بالعودة لجامعة الدول العربية.. هل ستنسحب القوات التركية من سوريا؟

الجمعة 12 مايو 2023 | 09:13 مساءً
الرئيس السوري بشار الأسد
الرئيس السوري بشار الأسد
كتب : أحمد عبد الرحمن

أعلن مجلس الجامعة العربية خلال اجتماع طارئ لوزراء الخارجية عودة سوريا إلى الجامعة واستئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعاتها وفي جميع المنظمات والأجهزة التابعة لها، بعد أكثر من 11 عاماً على تعليق عضويتها، إذ تشير الاجتماعات على مستوى وزراء خارجية الدول العربية والتحولات في العلاقات بين الدول الإقليم وعلى رأسها الرياض وطهران إلى اقتراب موعد حل الأزمة السورية.

بينما يؤكد خبراء سوريين على هامش حديثهم مع جريدة «بلدنا اليوم» على صعوبة انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية.

ويروا أن انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية أمرًا مستحيلًا في ظل شروط كلا الطرفين التعجيزية، كما أكدوا على ضرورة وضع شروط محددة يلتزم النظام السوري بها لضمان احترام إرادة الشعب السوري، وحتى لا تقوى عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية من موقف النظام السوري مما يدفعه إلى شد قبضته أكثر فأكثر على الشعب السوري.

وقال صالح مسلم الرئيس السابق لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري وعضو لجنة العلاقات الدبلوماسية لحركة المجتمع الديمقراطي في سوريا، إن عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية مرحب به في سوريا، مؤكدًا إيمانه بإرادة الشعب العربي في حل القضية في سوريا.

وأوضح الرئيس السابق لحزب الاتحاد الديمقراطي، في تصريح خاص لجريدة «بلدنا اليوم» أن قرار عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية سيقوى موقف النظام مما يدفعه إلى شد قبضته أكثر فأكثر على الشعب السوري، لذلك لا بد من وضع شروط محددة تضمن احترام إرادة الشعب السوري وحل الأزمة سياسيًا.

وأكد "مسلم" أن تركيا لم توافق على سحب قواتها من سوريا، مشيرًا أنها دخلت إلى سوريا من أجل مشروع التمدد العثماني كونها تعتقد أن شمال سوريا وشمال العراق كركوك والموصل جزء من تركيا، لافتًا إلى أن الخطوات التركية في عفرين والمناطق الأخرى من التغير الديمغرافي والتتريك المفروض على الشعب السوري كاستخدام العملة التركية وتعين محافظين ورؤساء إدارة من تركيا لا يبرهن على الانسحاب، ولكنه يؤسس إلى البقاء والخلود، لذلك لابد من وجود قوى دولية أو إقليمية تجبر تركيا على الخروج من سوريا.

وأشار الرئيس السابق لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري إلى أن الولايات المتحدة تعمل في الملف السوري وفقًا لمصالحها، مؤكدًا أنها لا ترى مستقبلها في عالم عربي موحد متداخل يتمتع بالقوة اللازمة، ولافتًا إلى أن أمريكا لا تكترث لخروج القوات التركية من سوريا كون أنقرة حليف للولايات المتحدة الأمريكية في حلف شمال الأطلسي " الناتو" كما أنها تخدم مشاريعها في الشرق الأوسط، لذلك الموقف الأمريكي من الوجود التركي في سوريا متذبذب.

وأما بالنسبة لانسحاب قوات سوريا الديمقراطية من الأراضي الخاضعة لسيطرتها قال صالح مسليم :" إن قوات سوريا الديمقراطية تابعة لهذه الأرض ومكلفة بحمايتها وستبقي مستمرة ضمن صيغة يتم التوافق عليها بين السوريين ولا علاقة لتركيا ببقاء هذه القوات والحل السوري كفيل بإنهاء كل هذا النقاش"، مؤكدًا عدم وصول أي إخطار من النظام السوري حتى الآن إلى سوريا الديمقراطية للجلوس على طاول الحوار والتفاوض.

وعلق صالح مسلم على زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا قائلًا:" إن العلاقات بين إيران وسوريا قوية منذ 40 عامًا وجاءت هذه الزيارة لدخول سوريا مرحلة جديدة في التفاوض مع المجتمع العربي وتحديد أولويات إيران في هذه المرحلة".

