شارك الناقد الفني محمود عبد الشكور البوستر الرسمي لمسلسل مذكرات زوج وذلك عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وعلق:"جذبني مسلسل "مذكرات زوج" منذ حلقته الأولى بذكاء المعالجة والسيناريو والحوار (محمد سليمان عبد المالك)، وبأداء ممثليه، وبإدارة مخرجه تامر نادي لكل عناصر العمل بطريقة سلسة، لم أكن متحمسًا في الحقيقة لإعادة تقديم نسخة جديدة من "مذكرات زوج"، فقد شاهدت العرض الأول للنسخة القديمة من بطولة محمود ياسين وفردوس عبد الحميد، وبنفس العنوان، وكنا، إذا لم تخذلني الذاكرة، في شهر رمضان أيضًا، ورغم بعض المشاهد الظريفة والمرحة، إلا أن العمل القديم مر مرورًا عابرًا، وبدا كما لو كان من الأفضل تقديمه كفيلم تليفزيوني أو كتمثيلية سهرة بدلا من تقديمه كمسلسل متعدد الحلقات".
وأضاف:"ولكن محمد سليمان عبد المالك صنع معالجة مهمة، منحت "مذكرات زوج" حيوية بالغة، لا أقصد فقط جعل العمل القديم معاصرا بتفاصيل الحياة اليومية والتكنولوجية الراهنة، ولكنه قدم تغييرات هامة ومؤثرة، مع الحفاظ على الخطوط الأساسية، فهناك أيضا زوج وأب مأزوم، يريد أن يتحرر، ويحلم بالتخلص من زوجته، ويلجأ الى علاقة أخرى لتنقذه مما يعانيه، وهناك علاقة الزوجة بوالدها .. الخ، المعالجة الجديدة وسعت كثيرًا من زاوية الرؤية، فلم تعد مجرد علاقة بين رؤوف وزوجته شيرين، ولكننا نرى علاقات أخرى مختلفة، منها علاقة طبيب رؤوف النفسي مع زوجته، وعلاقة صديقه طبيب الأسنان مع فتاة أحبها، وعلاقة شقيق رؤوف مع فتاة أخرى ..الخ".
وأوضح:"أصبح بناء الدراما قائما على عدة ثنائيات، وخرجنا من دائرة العلاقات الزوجية، إلى العلاقة بين الرجل والمرأة عمومًا، قبل وبعد الزواج، وإلى فكرة الحرية والتحقق، الشخصيات لا تقصد أن تفشل، ولكنها لا تعرف النغمة الصحيحة في العلاقة بين الطرفين، دون إغفال دراسة حالات بعينها، ومشكلات زوجية محددة، البطل في الحلقات الأصلية موظف كبير، وأولاده كانوا أكبر سنا، ولكنه في النسخة الجديدة في مستوى إقتصادي أعلى، مراقب جوي في المطار، يحلم بالطيران، وهو أيضا يراقب حياته ويصبر عليها، حتى يثور ويتمرد، تغيير الوظيفة والطبقة وبقاء المشكلة وعدم التكيف جعلا الصراع طريفا، فرغم عدم وجود مشاكل مادية، تتسبب غالبا في النكد ، وفي فشل الحياة الزوجية، إلا أن الزوج لا يشعر بالسعادة، المشكلة ليست في الفلوس، ولكنها في البشر".
وأشار:"كل الشخصيات رسمت بإتقان: طارق لطفي وعائشة بن أحمد من أفضل الثنائيات في دراما رمضان، طارق الذي لعب شخصية الإرهابي والشيطان يتحول هنا الى ترجمة لمعنى الوداعة والاستسلام، وعائشة لا تبالغ ولا تصطنع، فكأنها فعلا قوية ومسيطرة، تفعل ذلك بكل بساطة، ودون حتى أن تلاحظ أن ذلك قد يؤذي غيرها، والطبيب النفسي د طه وزوجته د نجيبة ، من أفضل النماذج الدرامية هذا العام بأداء خالد الصاوي وأسماء إبراهيم".
واختتم:"لابد من الإشادة بتامر نادي، لأنه مخرج جيد جدا، مع الأسف لم أشاهد أول مسلسل درامي أخرجه بعنوان "المتهمة"، وهذا هو مسلسله الثاني، فعلا متميز وفاهم، لا يستعرض، ولا تفلت منه المشاهد الجادة ولا المرحة، والممثلون يؤدون بسلاسة وبارتياح ، وبناء الحلقات وإيقاعها مناسب للغاية، ما شاهدته حتى الآن ممتع، ويؤكد ما نكرره دائما بأن الدراما ليست بالأفكار والتيمات، فهذه الأمور محدودة ومتكررة، ولكن الدراما بالمعالجات المبتكرة، وبالتعب قليلا ، والبحث عن شخصيات ونماذج إنسانية مختلفة حولنأ، بدلا من الإستسهال والقص واللزق، وبدلا من ملء الدقائق بثرثرة فارغة، وصراعات مفتعلة، وكلشيهات مملة".