قدمت فترة الثمانينيات والتسعينيات العديد من الأفلام السنيمائية , ولاشك فى أنها قدمت بشكل لائق من تأليف وإخراج وإنتاج بالإضافة إلى أداء الممثلين , الذي كان يمتع المشاهد , وبالرغم من قلة وجود أدوات النقل والإعلام التي تعمل على بثها بجميع بقاع البلاد،وبالرغم من قلة جودة الأدوات من كاميرات ومعدات تصوير إلا أن تلك الأعمال السنيمائية كانت تظهر بشكل ممتع ولائق بعقول المشاهد.
وكانت الأعمال السنيمائية التي قدمت فى فترة الثمانينيات مليئة بالإثارة والتشويق , كما كانت تهدف إلى تقديم رسالة أساسية تفيد المجتمع , بل كانت تناقش أغلب قضايا المجتمع من سرقة وعنف وتفكك أسري .
وعلى سبيل المثال .. طرح فيلم "خرج ولم يعد" كفيلم دراما مصري وتم إنتاجه عام 1984, وتدور قصة الفيلم عن رحلة الشاب عطية (يحيى الفخراني) في بحثه عن أسلوب جديد للحياة، بعد أن ظلمته المدينة. ورغم أنه موظف بسيط في أرشيف إحدى الوزارات، ويحلم بأن يصبح مديرا عام لهذه الشركة حتى لو إقتضى ذلك عشرين عاما من الانتظار.
وكان عطية يسكن فى منزل آيل للسقوط في إحدى حواري القاهرة الفقيرة، وبسبب أزمة الإسكان، فنراه يؤجل زواجه من خطيبته لمدة سبع سنوات. ولكنه إزاء تهديد والدة خطيبته بفسخ الخطوبة، يقرر الذهاب إلى الريف ليبيع قطعة أرض يملكها هناك كحل لأزمة الشقة, ولكن لظروف طارئة، يمكث في الريف لفترة ليست بالقصيرة، ليتعرف خلالها على كمال بيك (فريد شوقي) وابنته خيرية (ليلى علوي) والتى توقظ الحب في داخله حب الجمال والطبيعة، ويغريانه بالمكوث معهما في الريف، هنا يجد نفسه في صراع داخلي بين العودة إلى المدينة التي اعتاد على الحياة فيها رغم قسوتها، وبين الاستقرار في القرية التي جذبته ببساطتها وطبيعتها الساحرة والخلابة. في النهاية يحسم هذا الصراع لصالح الريف الذي وجد نفسه فيه بجانب خيرية التي أحبها.
ويعد فيلم " خرج ولم يعد " من إخراج محمد خان، وإنتاج ماجد موافي، وتأليف عاصم توفيق , كما أن الفيلم مأخوذ من رواية "براعم الربيع" للكاتب ه.أ. بيتش، والفيلم من بطولة يحيى الفخراني، فريد شوقي، ليلى علوي، توفيق الدقن، وعايدة عبد العزيز.
وعلى الجانب الأخر .. إذا نظرنا لفترة التسعينات فسنجد العديد من روائع السينما المصرية , وعلى سبيل المثال .. فنري فيلم " طيور الظلام"الذي أنتج عام 1995 من روائع المبدع عادل إمام.
فأبدع وحيد حامد وشريف عرفة وعادل إمام, والذي تكرر عدة مرات خلال التسعينات، وعلى الرغم من بدأ الفيلم بعبارة “هذا الفيلم خيال سينمائي بحت، وأي تشابه بين الخيال والواقع يكون مجرد صدفة”، إلا أنه أوضح تشريحاً دقيقاً لثلاث طئفات وكانوا الأكثر شيوعاً في تلك الفترة، وهم الانتهازي المتسلق، واليميني المتطرف، والطرف الذي قرر أن يبقى بمأمن عن تصارع الطرفين السابقين، وعند مشاهدة الفيلم الآن قد تكتشف أنه غني بالإسقاطات، والترميز، والتوقعات السياسية.
وتدور أحداث الفيلم حول ثلاثة محاميين أصدقاء، الأول فتحي نوفل (عادل إمام) يتحول من رجل له موقف إلى انتهازي، ويصعد إجتماعياً ليصبح مدير مكتب أحد الوزراء والثاني علي الزناتي (رياض الخولي) فهو ينضم إلي الجماعات المتطرفة ويحاول علي تجنيد فتحي إلى صف جماعته الإرهابية، أما الزميل الثالث محسن (أحمد راتب) فهو موظف بسيط متمرد يقرر أن يبقى بعيداً عن الصراع الدائر بين الحكومة والجماعات الدينية.
وينجح فتحي في توظيف مومسسميرة (يسرا) لتعمل في التجارة، ويساعدها بنفوذه، وتصبح سميرة عشيقة الوزير رشدي (جميل راتب) ثم تتزوجه عرفياً، وعلى الفور يتم القبض عليها فتعترف على فتحي، وفي السجن يلتقي فتحي مع زميله علي، وتستمر المواجهة
وجدير بالذكر .. أن يقال على ذلك الفيلم قد كتبه وحيد حامد بعد خلافاته مع مختار نوح " محامي الجماعات الإسلامية الشهير واحد كبار قادتها والذي كتب فيه عن شخصية منتصر الزيات في دور رياض الخولي المحامى الخصوصي للجماعات الإسلامية المتشددة.
ويضم الفيلم مجموعة من كبار النجوم ومنهم , عادل إمام، يسرا، جميل راتب، أحمد راتب، رياض الخولي، عزت أبوعوف وغيرهم .