قالت النائبة فيبي فوزي، وكيل مجلس الشيوخ: إنه مما لا شك فيه أن العنوان الأهم لخارطة طريق إعادة بناء الإنسان المصري هو التعليم، واذا كانت الجمهورية الجديدة قد أولت رعاية قصوى لموضوع تحسين الخصائص السكانية وتطوير قدرات الإنسان المصري والارتقاء بقيمه وأخلاقه، فانه لا مفر من النظر الى التعليم في كل مراحله و من بينها التعليم العالي على اعتبار انه البوابة الحتمية للدخول الى تغيير حقيقي يسهم في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة التي نقول دائما إن هدفها الأساس هو الإنسان، و هو أيضاً اداتها الرئيسة.
وأضافت "فوزي": أنه على الرغم مما هو معروف عن الصعوبات الأساسية التي تواجهها برامج تطوير التعليم من التكلفة الكبيرة والامكانات والموارد الهائلة التي تتطلبها هذه البرامج، فإنني أود ان ألفتَ النظر الى انه ثمة صعوبة لا تقل خطورة تتمثل في ضرورة تنمية الوعي لدى الجميع بأهمية التطوير وحتميته وضروره تحمل الأعباء النفسية والإجتماعية لهذا التطوير، حتى لا تُوَاجَه أي خطط واستراتيجيات للتطوير، بضغوط كبيرة من الرأي العام والمجتمع ومن الأسر والطلاب واعضاء هيئات التدريس بما يحد من فرص نجاح اي تجربة جديدة، وهو ما شهدنا نموذجاً له في المرحلة السابقة .
وأوضحت وكيل مجلس الشيوخ: لقد جاءت الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي مواكبة بالفعل لكل الطموحات التي نتطلع إليها جميعاً و راصدة لكافة المحاور التي ينبغي أن يشملها هذا المشروع الواعد، غير إنني أطالب أيضاً بضرورة وجود جدول زمني محدد و بموارد و إمكانات واضحة لتنفيذ هذا الطرح الشامل و الذي من شأنه أن يمثل إنطلاقة حقيقية للتعليم العالي والبحث العلمي ضمن رؤية مصر 2030
واختتمت النائبة: أضم صوتي إلى جانب الزميلة مقدمة طلب المناقشة العامة، بشأن ما طرحته من أهمية إدارة حوار يضم الأطراف المعنية بمنظومة التعليم الجامعي من أعضاء هيئات التدريس و الطلاب حول الكتاب الجامعي الاليكتروني و مدى توافقه مع شروط تطوير العملية التعليمية . ففي ظل ما نعلمه من أن مرحلة التعليم الجامعي ترتبط بالبحث و الاستعانة بالمراجع و طرح مختلف الآراء حول الموضوعات التي يتم تدريسها، يصبح اللجوء إلى كتاب جامعي مقرر سواء كان ورقياً أو اليكترونياً هو تمسك بالشكل التلقيني الذي لا يمكن أن ينتج خريجاً يتعاطى بفاعلية مع التطورات العلمية و التقنية و المشكلات المستحدثة الجارية عالمياً.