شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة النطاق في الضفة الغربية المحتلة استمرت لمدة يومين في مخيم جنين، أسفرت عن استشهاد 12 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 180 آخرين ومقتل جندي إسرائيلي.
وقال بعض قيادات حركة فتح خلال حوارهم مع «بلدنا اليوم» إن العملية العسكرية الإسرائيلي على مخيم جنين جاءت لإرضاء الثلاثي الإرهابي نتنياهو وبن غفير وسوموتريتش، ومواجهة الأوضاع الداخلية والمظاهرات ضد الحكومة.
وأكدوا أن القيادة الفلسطينية مستمرة في قطع الاتصالات مع العدو الصهيوني ووقف التنسيق الأمني والوحدة الوطنية، وتصعيد عمليات المقاومة ونقلها إلى فلسطين المحتلة، بجانب التحرك على المستوى العربي والإسلامي والدولي وخاصة مجلس الأمن الدولي، والجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان الدولي والمنظمات الإقليمية والدولية للمطالبة بمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على تلك الجرائم التي ارتكبها.
وأشاروا إلى أن رد الفصائل الفلسطينية وحركات الجهاد الإسلامي على عملية جنين غير وارد خلال الوقت الحالي ، معللين السبب إلى أن الرد كان يجب أن يكون أثناء الاعتداءات وليس بعد التدمير والتخريب وانتهاء الجريمة.
السفير الفلسطيني: تحية تقدير لمصر على سرعة التحرك لوقف العدوان
وأكد السفير دياب اللوح، سفير فلسطين بالقاهرة، أن القيادة الفلسطينية أدانت بشدة العدوان الإسرائيلي الدموي التدميري على مدينة جنين، وأطلقت تحركات على كافة المستويات العربية والإسلامية والدولية لحقن دماء أبناء الشعب الفلسطيني وتوفير الحماية الدولية العاجلة لهم.
وأضاف سفير فلسطين بالقاهرة في تصريحات خاصة لـ «بلدنا اليوم»، أن القيادة الفلسطينية دعت لاجتماع عاجل موسع ضم كافة القيادات، وأصدرت بيانًا تكتب فيه 18 إجراءً مهمًا يلخص خطة التحركات الفلسلطينية على كافة المستويات الداخلية والخارجية.
وتابع السفير قائلًا:" تحية تقدير للقيادة المصرية على سرعة التحرك لوقف العدوان الإسرائيلي على مخيم جنين، فمصر دولة عربية محورية تقوم بدور مركزي في القضية الفلسطينية، ونتمسك بالعمق العربي والعمل المشترك لخدمة فلسطين وكافة القضايا العربية".
وحول الخسائر الناتجة عن العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين، لفت إلى أن القيادة الفلسطينية أصدرت تعليمات مباشرة إلى الحكومة لحصر الأضرار وإعادة إعمار ما دمره العدوان، مؤكدًا أن مجلس الوزراء الفلسطيني شكل لجنة من الوزارات ذات الصلة والاختصاص لإغاثة أبناء مدينة جنين.
وكشف أن السفارة الفلسطينية لدى القاهرة أطلقت نداءً للأشقاء العرب بضرورة سرعة المساهمة مع الحكومة الفلسطينية في إعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي في مخيم جنين.
وأكد السفير، أن كل الملفات عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين مطروحة أمام المحكمة الجنائية الدولية، مضيفًا أن القيادة الفلسطينية ومجلس الجامعة العربية حثا المحكمة على سرعة التحرك.
حرازين: لن يكون هناك أمنًا لنتنياهو دون إعادة حقوق الشعب الفلسطيني
وقال الدكتور جهاد الحرازين، القيادي بحركة فتح، إن الاعتداء الإسرائيلي على مخيم جنين أسفر عن 12 شهيدًا بينهم أطفال وإصابة أكثر من 180 مواطنا، البعض منهم بحالة الخطورة ، كما شرد أكثر من 3000 مواطن وتدمير أكثر من 300 منزل تدمير كلي وأكثر من 400 تدمير جزئي.
