أصبحت القمة المناخية من أهم القضايا بل وفي مقدمة القضايا التي تطرح بشدة على صعيد الأجندات الدولية لا سيما تلك التي تتعلق بقضايا تغير المناخ وعلى صعيد ذلك ناقشت قمة منتصف العام التنسيقية التابعة للإتحاد الإفريقى مشكلات التاثير السلبي للتغيرات المناخية و.. انشاء منطقة حرة وجواز سفر موحد وعملة موحدة وحول هذا الموضوع ألتقت "بلدنا اليوم " بعدد من الخبراء بالشأن الافريقى لمناقشتهم فى هذا الصدد .
وأشارت "أسماء الحسيني" خبيرة بالشأن الإفريقى إلى أن القمةالمناخية تسعى دائما إلى التوفيق بين اعتبارين أحدهما: ضرورة التخفيف والحد من إنبعاثات غازات الإحتباس الحرارى .
والأخر هو الحاجة إلى تغيير الأنظمة الموروثة لإستخراج المواد، ونقلها، وتوزيعها، وتوليد الطاقة، وإنتاج السلع، وتقديم الخدمات، وطرق الاستهلاك ، وطرق التخلص منها، والتمويل.
البحث عن موقف القانون الدولى من المناخ
وقالت بأنه "يمکن القول بأن القمة المناخية تعد مزيجًا بين حقوق الإنسان وتغير المناخ، حيث تهدف في المقام الأول إلى حماية حقوق الإنسان التي قد تتأثر من جراء التغيرات المناخية، ولذا فإنها تعد أفضل وسيلة لتحقيق توزيع عادل في الأعباء والتکاليف بين الدول المتقدمة والصناعية والدول الفقيرة".
وأوضحت"الحسينى" أن أهمية هذه الدراسة في أنه حتى وقتنا الحالي لا يوجد إتفاق دولي ينص أو يحدد کيفية تطبيق مبدأ توزيع المنافع والأعباء المرتبطة بتغير المناخ بشکل منصف وعادل، ومن هنا يأتي دورنا في البحث عن موقف القانون الدولي من قضيةالمناخ .
تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة
وقال"محمد عبد الكريم" الخبير الإفريقى " إن القمة التنسيقية للاتحاد الإفريقي التي عقدت بالعاصمة الكينية نيروبي، اليوم الأحد، خرجت بالعديد من التوصيات، وأن جزءًا كبيرًا منها له علاقة بعرض لحالة الاندماج في القارة".
وأضاف "عبدالكريم" لـ"بلدنا اليوم " أن من بين التوصيات التي خرجت بها القمة ما هو معني بموقف تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة، وجانب آخر متعلق بحالة التكامل وتقسيم العمل بين مفوضية الاتحاد الإفريقي من جانب والمنظمات والتجمعات الإفريقية من جانب آخر.
وتابع: "القمة تضمنت جزءًا مهمًا يخص مصر كونها رئيس اللجنة الفرعية للشؤون المالية في الإتحاد، وهو إقرار ميزانية الإتحاد الإفريقي بنجاح للعام المقبل تحت الرئاسة المصرية".
وذكر الخبير الإفريقى أن عددًا من الرؤساء بالقمة قدموا عددًا من التقارير، ومن بينهم الرئيس المصري، الذي قدم تقريرًا عن تطور العمل في "النيباد" بحكم منصبه كرئيس اللجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات وكالة الاتحاد الإفريقي للتنمية "النيباد"، كما قدم عددًا من التوصيات التي تم إقرارها، بما في ذلك التركيز على تمويل البنية التحتية في القارة بالإضافة للتعاون ما بين الوكالة وبين سكرتارية اتفاقية التجارة الحرة على تسريع وتيره تنفيذها.
محاولات لوقف إطلاق النار وتوفير ممرات انسانية
وذكر أن الوفد المصري حظي بالعديد من الإشادات على الجهود التي قام بها الرئيس السيسي خلال الفترة الماضية؛ منها إستضافة مؤتمر تغير المناخ COP 27، بالإضافة لاستضافة القاهرة مؤتمر دول جوار السودان، وهو ما ثمنته الدول الإفريقية بأنها محاولة لإيقاف الاقتتال الحالي الجاري في السودان ووقف إطلاق النار وتوفير ممرات إنسانية.
كما تمت الإشادة باستضافة مصر لاجتماع مجلس إدارة بنك التنمية الإفريقي الذي يقوم بدور مهم في القارة، وحرص رئيس البنك بالتوجه للوفد المصري وتقديم الشكر له بأنه"أفضل اجتماع سنوي لبنك التنمية الإفريقي الذي عقد في مصر وذلك على مدار عمر البنك أي ما يزيد على 50 سنة".
التباحث حول منطقة التجارة الحره
وقالت "ولاء عزيز "باحثه فى الشئون الإفريقية" أن نصيب القارة الإفريقية من الانبعاثات الضارة التي تؤدي إلى تغير المناخ لا يزيد على 3% فقط، وأن المسؤول الأول عن ذلك هي الدول المتقدمة اقتصاديًا نتيجة الانبعاثات الكربونية الصناعية.
وأوضحت "عزيز " إن الهدف من المؤتمر هو التباحث حول منطقة التجارة الحرة بين دول القارة الإفريقية، والتي أقٌرت تحت رئاسة الرئيس السيسي، عندما كان رئيسًا للاتحاد الأفريقي، و دعا خلال عمله كرئيسا للاتحاد إلى عقد اجتماعات نصف سنوية مع المنظمات الأفريقية الاقتصادية والتي من أهمها منظمة "الكوميسا" .
وأشارت إلى أن كلمة الرئيس شملت أيضا العديد من المحاور وأهمها ملف قضية التغير المناخي وتأثيره على القارة السمراءوخصوصاً وأن القاره الإفريقية هي الأكثر تضرراً من التغير المناخي ولم تنل التمويل الكافي، خاصة في ظل معاناتها من شدة الحرارة والفيضانات وحرائق الغابات وهو ما يؤثر على عمليات التنمية.
وأكدت باحثة الشأن الإفريقى أن الدول الأوروبية لجأت أنها تعمل على تسريع خفض الانبعاثات واستخدام الوقود الأحفوري حالياً، مشيرة إلى أن مصر تعمل على تخفيض نسبة كبيرة من ثاني أكسيد الكربون التي تخرج من عوادم السيارات وانبعاثات المصانع,مؤكدة على صدق كلمة الرئيس السيسى بأن الجهد المبذول فعلاً أقل بكثير من المطلوب والمراد تحقيقه .
الريادة لا تأتى من فراغ
وثمنت " عزيز " الجهود المصرية التى تبذل من إجل الحفاظ على الحقوق المصرية بوجه خاص والحقوق الإفريقيه بوجه عام .
وتابعت الباحثة بالشأن الإفريقى " هذه الجهود إن دلت على شئ فهى تدل على ريادة مصر وتزعمها لدول المنطقة وتسعى لحل مشاكلهم وأن هذه الريادة المصرية لا تأتى من فراغ ".