قال اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية الأسبق للأمن العام إنه عقد، أمس، اجتماع خماسي بمدينة شرم الشيخ بحضور مسؤولين أمنيبن وسياسيين «مصريين، أردنيين، إسرائيليين، فلسطينيين، أمريكيين»، وذلك استكمالا للتفاهم الذي تم التوصل إليه في العقبة بالأردن يوم 26 فبراير الماضي بشأن القضية الفلسطينية والتطلع إلى تهدئة بين الطرفيين الفلسطينيين والإسرائيليين، في ظل تهميش واضح من قبل المجتمع الدولي للانشغال بالحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها على العالم.
وأشار اللواء رأفت الشرقاوي خلال تصريحات خاصة لــ«بلدنا اليوم» إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية رحبت بنتائج اجتماع شرم الشيخ لتخفيف التوتر بين الجانبين، وتوافق المشاركين في اجتماع شرم الشيخ على ضرورة تحقيق التهدئة في الأراضي الفلسطينية، وجددوا التزامهم بتعزيز الأمن والاستقرار للطرفين، معلنين عدم المساس بالوضعية التاريخية القائمة للأماكن المقدسة في القدس، ومعلنين عن عقد اجتماع آخر في مصر بهدف تمهيد السبيل أمام التوصل للتسويه سليمة بين الجانبين.
وأضاف اللواء رأفت الشرقاوي أن المشاركين قدموا الشكر لمصر على استضافة اجتماع شرم الشيخ لتخفيف التوتر بين الجانبين والسير للتسوية السليمة بين الطرفين.
اللواء رأفت الشرقاوي يكشف: ماذا لو لم تدخل مصر لحل القضية الفلسطينية
وتساءل مساعد وزير الداخلية الأسبق للأمن العام: «ماذا لو لم تتدخل مصر فى حل القضية الفلسطينية من أكثر من سبعون عاما وحتى الآن؟، مجيبا: بالرجوع إلى التاريخ نجد أن هناك دول محورية تتوقف عليها معظم قضايا المنطقة، بل وقضايا الشرق الأوسط، وها مصر تتدخل دوما وبصفة لم تنتهى من سبعون عاما في حل القضية الفلسطينية.
وأوضح: نجد أن مصر هي التي أشارت بإنشاء «منظمة التحرير الفلسطينية»، كما أن مصر التي أشارت بإنشاء «جيش التحرير الفلسطيني»، ومصر هي التي أشارت بدخول منظمة التحرير الفلسطينية لجامعة الدول العربية، وأيضا هي التي دعت الأمم المتحدة إلى ضرورة مشاركة منظمة التحرير الفلسطينية في كافة الاجتماعات المتعلقة بالشرق الأوسط، ومصر هي التي دعت الفلسطينيين والإسرائيليين إلى الاعتراف المتبادل.
كما أن مصر التى سحبت السفير المصري من إسرائيل بعد مدابح صبرا وشاتيلا عام 1982، ومصر هي التي شاركت في اتفاقية أوسلو الخاصة بحق الفلسطينيين في الحكم الذاتي، وأيدت اتفاقية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين باعتبارها نموذج سلام لتهدئة الأوضاع في المنطقة، ومصر هي التي قامت بالمصالحة بين فتح وحماس، ومصر التي تفتح معبر رفح لاستقبال المصابين الفلسطينيين جراء أي اعتداء إسرائيلي على الفلسطينيين، وهي التي ساعدت وسهلت دخول شحنات المساعدات من الأدوية والمواد الغذائية والمهمات الطبية.
كما لفت «الشرقاوي» إلى أن مصر هي التي فتحت معبر رفح في استقبال الأشقاء الفلسطينيين بصفة منتظمة، وهي التي تتدخل في أي ضائقة تمر بها القضية الفلسطينية بمنحى خطير، كما أنها فتحت كل الجامعات المصرية أمام الطلاب الفلسطينيين مجانا، وأوفدت علمائها إلى فلسطين لنقل التكنولوجيا الحديثة، ومصر هي التي حذرت من تهويد القدس، كما حرصت على سلامة المسجد الأقصى، ومصر هي السباقة في التدخل وبكل ما أوتيت من قوة بكافة الطرق؛ سواء كانت العسكرية في حرب 1948 وحرب 1956 وحرب 1967 وحرب 1973، وقدمت ما يزيد عن مائة ألف شهيد مصري لحل القضية الفلسطينية، ولم تكتفي بذلك، وقدمت الحل الأمثل للقضية الفلسطينية في مفاوضات كامب ديفيد؛ ولكن خلافات بعض الفصائل الفلسطينية حالت دون إتمام المفاوضات، مما دعى الرئيس الراحل محمد أنور السادات إلى إجراء المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، والتوقيع على معاهدة السلام التي استردت بها مصر باقي الجزء المتبقي من سيناء، بعد أن استردت الجانب الأكبر من خلال عزيمة الشعب والجيش المصري بعبور خط بارليف المنيع، وبتوفيق المولى أولا ثم بالطرق الدبلوماسية والتحكيم الدولي الذي بموجبه تم إعادة آخر جزء من سيناء وهو طابا.
وقال اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية الأسبق للأمن العام إنه في كافة الأزمات التي تمر بها القضية الفلسطينية تجد مصر صاحبة الدور الأول والفاعل والرائد في حل أي أزمة تعتري مسيرة الإخوة الفلسطينيين، ولا تكتفى بذلك بل تقوم الأجهزة الأمنية السيادية بالدولة المصرية في التدخل لحل المشاكل التي تقف عائقا بين الفصائل الفلسطينية ذاتها.
وأضاف «الشرقاوي»، وعند تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي سدة الحكم في البلاد، وعند افتتاح بعض المشروعات القومية 2016 بمدينة أسيوط، وبحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن، أشار إلى أن مصر تهدف إلى عدة محاور في القضية الفلسطينية.
وكانت أولى هذه المحاور هو تواصل مصر مساعيها الدؤوبة من أجل إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونية 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وتمثل المحور الثاني في التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة لدعم استقرار المنطقة، ومنع الاضطرابات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، فضلا عن ضرورة المحافظة على الثوابت العربية الخاصة بالقضية الفلسطينية.