وأضاف القيادي بحركة فتح في تصريح خاص لـ «بلدنا اليوم» أن اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على المخيم أدى أيضًا إلى تدمير كامل لشبكات الكهرباء والمياه والبنية التحتية من طرق وصرف صحي، وتدمير واعتداء على المؤسسات الصحية شملت المستشفيات وطواقم الإسعاف، وتحويل بعض المدارس والمنشآت التعليمية إلى أماكن تحقيق واعتقال، بالإضافة للخسائر المادية والبشرية والاقتصادية الأخرى.
وأكد الدكتور جهاد الحرازين، أن الجريمة التي ارتكبتها حكومة التطرف الإسرائيلي بمخيم جنين، ما هى إلا حلقة جديدة من سلسلة حلقات الجرائم الإسرائيلية التي تصنعها حكومات الاحتلال.
وأوضح أن القيادة الفلسطينية اتخذت مجموعة من القرارات باجتماعها أثناء العدوان على مخيم جنين، تمثل جزءًا من حالة الرد الفلسطيني الذي اكتمل بالصمود والتصدي الأسطوري الذي جسده أبناء الشعب الفلسطيني فى مواجهة اعتداءات الصهيو نازية وأسلحتهم الفتاكة.
وذكر قيادي حركة فتح، أن القيادة الفلسطينية اجتمعت لبلورة رؤية وطنية واستراتيجية موحدة لمواجهة مخططات حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بجانب التحرك على المستوى العربي والإسلامي والدولي وخاصة مجلس الأمن الدولي، والجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان الدولي والمنظمات الإقليمية والدولية للمطالبة بمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على تلك الجرائم التي ارتكبها.
وتابع الدكتور جهاد قائلًا:" لوقف العدوان الإسرائيلي على أبناء الشعب الفلسطيني تحركت القيادة الفلسطينية إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، وطالبته بضرورة التحقيق بالجرائم التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي والتي تدخل جميعها فى سياق جرائم حرب ضد الانسانية".
وطالب القيادي بضرورة تعزيز صمود جميع فصائل الشعب الفلسطيني فى مواجهة الاحتلال ومخططاته التي تستهدف الإنسان والأرض، والعمل على خلق حالة من التكافل والتضامن بين المواطنين بما يعزز من حالة الصمود على الأرض وإفشال مخططات الاستيطان والتهويد التي تريد حكومة نتنياهو وبن غفير وسموتريتش فرضها مع استمرار وقف العلاقة مع الاحتلال بكافة أشكالها.
وحول أسباب قيام إسرائيل بعملية جنين العسكرية الموسعة برًا وبحرًا على الحدود الفلسطينية والأردنية، أكد أن إسرائيل تخطط بشكل دائم لشن عملية عسكرية ولكن نتنياهو فى هذه المرة ذهب لإرضاء اليمين المتطرف والمستوطنين وخاصة حلفائه بن غفير وسموتريتش، موضحًا أن نتنياهو سيفعل ما بوسعه للحفاظ على ائتلافه المتطرف.
وأضاف أن الائتلافات الأخرى تحاول مواصلة الابتزاز السياسي لنتنياهو لإدراك كلا الطرفين نتنياهو وحلفائه، أن انفراط عقد الائتلاف سيذهب بنتنياهو للسجن، ولن يستطيع بن غفير وسموتريتش أن يكونوا وزراء مرة أخرى لذلك كل طرف يحاول الحفاظ على الطرف الآخر ولكن بصورة ابتزاز وتحقيق مكاسب على حساب الشعب الفلسطيني.
ويرى أن نتنياهو وحكومته تحاول فرض أمر واقع جديد على الأرض مستغلًا انشغال العالم بالأزمة الأوكرانية الروسية من خلال الاستيطان والتهويد والقضاء على فرصة حل الدولتين، وليس لمحاربة المقاومة كما يدعى، معللًا أن نتنياهو إذا أراد الأمن والاستقرار عليه أن يبدأ بإنهاء احتلال دولته للأرض الفلسطينية وإعادة الحقوق للشعب الفلسطينى دون ذلك لن يكون هناك أمنًا له ولا لدولته.
