في ذكرى ميلاد نجم المواويل الـ ٩٥ "محمد رشدي" تعرف على حياته وعلاقته بكوكب الشرق" أم كلثوم"

وُلد نجم المواويل وأبو الغناء الشعبي، صاحب ملحمة أدهم الشرقاوي الفنان الكبير محمد رشدي، في مثل هذا اليوم الذي أبهر وأمتع جمهوره بأعماله المبدعة.

وفي هذا التقرير سوف نرصد لديكم أبرز المعلومات ومحطات الفنان محمد رشدي

نشأة الفنان محمد رشدي

وُلد الفنان محمد محمد الراجحي المعروف فنياً باسم محمد رشدي يوم 20 يوليو عام 1928، بمدينة دسوق في محافظة كفر الشيخ ليولد واحد من أهم المطربين في مصر والوطن العربي، فقد ترك تاريخاً طويلاً من الأغاني والموسيقى المتميزة التي مازالت تتلقى إعجاب الجماهير حتى الآن.

حياة الفنان محمد رشدي الفنية

حفظ رشدي القرآن الكريم وهو في سن صغير في كُتاب قريته، واعتاد أن يغني في جلسات الإنشاد في المولد، وفي إحدى المرات سمعته كوكب الشرق أم كلثوم وأثنت على موهبته وطالبت بنزوله إلى القاهرة لإظهار تلك الموهبة للجماهير المصرية.

توجه رشدي إلى القاهرة والتحق بمعهد فؤاد للموسيقى وتخرج منه وبدأ مشواره الفني كمطرب شعبي في الخمسينيات، وطالبت أم كلثوم برعايته عندما سمعته مجددا وهو يؤدي إحدى أغانيها في احتفال أقامه أبناء البلدة.

وتعلم رشدي الغناء على يد أحد فناني المدينة الذي كان مهتماً ومحيا للعزف على العود والفن، وقبل عام 1952 قدمه الإذاعي الكبير فايق زغلول إلى الإذاعة وأدى مجموعة كبيرة من الأغاني الناجحة من أهمها أغنية قولوا لمأذون البلد من تلحينه وتأليف محمد فتحي مهدي وقدمها في فيلم المارد.

وفي عام 1961 غنى محمد رشدي الملحمة الشعبية " أدهم الشرقاوي" وذلك بعدد طلب من رئيس الإذاعة أمين حماد والملحمة من إخراج يوسف الحطاب وتأليف الشاعر محمود إسماعيل، وغنى رشدي 85 موالاً من ألحانه تروي حكاية البطل الشعبي أدهم الشرقاوي، وحقق شهرة كبيرة جداً والعمل يعتبر من أهم الكلاسيكيات المصرية.

ازدادت شهرة رشدي في الوسط الفني بعد عمله مع الشاعر عبد الرحمن الأبنودي والموسيقار بليغ حمدي وكونوا معاً ثلاثياً غنائياً ناجحاً جدا وقدموا أشهر الأغاني وأنجحهم على الإطلاق في عالم الغناء الشعبي مثل عدوية، تحت الشجر يا وهيبة، بلديات، وسع للنور، يا ناعسة وخبريني.

وقال الأبنودي عن رشدي " أنا بعد ما سمعت موال أدهم تأكدت أنه الوحيد اللي عنده القدرة يغني أشعاري "، كما تحدث رشدي ذات مرة عن الأبنودي قائلاً " الأبنودي خلق لي لغة جديدة للغناء وحين انضم إلينا بليغ اكتملت التجربة "، فكانت هناك صداقة قوية بينهم نتج عنها أعمال فنية شهيرة جدًا، لدرجة أن بعد النجاح الساحق التي حققته أغنية عدوية في ذلك الوقت، قام الفنان عبد الحليم حافظ باللجوء إليهم وغنى أغنية توبة من كلمات عبد الرحمن الأبنودي وألحان بليغ حمدي.

قدم محمد رشدي للغناء العربي أكثر من 600 أغنية إلى جانب ستة أفلام وثلاثين حلقة إذاعية من السيرة النبوية إلى جانب المسلسل الإذاعي "أدهم الشرقاوي" وهي من أهم الملاحم الشعبية المصرية.

وتعاون مع كبار شعراء العامية في مصر مثل صلاح جاهين وفؤاد حداد وعبد الرحمن الأبنودي وعبد الرحيم منصور وأحمد فؤاد نجم، ولحن له عدد كبير من الملحنين المصريين من أشهرهم بليغ حمدي وعبد العظيم محمد.

أهم أعمال الفنان محمد رشدي

حققت الأغاني التي قدمها الفنان محمد رشدي شهرة كبيرة وخلقت له شعبية جماهيرية منفردة ومن أبرز وأهم هذه الأغاني طاير يا هوا من كلمات الشاعر محمد حمزة وألحان الموسيقار بليغ حمدي وتوزيع موسيقي يحي الموجي وأغنية كعب الغزال من كلمات حسين السيد وألحان منير مراد وتوزيع موسيقي أشرف عبده.

وكذلك أغنية مغرم صبابة من كلمات محمد حمزة وألحان بليغ حمدي وأغنية يا ليلة ما جاني الغالي من كلمات عبد الرحمن الأبنودي وألحان عبد العظيم محمد وتوزيع موسيقي يحي الموجي وغيرها من الأغاني الناجحة مثل: متى أشوفك، مجاريح، عرباوي، سالمة يا سلامة، على الرملة، وهيبة، سلاسل فضة، يا عزيز عيني، وعهد الله، حسن يا مغنواتي وغيرها من الأغاني الجميلة.

وكان لرشدي بعض المشاركات التمثيلية التي قربته للجمهور أكثر فأكثر مثل مشاركته في فيلم فرقة المرح مع الفنانة شمس البارودي، أشرف عبد الغفور، سمير غانم، جورج سيدهم، الضيف أحمد، نجوى فؤاد وتوفيق الدقن وهو من إخراج فطين عبد الوهاب وتأليف عدلي المولد وفيلم عدوية مع الفنانة نعمت مختار، ناهد شريف، ناهد يسري وهو من إخراج كمال صلاح الدين وتأليف أنور عبد الله وفيلم السيرك مع الفنان حسن يوسف، نبيلة عبيد، سميرة أحمد، هدى سلطان وزينات صدقي وهو من إخراج عاطف سالم والعديد من الأفلام الأخرى مثل: المارد، حارة السقايين، 6 بنات وعريس وورد وشوك .

آخر أعمال الفنان محمد رشدي

قدم الفنان محمد رشدي أغاني مسلسل "ابن ماجه " قبل وفاته، كما كان قد انتهى من تسجيل أغنياته العشرة ضمن ألبوم البيت القديم ولكن لم يستطع استكمال تصوير إحدى أغنياته قطار الحياة فكان الموت أسرع وتوفي يوم 2 مايو عام 2005.