يتساءل عشاق ومحبو الكرة المصرية عن موعد عودة الجماهير مرة أخرى بالشكل الطبيعي، حيث يغيب الجمهور منذ أحداث بور سعيد ولم تظهر نية نحو الإصلاح من المسؤولين عن الحضور الجماهيري بالسعة الكاملة.
وأدى غياب الجماهير عن المدرجات، إلى تغيير كبير في مفهوم كرة القدم المصرية، حيث تغيرت فيها ثقافة التشجيع، وعقلية اللاعبين، كما بدأت تنمو العديد من أندية الشركات، وظهر تراجع واضح وحاد للأندية الأهلية، وباتت الأندية نفسها تعاني ماليا، كما يحدث في الوقت الحالي مع نادي الإسماعيلي، الذي يعد أحد الأندية الراسخة في بطولة الدوري، إلا أنه وبسبب الأزمات المادية كادت أن تعصف به إلى الهاوية حيث الدرجة الثانية.
و علق الخبير الأمني و الاستراتيجي حمدي بخيت في تصريحات خاصة لـ "بلدنا اليوم" على ملف الجمهور
و قال:"اقترحت أثناء تواجدي في مجلس النواب أن يتم السماح للجمهور بأعداد بسيطة بداية من الموسم حتى نصفه و اذا سارت الأمور بشكل طبيعي دون مشاكل نسمح بضعف العدد حتى نهاية السيزون .
وأكمل: إذا نجح بشكل مقبول دون أي تجاوزات نسمح بضعف العدد مرة أخرى و في النهاية نسمح بالسعة الكاملة لكل الأندية.
و أضاف: هذا سيتم لكن على شرط إذا حدث شغب بين الجماهير كا أحداث "برج العرب" بالإسكندرية أو أحداث بور سعيد الأليمة، تعود المباريات دون جمهور ومن مصلحة الأندية أن تحرص علي عدم الشغب .
ثم أكد: إن سبب هذا الشغب بالمدرجات هو عدم السيطرة على ما يسمى بـ "الاولتراس" حيث كانوا مركز قوة مؤثر على الأندية و تحريكها كما يريدون و هذا ما أجبر الأندية على ترضيتهم بالدرجة الأولى لأنهم يشجعون الفرق بالملاعب قبل إرضاء القيم الأمنية و الأخلاقية .
و شدد: أن الكورة أصبحت مصدر للتدني الأخلاقي و عدم وجود مصدر عدل، بسبب كثرة التحيازات فهذا ما يغضب الجماهير و يسبب "الاحتقان" بينهم و يأتي من التراكمات ليس وليد لحظة .
و تابع: الجانب الأمنى هو المسيطر على دخول الجمهور ووزارة الداخلية يهمها البعد الأمنى و هذا من صالحهم عدم دخول جمهور يثير الشغب ، و عندما ترفض الفكرة فبالتالي تتردد وزارة الشباب والرياضة و تؤيد القرار .
وأوضح: رابطة الأندية هي الوحيدة القادرة على اتخاذ القرار وللأسف الرابطة بمصر "مالهاش لازمة" كذلك اللجنة الأولمبية ليس لها وزن سوى إدارة الألعاب .
ثم أكمل: يجب على لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب والشيوخ أن يجلسوا مع المسؤول في وزراة الداخلية و الشباب و يطرحون الملف بأمانة و يعملوا على آليه واضحة في نسب دخول الجمهور وكذلك يتم حصر المشجعين ذو الشغب لأنهم قلة قليلة فإذا حُسِم هذا الملف يسير الجمهور "بما يرضى الله" .
و أضاف: فكرة جمهور النادي ليس مبني على فكرة صحيحة ، ف الفكرة مبنية على أفراد فكرهم متدني وكذلك أسلوبهم في فهم الأشياء ولديهم قلة وعي، يجب أن يكون وجود احترافية للجمهور نفسه كما نشاهد في أوروبا السمة العامة لديهم التشجيع فقط لأنهم محبين للنادي.
و شدد: يجب تغير أسلوب تعامل الأندية مع الجماهير بحيث أن كل من يثير الشغب يلقى القبض عليه ويعاقب عقوبات مغلظة للبعد عن وجود فكرة منع الجمهور، إذا تعامل الجمهور بشكل احترافي منذ عشرة سنوات حيث كانت تمتلئ المدرجات الآن.
و تابع: لكن الأولتراس خُلقت منذ أحداث بور سعيد واخترعت على فكر تدميري دون وعي، و ورابطة الأندية تريد عودة الجمهور لكن رأي الأمن أصبح الأهم بعد الاستقرار، لأن أحداث التدمير بالملايين و هذا في جميع الدول جمهور أضاع بطوله من ناديه و تسبب في نقل المباريات خارج الديار .
واختتم: الجمهور متواجد في سوريا لعدم وجد تعصب لديهم فالجمهور يريد التشجيع فقط ولا يوجد أفكار مثل الأولتراس، ويوجد أحداث شغب في جميع دوريات العالم و لكن الاتحادات المسؤولة لها الصالحية الكاملة للتعامل مع هذه الأحداث .