وأشار إلى أن رد بعض الفصائل وحركات الجهاد الإسلامي على عملية الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين غير وارد فى المرحلة الحالية، مضيفًا أن الرد كان يجب أن يكون أثناء الاعتداءات وليس بعد التدمير والتخريب وانتهاء الجريمة، مشيرًا إلى أن هناك مصالح يتم الحفاظ عليها من قبل البعض تتمثل ببعض الامتيازات أو التسهيلات.
الفرا: جنين بلد الأبطال وأرض النضال وإرادة الشعب الفلسطيني
ومن جانبه، قال بركات الفرا السفير الفلسطيني السابق لدى القاهرة، إن الرد الفلسطيني يتمثل في قطع الاتصالات مع العدو الصهيوني ووقف التنسيق الأمني والوحدة الوطنية، وتصعيد عمليات المقاومة ونقلها إلى فلسطين المحتلة عام ١٩٤٨، مؤكدًا أن العملية الفدائية داخل الخط الأخضر ترعب الكيان الصهيوني وتهدد أمنه واستقراره.
وأضاف الفرا في تصريحات خاصة لـ «بلدنا اليوم» أن القيادة الفلسطينية تقدمت بشكوى في مجلس الأمن الدولي ومجلس حقوق الإنسان والمحكمة الجنائية الدولية ضد العملية العسكرية لقوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين.
وتابع السفير الفلسطيني السابق لدى القاهرة:" إن جنين بلد الأبطال وأرض النضال وتمثل إرادة الشعب الفلسطيني، وإسرائيل قامت بهذه العملية العسكرية لعدة أسباب أهمها إرضاء الثلاثي الإرهابي نتنياهو وبن غفير وسوموتريتش، ومواجهة الأوضاع الداخلية والمظاهرات ضد الحكومة، ولكن مقاومة الشعب تتصاعد في جميع أنحاء فلسطين المحتلة".
وحول رد الأمم المتحدة على العملية العسكرية التي شنتها القوات الإسرائيلية في مخيم جنين، أعرب أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه من تطور الأوضاع في مدينة جنين بالضفة الغربية، مؤكدًا أن تل أبيب قادرة على تنفيذ عمليات أمنية ولكن عليها أن تفعل ذلك بطريقة تتجنب فيها وقوع إصابات في صفوف المدنيين.
بيان شديد اللهجة من جامعة الدول العربية بشأن جنين
وأعلنت الجامعة العربية في اجتماعها الطارئ، أن قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بعملية عسكرية على مخيم جنين يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.
وأكد الوزير الفوض الدكتور عبيدة الدندراوي، المندوب المناوب لوفد مصر في جامعة الدول العربية، على إدانة مصر للاعتداءات الإسرائيلية على مخيم جنين، مشددَا على دعم مصر الكامل للقضية الفلسطينية وحل الدولتين.
العلكوك: جنين تذبح ولكنها تقاوم
وقال مهند العلكوك، مندوب فلسطين لدى جامعة الدول العربية، إن جنين تذبح ولكنها تقاوم كما تفعل القدس ونابلس وغيرها من المدن ولقرى الفلسطينية التي تعلن من الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، مؤكدًا أن الإدانات والبيانات وحدها لا يمكنها وقف انتهاكات الكيان الصهيوني.
وأكد مندوب فلسطين لدى جامعة الدول العربية، أن غياب الضغط الدولي على الحكومة الاحتلال تبقي الممارسات والاعتداءات الإسرائيلي على أبناء الشعب الفلسطيني والقرى والمدن كما هى دون تغيير.
اقرأ أيضًا| تفاصيل .. الصين تمنع استيراد أى مواد غذائية من بعض المناطق اليابانية