وأكد عضو لجنة العلاقات الدبلوماسية لحركة المجتمع الديمقراطي في سوريا، إن المملكة العربية السعودية له دور مؤثر في عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية مشيرًا إلى أنها تعمل على لم الشمل العربي حيث تعاني سوريا من تشتت الصف وعدم وجود رؤية محددة لمستقبل الإقليم، ونتمنى أن تكون هناك قوى جامعة لتوحد العرب على كلمة واحدة ونهج واحد، مؤكدًا أن المملكة العربية السعودي هى المرشح الأكبر لهذا الدور.

ومن جانبه قال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية وإلغاء قرار تجميد عضويتها الذي صدر عام 2011 لا يزال قيد التفاوض والدراسة من قبل العواصم العربية.

وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق في تصريح خاص لجريدة «بلدنا اليوم» أن الدول العربية مهتمة كثيرًا إلى عودة سوريا إلى المجتمع العربي لذلك أجرت سلسلة من التشاورات ومنها اجتماع عمان التشاوري بحضور وزراء خارجية السعودية ومصر والعراق والأردن وسوريا، والذي أسفر عن نتائج إيجابية لعودة سوريا إلى الحضن العربي.

وأكد "هريدي" أنه من الصعب الخروج بقرار لعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية خلال القمة العربية المقبلة المقرر انعقادها في المملكة العربية السعودية في ظل رؤية بعض البلاد العربية أن الحكومة السورية لا تزال أمامها المزيد من الخطوات لإلغاء قرار تجميد مقعد سوريا في جامعة الدول العربية.

وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن عودة العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران له تأثير جزئي على تفاوض الدول العربية لعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية وإلغاء قرار تجميد عضويتها.

فادي مرعي رئيس مكتب العلاقات العامة لتيار المستقبل الكوردي في سوريافادي مرعي رئيس مكتب العلاقات العامة لتيار المستقبل الكوردي في سوريا

وبدوره، قال فادي مرعي، رئيس مكتب العلاقات العامة لتيار المستقبل الكوردي في سوريا، إن محاولة بعض الدول التقارب مع نظام الأسد لا يعني بقاءه إلى المدى البعيد؛ لأن أصحاب الحل السياسي لسوريا ليست الجامعة العربية بل الأمريكان والروس والأتراك.

وأوضح رئيس مكتب العلاقات العامة لتيار المستقبل الكوردي في سوريا، في تصريح خاص لجريدة «بلدنا اليوم» أن أي خطوة تجاه نظام الأسد ستعزز من موقف مجرمي الحرب، وتؤدي إلى المزيد من الفظائع والمذابح ضد الشعب السوري؛ لأن النظام له تاريخ طويل من الفظائع والمذابح والقصف والاعتقال والتهجير ومنها استخدام السلاح الكيماوي الذي أثبتته منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، ودعم الميليشيات الإرهابية المختلفة، وزعزعة استقرار المنطقة باستخدام تكتيكات إرهابية ليوهم المجتمع الدولي بأنه الوحيد القادر على إعادة الاستقرار، فقط لضمان بقائه في السلطة لاستقرار في سوريا ببقاء هذا النظام ومحاولة التقارب مع النظام كمثل تدوير النفايات.

وأكد "مرعي" أن انسحاب تركيا مرهون بالاتفاق بين سوريا وتركيا فلكلتا الدولتين لهم شروط تعجيزية يصعب تحقيقها، فسوريا تريد انسحاب تركيا من تلك المناطق التي تسيطر عليها داخل الأراضي السورية وهذا مستبعد، مشيرًا إلى بعض القضايا ستكون أكثر وضوحًا بعد الانتخابات التركية.

وتابع فادي مرعي قائلًا:" إن زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تأتي في ضوء تحصيل إيران لثمن مساعدتها لنظام الأسد حيث تهدف الزيارة بتوقيع عدة اتفاقيات ليقبض ثمن سياستها في سوريا ومشاركة نظام الأسد في قتل السوريين واعتقالهم وتهجيرهم وقصف المدن والبلدات هذا من جانب من جانب آخر التقارب مع بعض الدول العربية".

وأشار إلى أن موقف أمريكا بالنسبة للوضع السوري بشكل عام غير واضح، مؤكدًا أنها غير جاهزة في الوقت الحالي لإيجاد حل سياسي للوضع السوري داعية وجودها في سوريا فقط لمحاربة الإرهاب.

وأكد أن حل الوضع السوري أصبح ليس من أولويات الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرًا إلى أن موقفها الآن ضد حل الأزمة في سوريا ولكن معارضتها لهذا الأمر لم تكن كما في السابق.