يحتفل جهاز الشرطة المصرية كأحد أهم أجهزة الدولة بعيدها الـ«71»، وهي ذكرى معركة الإسماعيلية عام 1952 عندما واجه ضباط وأفراد الشرطة قوات الاحتلال الإنجليزي بالإسماعيلية وبأسلحة فردية وخفيفة أمام عتاد عسكري غاشم.
وكعهدنا دائما بأبناء هذا الجهاز، بأن التضحية وتقديم المزيد من الشهداء والمصابين هو ما ارتبط بعيدها فكان الفداء عنوان كل المراحل الصعبة التي مرت بها وزارة الداخلية ورجالها وأصبحت عقيدة رائعة لذلك العيد فكانت ومازالت وستظل تقدم المزيد من التضحيات والشهداء كوقود لإنقاذ هذا الوطن الذي مازال مستهدفا وبقوة على مر السنوات.
فكما قدمنا التضحيات قديما في مواجهة الاحتلال الإنجليزي كجبهة داخلية مسؤولة عن حماية الوطن من الداخل، كذلك قدمت الكثير في مواجهة الإرهاب الأسود الذي ضرب الوطن في ثمانينات وتسعينات القرن العشرين لمواجهة الجماعات الإرهابية المسلحة بصعيد مصر.
وكذلك واجهت العمليات الإرهابية عقب أحداث ثورة 25 يناير عام 2011 والذي طال الأمن المصري بكل قوة وظن بعض المرضى النفسيين بأن الشرطة المصرية قد سقطت ولن تقوم لها قائمة ثانيا ورغم ما حدث ورغم الآلام والشهداء والمصابين ونظرًا لأن الأمن المصري لا توجد في عقيدته التخلي والانسحاب والتخاذل عدنا وبقل قوة وعزم ورغم قلة الإمكانيات والهجوم الغير مبرر والإسقاط المتعمد على جهود أبنائه وواجهنا أكبر وأخطر منظمة إرهابيه للإخوان المسلمين التي ضرب إرهابها ربوع الوطن بالكامل حتى تمكنت الشرطة والقوات المسلحة في دحره وحصر خطورته بشمال سيناء والقضاء على تلك العناصر الإرهابية المنظمة وتأمين حدود مصر الخارجية والداخلية.
فكانت مواجهات دامية لجماعات إرهابية منظمة ومدربة ومدعومة لوجستيا وعسكريا وتكنولوجيا وعتادا من دول عدة لا تريد لهذا الوطن الأمن والأمن وواجهنا أكبر مخطط في العالم لإسقاط دولة بحجم مصر فكانت نتيجته أن سقط منا الآلاف الشهداء والمصابين.
في أقوى وأجمل سيمفونية حب ووفاء لهذا الوطن تلك المقطوعة التي حفرها رجال أمن الوطن بحروف من الدم والنار والإيمان بالشهادة والفداء.
وأخيرًا شاهدنا تطورا تكنولوجيا غير مسبوقًا فكان لزامًا أن تتطور وزارة الداخلية لتواكب التطور السريع وتواجه العداء المستحكم ضد الوطن وأهلها فتم تفعيل الكثير من صفحات التواصل الاجتماعي للوصول للمواطن وسماع صوته بقوة وتلبية احتياجاته ومعالجة مشاكله والرد على استفسارات وشكاوى المواطنين الأمر الذي وجد استحسانا من كل المواطنين.
وتطورت أدوات وزارة الداخلية فكانت الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات وكذلك إدارة المصنفات وتوالت أعداد أجهزة الرصد والمتابعة للقضاء على كل ما يخل بالأمن الاجتماعي والقضاء بسرعة على كل ما يعد تعدي على قيم وأخلاقيات المجتمع المصري لحماية أبنائه.
وكذلك استحداث قطاعات أكثر تخصصا وحرفية لمواجهة جرائم الاتجار بالبشر والهجرة الغير مشروعة وتجارة الأعضاء البشرية
تطورت الشرطة فكانت قمة الإنسانية في إنشاء سجون إنسانية تعلم وتربي وترعي المساجين فالعقاب لا يردع فقط بل تعديل السلوك ومعالجة الأخطاء والتشوهات النفسية للمجرمين من أهم أولويات الجهاز ورجاله لإعادة دمج المسجونين بالمجتمع والاستفادة من طاقتهم داخل المجتمع.
ولم يقتصر الأمر على ذلك بل امتدت يد رعاية الداخلية لأبناء المساجين وذويهم فكانت إدارة الرعاية اللاحقة لهم حتى لا يتدمر مستقبلهم في غياب رب الأسرة الذي يقضي عقوبته.
أصبح عيد الشرطة ذو طعم ومذاق خاص ومن نوع فريد فتحول إلى حفلات للأطفال في مدارسهم والطلاب في جامعاتهم ولذوي الهمم مصدر سعادة وحب ولأهالي الشهداء والمصابين من رجال الشرطة والمواطنين ضحايا الإرهاب شفاء للقلوب.
عيد الشرطة في السنوات الأخيرة حفر سيمفونية حب غير مسبوقة بين رجال الشرطة وأهاليهم من المصريين الذي شعروا بحق أنهم أمام جهاز يشعرون معه بالأمان والاطمئنان وهذه هي أهم رسالة من رسائل وزارة الداخلية لأنه بحق إذا شعر المواطن بذلك استقر وهدأ وأبدع وأنتج وارتفع شأن الوطن كله.
كل عام وأبناء هذا الجهاز المحترم بخير وسعادة.
كل عام وأهل مصر جميعهم مجتمعيين على حب الوطن وعلى قلب رجل واحد من أجل أمن هذا الوطن الجميل.