جهود مستمرة تبذلها الحكومة، وتشرف عليها القيادة السياسية المتمثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي، للوصول إلى التنمية المنشودة في كافة المجالات والتي كان من ضمنها مشاريع تنمية الثروة السمكية والاستزراع السمكي في الأراضي الصحراوية، لزيادة معدلات الإنتاج من الأسماك تحقيقا لهدف الاكتفاء الذاتي.
قال السيد القصير وزير الزراعة إن إجمالي الإنتاج السنوي في مصر من الأسماك يبلغ 2 مليون طن بنسبة اكتفاء ذاتي تصل إلى حوالى 85 %، فضلاً عن أن الدولة المصرية تحتل المركز الأول أفريقياً والسادس عالمياً في الاستزراع السمكي وتحتل أيضاً المركز الثالث في إنتاج البلطي وسوف تزيد نسبة الاكتفاء الذاتي وفوائض للتصدير مع دخول كل المشروعات القومية الانتاج بكامل طاقتها.
وأضاف "القصير" أنه تدعيماً للفرص الاستثمارية في مجال الثروة السمكية، تم الموافقة على طرح 21 منطقة بحرية، "9 مناطق بالبحر الأحمر، و12 منطقة بالبحر المتوسط" مع إنشاء مناطق لوجيستية على الساحل بمساحة لا تقل عن 1 كم لإنشاء الأقفاص البحرية، مشيراً إلى أنه تم وضع هذه المواقع على الخريطة الاستثمارية للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة لطرحها للمستثمرين.
أسماك مخفضة الأسعار
وفي هذا الإطار قال اللواء أحمد الزملوط، محافظ الوادي الجديد، إنه دعماً لبدائل اللحوم بالمحافظة، وتوفير الأسماك بصفة دائمة بأسعار مخفضة، تم تنفيذ أكثر من 20 مشروعا للاستزراع السمكي بمختلف مراكز المحافظة، مشيراً إلى أنه تم إنشاء مزارع حكومية بمركز الداخلة في منطقة القلمون على مساحة 25 فدان تنتج نحو 60 طن في بداية تشغيلها، إلى جانب مزارع أخرى في منطقة المنيرة والمسطحات المائية الواقعة على مياه الصرف الزراعي وبحيرة باريس.
ولفت إلى أنه تم تنفيذ 15 مزرعة خاصة منتشرة بمدن وقرى المحافظة، منها في الخارجة والداخلة وبلاط وغرب الموهوب والفرافرة حيث يتم انتاج اسماك البلطي والقراميط والشموس والمبروكة، ويصل الإنتاج السنوي إلى نحو 200 طن يتم طرحها للمواطنين بأسعار مخفضة.
وذكر محافظ الوادي الجديد أنه تم إنشاء مزرعة سمكية مكثفة، بقرية الشركة 55 بالخارجة، لإنتاج 16 طنا سنويًا من الأسماك البلطي، وهى تعمل بتقنية وتدوير المياه المستعملة بالمزرعة لتوفير المياه والتى أقيمت على مساحة 900 متر.
صالحة لأي أرض
قال الدكتور صلاح حجاج خبير الاستزراع السمكي المتكامل في الأراضي الصحراوية ومستشار فني سابق بهيئة تنمية الثروة السمكية في تصريحات خاصة ل "بلدنا اليوم" أن محافظة الوادي الجديد تمتلك المقومات الأساسية لنجاح الاستزراع السمكي بسبب أنها أراضي صحراوية ورملية، والذي جعل الدولة بجانب الاستزراع تتوجه أيضاً للاستصلاح الزراعي بالاستفادة من المياه الناتجة عن الأحواض السمكية.
وأضاف حجاج أن منظومة استزراع الأسماك على مياه الآبار هذا ليس المقصد الوحيد، بل هناك أيضا تخطيط لاستصلاح الأراضي الصحراوية باستخدام مياه الآبار التي تمر داخل الأحواض، حيث يتغذى بداخلها السمك ثم يخرج فضلاته التي تعتبر سماد عضوي للأراضي الصحراوية التي تفتقر لذلك فنحن نستصلح الأراضي من خلال منظومه الاستزراع السمكي التكاملي الذي يساعد في زياده الانتاج الزراعي قد يصل الى 30%، عند استخدام مياه الأسماك في الزراعة.
