بقدر ما أثار مسلسل " رسالة الإمام" إعجاب جمهور الفنان خالد النبوي، بقدر ما أثار الجدل حول أخطاء تاريخية وفقهية احتوتها الحلقات التي عرضت حتى الآن من المسلسل.. وهي أخطاء انتبه لها عليها عدد من المشاهدين المتخصصين في التاريخ والفقه، ونبهوا عليها على مواقع السوشيال ميديا..
أخطاء بعضها بسيط مثل عدم جهر النبوي/الشافعي بالبسملة في سورة الفاتحة وهو يصلي في المسلسل، رغم أن المذهب الشافعي يوجب الجهر بالبسملة..
ومثل مشهد رفض الشافعي لمنصب قاضي القضاة، رغم أنه لم يصح عنه تاريخيا ذلك الموقف، وكما يقول المؤرخ إيهاب نبيل، كان الشافعي من أكثر الفقهاء الأربعة تعاونا مع دولة الخلافة ولم يصح أنه رفض منصب قاضي القضاة، بل الإمام أبو حنيفة هو من رفض هذا المنصب وقد سجلت كتب التاريخ تفاصيل هذه الواقعة..
ولكن هناك أخطاء أكبر وأوضح مثل مشهد الحوار الذي دار بين الخليفة العباسي المأمون والإمام الشافعي في بغداد عام 198 هجرية، وكانت "مسألة خلق القرآن" هي موضوع الحوار، وقال المنتقدون إن الخليفة المأمون لم يدخل بغداد إلا سنة 204 هجرية بعد حسم صراعه مع أخيه الأمين وهي السنة التي توفي فيها الشافعي، فلم يلتق المأمون بالشافعي مطلقاً. كما أن المأمون لم يعتنق مسألة خلق القرآن إلا سنة 212 هجرية، أي بعد وفاة الشافعي بثماني سنوات، ولم تبدأ فتنة خلق القرآن قبل سنة 218هـ التي بدأ فيها المأمون امتحان العلماء في هذه المسألة..
من الانتقادات الهامة أيضاً نسبة بعض أبيات الشعر للإمام الشافعي رغم أنها ليست له، مثل قول المؤلف على لسانه:
"وتضيقُ دُنيانا فنحسَبُ أنَّنا. سنَموتُ يأساً أو نَموت نَحيبا. واذا بلُطفِ اللهِ يَهطُلُ فجأةً. يُربي منَ اليَبَسِ الفُتاتِ قلوب"..
فالمفاجأة أن تلك الأبيات هي من أبيات شاعر معاصر اسمه حذيفة العرجي، وقد نوه لذلك على حسابه الشخصي على موقع تويتر، منذ 5 سنوات، وقال ان هناك من استولى على أبياته وأضاف اليها أبيات أخرى ونسبها للإمام الشافعي..
ولأن قصائد الإمام الشافعي قد جمعت في ديوان مطبوع منذ القرن الماضي ولا تحتوي الك الأبيات فقد تساءل المعلقون عن المصدر الذي استقاها منه المؤلف الأبيات!!
هذه الانتقادات تفتح ملف المراجعة التاريخية والقانونية للأعمال الدرامية، وهو ملف متخم بالملاحظات والأخطاء..