لاشك أن هناك عدة أمور ينبغي أن تعرفها إذا كنت تؤخر صلاة العشاء لمنتصف الليل ، حيث إن الوقت بين صلاة العشاء والصلاة التالية -صلاة الفجر- يمكن وصفه بالطويل بعض الشيء، مما يجعلك لا تصليها في وقتها ، لذا ينبغي أن تعرف الحكم الشرعي إذا كنت تؤخر صلاة العشاء لمنتصف الليل ، فالصلاة في أول وقتها هي الخيار الأمثل الذي يلائم غالبية الصلوات الخمس، والأمر يختلف قليلًا بالنسبة لصلاة العشاء حيث يمكن تأخيرها لبعض الوقت.
قالت دار الإفتاء المصرية، إنه إذا كنت تؤخر صلاة العشاء لمنتصف الليل، فينبغي أن تعرف أن الفقهاء قسموا وقت العشاء إلى خمسة أوقات، أولها مِن غروب الشَّفَق الأحمر (يعني بعد انتهاء وقت المغرب مباشرة)، وثانيها وقت الجواز ويبدأ من الأذان، وثالثها وقت الوجوب، وهو عند منتصف الليل، وفيه يجب على الإنسان أن يُصلي العشاء ما لم يكن لديه عذر، ورابعًا يمتد وقت العشاء إلى قبل الفجر.
وأوضحت الإفتاء، في إجابتها عن سؤال: «ماذا يحدث لك إذا كنت تؤخر صلاة العشاء لمنتصف الليل ؟، أن تأخير صلاة العشاء بعد منتصف الليل يُعرض الإنسان للملامة الشرعية، مشيرة إلى أن من يؤخر العشاء عن الثانية عشر بمنتصف الليل بدون عذر يكون كأنه يرتكب خلاف الأولى، ويكون فعله غير لائق ويقع عليه ملامة شرعية.
وأكد الشيخ عويضة عثمان، مدير الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أنه لا ينبغي أن نؤخر صلاة العشاء إلى منتصف الليل أو آخره إلا لعذر، فإن لم يوجد عذر للمصلي فلا ينبغي عليه التأخير وعليه الصلاة، منوها أن صلاة ركعتين بعد العشاء بمثابة قيام الليل.
وأضاف عثمان في رده عن إذا كنت تؤخر صلاة العشاء لمنتصف الليل ، أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يصلي العشاء في الثلث الأول من الليل، ومن صلَ العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلَ الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله.
أفضلُ وقت لأداء صلاة العشاء إذا لم يَشقَّ على الناسِ، وهو مذهبُ الحنفيَّة، والحنابلة، وقول لمالكٍ، وقولٌ للشافعيِّ، وبه قال أكثرُ أهلِ العِلم، واختارَه ابنُ حَزمٍ، والشوكانيُّ، والأدلَّة من السُّنَّة: عن سَيَّارِ بنِ سَلامةَ، قال: دخلتُ أنا وأَبي على أَبي بَرْزةَ الأسلميِّ، فقال له أَبي: كيفَ كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُصلِّي المكتوبةَ؟ فقال: ... وكان يَستحبُّ أنْ يُؤخِّرَ العِشاءَ، التي تَدْعونَها العَتَمةَ، وكان يَكرَهُ النَّومَ قَبلَها، والحديثَ بَعدَها... وعن جابرِ بنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْه، قال: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُؤخِّرُ صلاةَ العِشاءِ الآخِرةِ.