ارتجاع المريء الغول المجهول.. برغم انتشاره بشدة ورغم أنه يسبب مشاكل كثيرة للمرضى إلا أن تشخيصه وعلاجه ما زال أقل بكثير من المتوقع.
يفعل المرضى كل شيء يطرقون جميع الأبواب يقومون بجميع الفحوصات والنتيجة لا شيء والمريض يعاني بشدة ويتهم القلب تارة والصدر تارة والنفسية تارة أخرى ويذهب للأطباء والشيوخ بلا جدوى.
عندما يصعد حامض المعدة الذي هو أشبه بماء النار إلى ذلك الجزء الضعيف من المريء فيأكل أنسجته وخلاياه التي ليس لها حماية منه يعاني المريض من العديد من المشاكل ويظل في رحلة طويلة للبحث لحل لمشاكلة ما بين التخصصات المختلفة من الصدر والقلب والأنف والأذن والأعصاب وأحيانا الشيوخ والدجالين.
فهذا المرض الخفي قد يأتي في أكثر من صورة محيرة للمريض والأطباء حتى بدون الحرقة والحموضة المميزة له.
فقد يأتي هذا الغول في صورة كحة لمدة طويلة ربما لسنوات يحتار فيها أطباء الصدر ولا تفلح معها أدويتهم، وربما يتسبب في نقص في الوزن وضعف في الشهية أو صعوبة في البلع، أو يأتي بألم في الصدر أو سرعة في ضربات القلب فيتجه المريض لأطباء القلب وهذا حقة ويجد فحوصاته سليمة.
أو يأتي بمشاكل في الحلق وتغير بالصوت أو التهاب متكرر في الحلق أو الجيوب الأنفية أو نحنحة وشرقة أو كتلة تقف بحلقة تنغص عليه حياته، أو يتسبب صعود هذا الحامض لانقباض بالمريء مؤلم فيسبب للمريض حالة من الهلع والخوف فيتجه للأطباء الأعصاب والنفسية، أو يصعد الحامض فيأكل مينا الأسنان ولا تجدي معها محاولات أطباء الأسنان لمحاولة إنقاذها.
والأكثر غرابة أنه عندما يؤثر على هذه الأماكن تتحول أمراضها إلى أمراض حقيقية مثل حساسية الصدر أو الأنف أو حالة من الخوف والهلع تؤثر بدورها وتزيد الارتجاع سوءا ويظل المريض في هذه الدائرة.
بعد دراسة هذا المرض لسنوات طويلة ورحلة البحث عن بروتوكولات علاجية تناسب التغيير في مجال الجهاز الهضمي عامة وخاصة مرضى ارتجاع المريء لأن معظمهم كان لا يستجيب للبروتوكولات القديمة ويحتار بين فحوصات ومناظير كثيرة وتخصصات طبية كثيرة بدون راحة والتعامل مع هذا المريض ليس سهلا إطلاقا ويحتاج إلى التعامل مع كل نوعية منه حسب أعراضه ومشاكلة وليس كما يعتقد بعض الأطباء والكثير من المرضى بإعطاء مضادات الأحماض فقط أو حتى عمل العمليات الخاصة بالارتجاع التي تعتمد على تضيق عضلة المريء فقط في حين أن هذا المرض مركب بشدة وقليلا ما يكون اتساع العضلة وحدة سبب كل المشاكل ولذلك نجد كثير من العمليات تفشل وخاصة في أعراض الارتجاع الصامت.
والحمد لله في طريقتي الجديدة لعلاج الارتجاع وإعادة ترتيب الأدوية حسب الأعراض وشدتها والتزام المريض بالتعليمات النتائج فوق الممتازة ويتحسن المريض بسرعة ولكن الأكيد دوما أن الشفاء التام يكون بإرادة الله وما نحن إلا وسيلة وللأسف حتى الآن فترات العلاج طويلة وربما دوما في بعض الحالات.
وأؤكد أن التزام المرضى جزء لا يتجزأ من العلاج في طبيعة الأكل وكميته وطريقة النوم والبعد عن التوتر والعصبية واتباع نظام صحي في حياته والابتعاد عن التدخين وعدم الأكل قبل النوم.
وأخيرا أسأل الله أن يستعملنا ولا يستبدلنا.
وأدعوكم للإعجاب ومتابعه الصفحة لمتابعة كل جديد في مجال الجهاز الهضمي.
شكرا لكل من أنعم الله عليه بالشفاء فترك كلمة شكر أو دعاء.
الأستاذ الدكتور هاني عوض الله
أستاذ مساعد واستشاري الجهاز الهضمي والكبد