انطلقت اليوم الخميس، فعاليات تدشين مشروع المكتبة القومية لدراسة الأمراض الاستراتيجية في مصر، تحت رعاية اللواء طبيب بهاء الدين زيدان، رئيس هيئة الشراء الموحد.
ويهدف المشروع إلى عمل مكتبة إلكترونية متكاملة، تضم الأمراض الاستراتيجية في مصر، وتحتوي على كل الدراسات المرجعية التي تمت على هذه الأمراض، إضافة إلى الدراسات الميدانية والإحصائية ونماذج اقتصاديات الصحة التي تهدف لتجميع وبناء ما يخص المرض، من حيث عدد المرضى المصابين وتقسيمهم الجغرافي والديموغرافي والعبء الإكلينيكي والاقتصادي.
كما تهدف إلى حصر كل العلاجات المتوفرة أو المحتملة والبروتوكولات المصرية والعالمية في علاج المرض، ثم التقييم الاقتصادي للأدوية لتحليل فعالية التكلفة والقدرة على تحمل التكاليف لتحسين كفاءة الصرف على الأمراض، ما يساعد في الوصول لعدالة بالخدمات الصحية المقدمة لكافة المصريين.
وخلال فعاليات تدشين المشروع تم تقديم ملف أول مرض تم الانتهاء منه في المكتبة، وهو مرض الهيموفيليا "نزف الدم الوراثي"، بحضور العديد من قيادات هيئة الشراء الموحد ووزارة الصحة وقيادات الجامعات المصرية وأساتذة أمراض الدم والمختصين بمرض الهيموفيليا.
وخلال كلمتها في افتتاح فعاليات التدشين، أكدت الدكتورة ماري جمال، مدير إدارة التكنولوجيا الطبية بهيئة الشراء الموحد، على أهمية وجود مكتبة للأمراض الاستراتيجية في مصر، لتجميع كل المعلومات المتاحة وعمل دراسات لاستكمال الملف والوصول لقرار مبني على المعرفة يساعد كل متخذي القرار، بحيث يكون قرارا تضامنيا واقتصاديا، يسهل الوصول لخدمة صحية مميزة تضمن المساواة بين المواطنين.
وأشارت، إلى أن إنشاء مكتبة الأمراض يعتبر عملا تضافريا ما بين هيئة الشراء الموحد وشركاء النجاح من القطاعات الصحية المختلفة، سواء هيئة التأمين الصحي أو المراكز الطبية المتخصصة أو العديد من الجامعات المصرية وأساتذة أمراض الدم والشكر موصول لشركات الدواء التي ساهمت بالداتا والدراسات عن الادوية الخاصة بهم ونخص بالذكر شركة روش التي تكفلت بتكاليف عمل الملف الأول.
من جهته، أكد الدكتور إسلام عنان، الرئيس التنفيذي لشركة أكسيت للأبحاث، على أهمية تجميع المعلومات الخاصة بكل مرض للوصول لمنظومة صحية متكاملة.
وقال عنان، إن المكتبة القومية للأمراض تعد خطوة أخرى في سبيل تحقيق رؤية مصر 2030 للصحة، والتي تهدف إلى إتاحة الخدمة الصحية بجودة عالية لكل المصريين بدون تمييز، وذلك يعتمد على القرار المبني على المعرفة للوصول لكفاءة الصرف والتوزيع العادل للخدمة الصحية.
ولفت عنان، إلى أن وجود مكتبة للأمراض الاستراتيجية وخصوصا الدراسات الابيدميولوجية كعدد ومعدلات المرض والعبء المترتب على المرض، سيساعد صناع القرار كثيرا في ترتيب أولويات توزيع الميزانيات بين الأمراض الإستراتيجية وتقليل الهدر في الخدمة المقدمة.
وألقى الدكتور أحمد إبراهيم، المدير العام لشركة أكسيت للأبحاث، كلمة كشف فيها عن دور أكسيت في عمل الدراسات البحثية والاقتصادية الخاصة بالملف بالتعاون مع هيئة الشراء الموحد.
وأشار إبراهيم، إلى أن اختيار مرض الهيموفيليا كأول ملف جاء بسبب أهمية المرض من حيث عدد المرضى والذين يصل عددهم لأكثر من 9 الاف مريض من الأطفال والكبار، وأن العبء المرضي والاقتصادي كبير، موضحا أن بروتوكولات العلاج في مصر حاليا في طريقها لتتماشى مع البروتوكولات العالمية، وأن مصر بدأت في العلاج الوقائي لمرض الهيموفيليا لبعض من الحالات الصعبة، والمعلومات المجمعة عن هذا الملف ستساعد متخذي القرار لتقييم الأدوية المختلفة وحسابات التكاليف لإتاحة افضل و أكفأ بروتوكولات العلاج على حسب شدة المرض.
وأضاف إبراهيم، ان تغطية البروتوكولات العالمية لعديد من الحالات سيساعد، بجانب التقليل من العبء الاكلينيكي على المريض، الى توفير في المصروفات اعلاج المرضى الاخرين بشكل افضل.
عقب التدشين التوصيات من لجنة المكتبة القومية أشاروا إلى أن ملف الهيموفيليا هو الملف الأول، بينما الملفات القادمة تتضمن الأورام السرطانية وبعض الأمراض النادرة.