قال الرئيس السوري بشار الأسد، إن الأخطار لم تعد محدقة بل محققة، ويبدأ العمل من الأمل الدافع للإنجاز، وعندما تتراكم العلل، يمكن للطبيب أن يعالجها فرادي شرط أن يعالج المرض الأساسي المسبب لها، وعلينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا، وتنتج أزماتنا، كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب، مضيفا أن التهديدات بها مخاطر وفرص، ونحن اليوم أما فرصة جيدة، تبدو للوضع الدولي الذي يتبدى بعالم متعدد الأقطاب، كنتيجة لهيمنة الغرب المجرد من المبادئ والأخلاق والأصدقاء والشركاء.
وأوضح «الأسد»، خلال كلمته في القمة العربية المنعقدة بجدة والمذاعة عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أن القمة العربية فرصة تاريخية لإعادة ترتيب شؤوننا بأقل قدر من التدخل الأجنبي، وهو ما يتطلب إعادة تموضعنا في هذا العالم الذي يتكون اليوم كي نكون جزءا فاعلا فيه، مستثمرين في الأجواء الإيجابية الناشئة عن المصالحات التى سبقت القمة وصولا إليها اليوم.
وأضاف أن القمة فرصة لترسيخ ثقافتنا في مواجهة الذوبان القادم مع الليبرالية الحديثة، التي تستهدف الانتماءات الفطرية للإنسان، وتجرده من أخلاقه وهويته، ولتعريف هويتنا العربية ببعدها الحضاري، وهي تتهم زورا بالعرقية، بهدف جعلها في حالة صراع مع المكونات الطبيعية القومية والعرقية والدينية، فتموت وتموت معها مجتمعاتنا بصراعها مع ذاتها لا مع غيرها.