالدولة تقوم حاليا من خلال مبادرة حياة كريمة بتطوير 4500 قرية و30888 من التوابع والعزب في 26 محافظة يتم العمل فيهم في وقت واحد على مدار ال 24 ساعة، وتضخ استثمارات من خلال المبادرة تتخطى 700 مليار دولار، وهو مبلغ ضخم وميزانية كبيرة لا تدخرها مصر في خدمة أبنائها.
ولفت إلى أن المبادرة أيضا تمكنت من تنفيذ 1300 مشروع لتوفير أكثر من 550 ألف فرصة عمل لأبناء الريف، للحد من هجرة الشباب القروي لقراهم من أجل البحث عن فرص عمل في المدن والمحافظات، فضلا عن المشروعات التي أحدثت تأثيرا إيجابيا لدعم المرأة المصرية، منوها بأنه رغم الأزمات العالمية والتحديات الاقتصادية التي واجهت العالم إلا أن وجود هذه المبادرة ساهم في العبور من الأزمة وعدم التأثر بها بشكل ملحوظ كما حدث في الدول الأخرى.
وثمن عيد جهود الدولة المصرية في تطبيق جميع المبادرات في مسار متواز، فضلا عن دور الإعلام التوعوي في مواجهة الإشاعات وردع محاولات نشر الأكاذيب التي تبث الإحباط في نفوس المواطنين، مؤكدا أن الجندي الرئيسي في هذه المعركة هو المواطن المصري ذاته الطارد لمثل هذه التربصات ومحاولات استهداف الدولة المصرية كونها قوى عظمى في المنطقة العربية والإفريقية، مطالبا باستمرارية هذه المبادرات، واستمرار الإعلام التوعوي في القيام بدوره.