لا تتوقف عدد من أحزاب المعارضة -خاصة المحسوبة على الحركة المدنية الديمقراطية-، عن التلويح إلى الانسحاب من المشاركة في الحوار الوطني بين الحين والآخر، بداية من دعوة الرئيس في حفل إفطار الأسرة المصرية رمضان قبل الماضي إلى الحوار الوطني وحتى الآن قبل ساعات من انطلاق أولى جلسات لجان الحوار غدا الأحد.
ويبدو أن الأحزاب السياسية وبعد القيادات البارزة في الحركة المدنية، لا زالوا يمارسون المراهقة السياسية دون أدنى شعور بالمسئولية الوطنية وضرورة الحوار بالنسبة للشارع المصري.
وأغفل الداعين للانسحاب من جلسات الحوار، مصالح المواطنين التي قد تكون أحد أبرز وأهم مخرجات الحوار الوطني تمامًا باحثين عن مصالحهم الشخصية فقط.
وفي حالة تامة من الاستفزاز السياسي للشارع المصري والمواطن البسيط الذي ينتظر خروج توصيات تتعلق بتحديد أولويات العمل الوطني التي تؤثر بشكل مباشر على قوت يومه، نجد حركة الاشتراكيين الثوريين التي لا يعلم إلا الله مدى قوتها وتأثيرها في الشارع، رفضها للحوار الوطني داعية الحركة المدنية إلى مراجعة موقفها وإنشاء جبهة موحدة للمعارضة.
وفي هذا الصدد، يرى النائب محمود مسلم، رئيس لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس الشيوخ، أن التهديد والتلويح الدائم بالانسحاب من الحوار الوطني ليس صحيحًا ومراهقة سياسية لن يستفيد منها أحد.
وأكد «مسلم» أن الأحزاب الداعية للانسحاب تفرط في فرصة التعبير عن أفكارها ومشروعاتها والاحتكاك المباشر بالشارع والمساهمة في تحقيق مطالب المواطنين.
ومن جانبه، أكد المستشار محمود فوزي، رئيس الأمانة الفنية للحوار الوطني، أن سيشهد شفافية وعلانية كاملة وإطلاع المواطن البسيط بكل ما يدور داخل الجلسات وإصدار بيانات يومية بمجريات الجلسات وما تم التوصل إليه من توافق، وكذلك من عدم توافق، لأن الهدف الأساسي من الحوار هو المواطن ولابد من إطلاعه بآخر التطورات.
وأضاف أن مصر تعيش حالة من النقاش منذ الرئيس السيسي، الدعوة لإطلاق الحوار الوطني، لافتًا إلى تصاعد الحالة تدريجيًا مع اقتراب موعد الجلسات، على غرار الزخم والتنوع الذي أحاط بالجلسة الافتتاحية الأسبوع الماضي.
وحول على تزايد الطلب على المشاركة بجلسات الحوار بشكل كثيف، قال «فوزي»: «طلبات كلها مهمة وأشخاص متنوعين من ذوي الخبرة والمصلحة».