طالب المهندس حازم الجندي، عضو مجلس الشيوخ، وزارة الثقافة باستغلال قصر الأميرة فريال المهجور، لإنشاء قصر ثقافة جديد لمدينة طنطا عاصمة محافظة الغربية، مشيرًا إلى إن قصر ثقافة طنطا من أعرق قصور الثقافة علي مستوي الجمهورية، ويعود لعام 1973، ويعد منارة ثقافية لعاصمة الدلتا مدينة طنطا، لكنه يشهد أزمة تهدد بوقف النشاط به لأجل غير مسمي تتمثل في انتهاء عقد إيجار المقر الإداري الذي يتكون من شقة غرفتين بالإيجار وصالة عرض لا تستوعب كافة الأنشطة.
وقال "الجندى": إن صاحب العقار أرسل إنذاراً علي يد محضر بسرعة إخلاء المقر لهدمه، مما يعنى توقف النشاط لأجل غير مسمي وحرمان الكثير من شباب ورواد القصر من ممارسة حقهم، في ظل عدم وجود مقر بديل، وأصدرت محكمة طنطا الابتدائية حكما لصالح صاحب الشقة المؤجرة للقصر، مما يعني عدم وجود مقر باستثناء صالة العرض.
وأوضح عضو مجلس الشيوخ: أن قصر الأميرة فريال الأثري بطنطا، أصبح في حالة يرثى لها ويحيط به القمامة من كل جانب، وتبلغ مساحته نحو 1160 متر، بينما تبلغ مساحة المبانى 455 متر، مقترحا شرائه وتحويله إلى قصر ثقافة كبير أسوة بقصر ثقافة المحلة الكبرى الأثري.
قصر الأميرة فريال بمدينة طنطا
يمثل قصر الأميرة فريال كبرى بنات الملك فاروق بمدينة طنطا تحفة معمارية فائقة الجمال، وأحد البنايات النادرة التى تعبر عن عمارة طراز " الباروك " و" الركوك " الذى ظهر فى عصر النهضة فى أوروبا بداية القرن السادس عشر الميلادى وحتى التاسع عشر .
يقع القصر بشارع المدارس المتفرع من شارع المديرية، وشيده بهجت باشا أحد أعيان محافظة الغربية فى النصف الأول من القرن الماضى، وأطلق عليه اسم روضة الأميرة فريال تكريما لسمو الأميرة التى نزلت إلى مدينة طنطا بصحبة والدها الملك فاروق من أجل افتتاح مستشفى المبرة الخيرى .
ويقول الدكتور سيد علي إسماعيل مقرر لجنة تذوق الفنون التشكيلية بكلية التربية النوعية جامعة طنطا إن القصر يتألف من أربعة طوابق، وتتميز واجهاته الأربع بالثراء الزخرفى الذى كان هدفه الأساسى هو تصدير المتعة والترفيه، والاستحواذ على استحسان المجتمع الطبقى الجديد من خلال الجمع بين الفخامة والأناقة والتفاصيل الزخرفية الكثيرة البارزة والمتمثلة فى أوراق العنب وعناقيده وأوراق الأكانشى، وكيزان الصنوبر وزهرة اللوتس، بالإضافة إلى رسوم الأشكال الآدمية بالمدخل الشمالى، ورؤوس الأسود فى نهاية الواجهات، حيث يعتمد القصر فى تصميمه على عنصر السيمترية فى أبهى صوره .
وأضاف أن للقصر ثلاثة مداخل : الأول بالجهة الشمالية عن طريق سلم مزدوج وهو الرئيسى الخاص بالضيوف، والمدخل الثانى يقع بالجهة الجنوبية وهو خاص بمالك القصر، أما المدخل الثالث بالجهة الشرقية فهو فى العادة يختص بالخدم وأمور الضيافة، كما يحيط بالقصر سور من الأرماح الحديدية، وبه بوابة حديدية بالجهة الشمالية الرئيسية، وأخرى فرعية بالجهة الجنوبية .
للقصر ثلاثة أجنحة
يتكون القصر كعادة العمائر الملكية من عدة أجنحة ثابتة فى الطراز المعمارية لتصميم القصور، ومنها جناح "الحرملك" وهو الجناح المختص بالأرة ويقع بالجهة الشرقية للقصر، وجناح "السلاملك " وهو عبارة عن طابق متسع يتم فيه استقبال الضيوف وتقديم واجب الضيافة للزائرين ويقع بالجهة الشمالية فى مواجهة المدخل الرئيسى، وهناك جناح آخر صغير خاص بإقامة الخدم والحاشية وهو طابق مستطيل يحوى أماكن مخصصة لإعداد الطعام وواجب الضيافة، أما الدور الأرضى فهو عبارة عن بدروم به عدة حجرات خالية من أية زخارف وتستخدم كحواصل للتخزين، ويمتد بطول الواجهة، ويتفرع من جوانبه عدة دخلات تفضى إحداهما إلى سلم البهو الداخلى الذى يربط بين الأدوار الثلاثة العلوية للقصر .