تعتبر محافظة البحيرة من المحافظات الغنية بالآثار الإسلامية والتلال الأثرية والآثار القبطية، فمدينتا إدفينا ورشيد تعتبرا متحفًا مفتوحًا للعمارة الإسلامية، وذلك يتجلى فى مبانيها المدنية والدينية من منازل ومساجد، ينشر "بلدنا اليوم " تفاصيل المناطق الأثرية بمحافظة البحيرة.
ففي قرية إدفينا فى مركز رشيد بمحافظة البحيرة يقع مسجد الحلبى وهو من أقدم المساجد الأثرية القديمة، ويرجع تسميته إلى "الشيخ عبد الرحمن الحلبى" والذي ولد بحلب وتفقه بحلب ثم القاهرة وتولى القضاء بمنطقة البحيرة وقد استقر به المقام في إدفينا التي عاش ومات ودفن في ترابها فبنى له أهلها هذا المسجد عام 1858م، وقد عثرت هيئة الأثار المصرية بمسجد الحلبى على ربعة من القرآن الكريم تم نسخها عام 919 هجرية.
فالمسجد يرجع إلى العصر العثماني الذي امتازت عمائر وخاصة الدينية منها ببناء سقوفها على شكل قباب صغيرة وكان سقف مسجد الحلبى عبارة عن أنصاف قباب ثم استبدلت بالقباب عقود.
ويوجد جانب المسجد ضريح يعلوه قبة وزخرف بابه بالطوب المنحور بالأسلوب الذي وجد بكثرة في مدينة رشيد كما زخرفت حجرات الضريح ببلاط من القيشانى صناعة كوتاهية ومكتوب عليه أنه" صنع عام 1275 هـ 1858م "ويوجد بداخل المسجد مئذنة وضريح آخر تعلوه قبة صغيرة تعرف باسم قبة الأنصارى، ويلامس مسجد الحلبى من الجهة البحرية قبة تاج الدين وترجع إلى نهاية القرن الثاني عشر الهجرى.
وكانت هناك نوايا لهدم المسجد وإعادة تصميمه بشكل مختلف في أواخر السبعينات من القرن الماضي، ولكن في ظل وجود رئيس لقرية إدفينا والعديد من الأعيان قام رئيس القرية بالاستعداد لترميم المسجد وبالفعل نجح في ذلك وتم ترميم المسجد بشكل كامل وتم افتتاحه بحضور شيخ الأزهر وقتها.