ونوه خبير الاستزراع السمكي إلى أن مشاريع الاستزراع السمكي تصلح في أي أرض مستصلحه جديداً طالما يتوفر بها المتطلبات الأساسية وهي الكهرباء ومصادر المياه سواء الجوفية أو غيرها، مضيفاً أن المشاريع المقترحة تعتمد على استخدام المياه وليس استهلاكها، وأن الهدف الأساسي من المشاريع المقترحة هو تعظيم الاستفادة من المورد المائي وعدم إهداره وتحويله لمصدر دخل قومي وسد الفجوة الغذائية سواء في محافظة الوادي الجديد والمحافظات المجاورة.
مشاريع رائدة
وأشار الدكتور صلاح حجاج إلي أن كل مياه الآبار الصحراوية تصلح لاستزراع السمك، لكن مع وجود بعض الاعتبارات التي تتمثل في أن كل بير حسب ملوحته يتم وضع نوع سمكي معين له، وتتمثل أنواع السمك في الآتي، أسماك المياه العذبة وهي، البلطي النيلي والقراميط ومبروك الحشائش والمبروك الفضي والمبروك العادى وأسماك البوري، وأسماك المياه المالحة، وهي البلطي الأحمر والجمبري البحري، ومع تحديد نوع السمك نحدد نوع الزرع المناسب له لتستفيد من المياه المصرفة من الأحواض في استصلاح الأراضي وزراعتها.
واختتم الدكتور صلاح حجاج حديثه قائلاً أن الدولة قامت بمشاريع قومية رائده في مجال الاستزراع السمكي لزياده الانتاج وتحقيق طرق الاستفادة من تلك المشاريع في الثروة السمكية والنباتية، سعيا لتحقيق الاكتفاء الذاتي.
بديل اللحوم
قال الأستاذ الدكتور أشرف شبل رئيس قسم التنمية البشرية والاقتصاد في كلية الثروة السمكية بالسويس، والمستشار الاقتصادي لمشروع التنمية الريفية، في تصريحات خاصة ل "بلدنا اليوم" أن مشروعات الاستزراع السمكي جاءت للتنمية والتي هي تحويل مكان كانت الاستفادة منه صفر إلى مكان ذو قيمة مضافة ايجابية للمجتمع حيث يتم الاستفادة منه اقتصاديًا، فالوادي الجديد أرضه صحراوية فكان الغرض إقامة تلك المشاريع، للاستفادة منها في انتاج الأسماك واستصلاحها زراعياً.
وأضاف شبل أن تلك المشاريع ممتازة ولها تأثير إيجابي في اتجاهين الأول في الميزان التجاري السمكي والثاني في سد الفجوة من البروتين الحيواني لأنه بديل للحوم والدواجن، مشيراً إلى أن لولا وجود المشاريع السمكية لوجدنا ارتفاع جنوني في أسعار اللحوم، حيث أن ووجود مثل هذه المشاريع يساعد على زيادة الدخل الحقيقي للفرد من خلال انخفاض الأسعار الناتج عن زيادة المعروض من السلعة.
استزراع واستصلاح
ونوه الدكتور أشرف شبل إلى أن انتاج الأسماك انخفض بعض الشيء في هذه الفترات، بسبب زيادة أسعار مدخلات المشروع كالأعلاف ومستلزمات الانتاج، لافتاً إلى أن الاستزراع السمكي التكاملي هدفه الوصول إلى الكفاءة الإنتاجية، بالحصول من المورد على أعلى نسبة انتاج.
وأشار إلى أن الاستزراع السمكي يعظم الاستفادة من المورد من خلال استخدام المياه في الأحواض السمكية ثم تستفيد منها في ري الأراضي حيث تكون محمله بالسماد العضوي السمكي، بالتالي نصل للاستفادة منها في الزراعة والنبات، ولفت إلى ضرورة مراجعة كيفية استخدام الموارد الحديثة واتباع الأنظمة الحديثة في الاستزراع السمكي.