ناقشت جامعة الأسكندرية، رسالة ماجستير بحثية هي الأولى من نوعها في مجال الإصابات الرياضية، حول العاملين بمهنة المراقبة الجوية وتأثير العمل بهذه المهنة عليهم من أثار صحية تظهر على المدى البعيد بعد سنوات العمل وتحديدا خلال سنوات الإحالة إلى التعاقد.
الرسالة البحثية قدمها الباحث رامي المدبولي الحاصل على درجة الماجستير من جامعة الأسكندية، ناقشتها كلية التربية الرياضية في أبوقير تحت إشراف قسم العلوم الحيوية والصحية الرياضية، حيث ركزت على المراقبين الجويين المحالين إلى التعاقد، والتي ظهرت عليهم أعراض مهنة العمل بالمراقبة الجوية وتأثروا بدرجة كبيرة من عملهم.
ويقول الباحث رامي المدبولي، الذي يعمل بإحدى شركات خدمات تكنولوجيا الطيران، إن سبب اختياره لموضوع الرسالة (تقييم الكفاءة الحركية القوامية للمراقبيين الجويين المتقاعدين في جمهورية مصر العربية )، أنه تلاحظ له بطبيعة عمله كاستشاري إصابات التأهيل، أن هناك بعض الانحرافات القوامية وتأثير على الكفاءة الحركية لدى المحالين للتقاعد من المراقبين الجويين الذين يترددون عليه بشكل شبه أسبوعي في عمله، الأمر الذي جعله يتبنى هذه المشكلة محاولا البحث وراءها.
وأوضح الباحث، أنه أجرى دراسة استطلاعية على بعض المتقاعدين من رجال المراقبة الجوية، لمن هم فوق الستين عاما وتحت الخمس وستين عاما، أثبتت وجود تدني في الكفاءة الحركية والقوامية ومركب وزن الجسم أيضًا، وبالبحث فكانت مهنة المراقبة الجوية لها تأثير على المدى البعيد على العاملين بها خاصة من لديهم بوادر مشكلة صحية أو بوادر إصابة في بداية عمله ولم يأخذها على محمل الجد.
وأضاف الدكتور عبدالكريم الحبشي عضو المجلس القومي للنقل بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا نائب رئيس الأكاديمية المصرية لعلوم الطيران سابقا هو أحد المشرفين على البحث وعضو لجنة التحكيم على الرسالة المقدمة من الباحث، أن الدراسة حصرت أعداد المراقبين الجويين، الذين تم إحالتهم للمعاش خلال الخمس سنوات الماضية وأخذت عينه مناسبة منهم لعمل دراسة استكشافية لايجاد عامل مشترك فيما بينهم، وخلصت لنتائح أن هناك تأثيرات مشتركة من العمل على المراقبين الجويين نتيجة عملهم وأن هناك مجموعة من الاجراءات والتوصيات يجب الأخذ بها على الموجودين في الخدمة وعلى من ظهرت عليهم تأثيرات المهنة بعد الاحالة للتقاعد.
وقال عبدالكريم الحبشي، أن الدراسة البحثية كشفت وحللت من خلال الاجراءات والتجارب الأثر وانتهت لمجموعة من التوصيات الواجب العمل بها لانقاذ الموجودين من هذه الاثار وكذلك اجراءات لمن أصيبوا بعد خروجهم على المعاش، مشيرا أن المراقب الجوي عند اختياره يجب أن تدرج ضمن عناصر اختبارات المتقدمين أن يكون هناك تقييم الكفاءة الحركية والقوامية للحد من الاصابات التي تزيد مع ممارسة المهنة، حيث أن هناك من البوادر التي تكون موجودة في البداية وتزيد مع العمل، يضاف إلى ذلك الحدود الطبية الدنيا التي وضعتها منظمة الطيران المدني الدولي ( إيكاو ) في الملحق رقم 1 لاتفاقية شيكاغو في مصر بعض البنود الاضافية التي يجب التأكد منها قبل قبول المراقب الجوي كعامل في الطيران المدني المصري، ويراعى أيضًا إدراجها في الكشف الطبي الدوري الذي يجرى على المراقبين الجويين كل عامين.
وأشار عضو المجلس القومي للنقل بأكاديمية البحث العلمي، أن المراقبين الجويين، ليس لديهم دراية كاملة بتأثير وضع طبيعة عملهم وساعاته التي تتطلب التركيز العالي أمام أجهزة رادارية قد يكون لها تأثير أيضًا، مشيرا أن هذه الرسالة البحثية ناقشت كل الدراسات، موضحا أن المراقب الجوي لا يعمل أكثر من 4 ساعات متواصلة على الموقع ثم يخرج لفترة راحة ويعود إلى مواصلة العمل.
وأكد أن المناقشين ولجنة التحكيم، أوصت بتوزيع البحث رسميا بواسطة جامعة الأسكندرية على الجهات المعنية والمهتمة بالدراسة منها وزارة الطيران المدني والشركة الوطنية لخدمات الملاحة الجوية، وذلك للخروج بتوصيات وقائية لصالح ضباط المراقبة الجوية المتواجدين في الخدمة.
تجدر الإشارة إلى أن لجنة الإشراف على رسالة الماجستير ضمت كلا من ( الدكتور عبدالباسط عبدالجواد استاذ الاصابات الرياضية والتأهيل بكلية التربية الرياضية أبوقير بجامعة الأسكندرية، والدكتور زكريا أحمد متولي استاذ تأهيل القوام بقسم العلوم الحيوية والصحية بكلية التربية الرياضية أبوقير بجامعة الأسكندرية). أما لجنة الحكم المقترحة ضمت كلا من ( الدكتور حسن النوارصرة استاذ الإصابات الرياضية والتأهيل بقسم العلوم الحيوية والصحية بكلية التربية الرياضية أبوقير بجامعة الأسكندرية، والدكتور عبدالكريم الحبشي عضو المجلس القومي للنقل بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا ونائب رئيس الأكاديمية المصرية لعلوم الطيران سابقا).