تعد قناة السويس ممر مائي اصطناعي ازدواجي المرور في مصر، وطوله 193 كم، كما يربط بين البحرين الأبيض المتوسط والأحمر، وتنقسم طولياً إلى قسمين شمال وجنوب البحيرات المرّة، وعرضياً إلى ممرين في أغلب أجزائها لتسمح بعبور السفن في اتجاهين في نفس الوقت بين كل من أوروبا وآسيا.
حيث تحتفى مصر في مثل هذا اليوم 26 يوليو بالذكرى 67 لتأميم قناة السويس، ويعد يوم تاريخي استعادت مصر فيه قناتها، وأثبتت منذ ذلك اليوم قدرتها على إدارة وتشغيل وصيانة قناة السويس بأيادي أبنائها.
وأخذ الرئيس جمال عبد الناصر قرار تأميم شركة قناة السويس يوم 21 يوليو، وحرصا على السرية التامة لهذا القرار لم يعلن عنه غير بعد استدعاء وزير البترول محمد يونس رئيس الهيئة العامة للبترول في يوم 24 يوليو 1956، وتم الاعلان عن قرار التأميم يوم 26 يوليو 1956.
سبب العدوان الثلاثي على مصر
وكان تأميم قناة السويس سبباً للعدوان الثلاثي الذي قامت به بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر. من الأسباب والأزمات التي أدت إلي تأميم القناة ( محاولات السماح بمرور السفن الإسرائيلية- محاولات مد امتياز القناة - اتفاقية الجلاء 1954- مصر تسلح قواتها من الكتلة الشرقية – إيجاد مصادر لتمويل مشروع السد العالي ).
تأميم قناة السويس
تأميم قناة السويس
وبدأت قصة تأميم القناة إلى أنه فى آخر 1955 عندما وصلت أرباح قناة السويس 35 مليون دولار، وكان نصيب مصر منها مليون جنيه فقط، حيث أن موعد انتهاء امتياز الشركة الفرنسية عام 1968 حتى تعود ملكيتها الى مصر، وبدأت قيادة الثورة بحث تعديل هذا الوضع.
و اشار وزير الخارجية البريطانى سلوين لويد فى مارس 1956 أثناء زيارته لمصر إلى أن دولته تعتبر قناة السويس جزءا من مجتمع البترول فى الشرق الاوسط.
فرد عليه عبد الناصر بأن الدول العربية تتقاضى 50% من أرباح البترول بينما تتقاضى مصر 5% فقط من أرباح القناة ويجب معاملتنا بالمثل 50%.
سحب عرض تمويل السد العالى
وعندما سحبت الولايات المتحدة عرض تمويل السد العالى فكر عبد الناصر فى التأميم وعرض الأمر على كبير مهندسى القناة الدكتور مصطفى الحفناوى وأبلغه بإعلان التأميم أثناء القاء خطاب عيد الثورة وان كلمة السر ديلسبس بعدها تسيطر مصر على شركة القناة.
تأميم قناة السويس
نص خطاب جمال عبد الناصر لحظة التأميم
وبالفعل واثناء الاحتفال بعيد الثورة ألقى الرئيس خطابا فى 26 يوليو 1956 أعلن فيه تأميم القناة قال فيه: ( أيها المواطنون حينما نتجه إلى المستقبل نشعر ان معاركنا لم تنته، فليس من السهل، مش سهل أبدا أن نبنى أنفسنا وسط الاطماع الدولية والمؤامرات من حولنا.
مش سهل أبدا أن نبنى أنفسنا ونبنى وطننا ونحقق استقلالنا السياسى ونحقق استقلالنا الاقتصادى، أمامنا أيها الاخوة معارك طويلة، سنكافح فيها، امامنا معارك طويلة لنعيش أحرارا، لنعيش كرماء، لنعيش أعزاء.
شركة قناة السويس اللى قاعدة فى باريس اغتصبت امتيازاتنا، لكن سنحصل على حقوقنا المغتصبة، وحانبنى السد العالى زى ما حنا عايزين، والــ35 مليون جنيه اللى بتاخدها شركة القنال ناخدها احنا 100مليون لمنفعة مصر وبناء السد العالى.
وأضاف الرئيس: سنبنى سد العزة والحرية والكرامة، ونقضى على سدود الذل والهوان وتعلن مصر كلها جبهة واحدة، كتلة وطنية متكاتفة متحدة، مصر كلها ستقاتل لآخر قطرة من دمائها.كنا متهاونين فى حقوقنا، والآن نستردها، معركتنا مستمرة لبناء مصر القوية، لهذا وقعت اليوم ووافقت الحكومة على قرار من رئيس الجمهورية بتأميم الشركة العالمية لقناة السويس البحرية.باسم الأمة..رئيس الجمهورية..مادة واحد تؤمم الشركة العالمية لقناة السويس البحرية شركة مساهمة مصرية، وتنتقل إلى الدولة جميع مالها من اموال وحقوق وما عليها من التزامات، وتحل جميع الهيئات واللجان القائمة حاليا على إدارتها.
مادة 2 يتولى إدارة مرفق المرور بقناة السويس مرفق عام ملك الدولة..هيئة مستقلة تكون لها الشخصية الاعتبارية وتلحق بوزارة التجارة.مادة 3 تؤمم أموال الشركة المؤممة وحقوقها فى مصر وفى الخارج ويحظر التصرف فى أموالها إلا بقرار من الهيئة المنصوص عليها فى المادة الثانية.
وأقول: الآن يدير القناة أبناء مصر (شركة القنال المصرية ) وليست شركة القنال الأجنبية. القناة التى تقع فى أرض مصر، واللى هى جزء من مصر، وملك مصر يقومون الآن بإدارتها لنستعوض مافات، نستعوض الماضى ولنبنى صروحا جديدة من العزة والكرامة.
تأميم قناة السويس