تكاد الكلمات تعجز عن وصف وتقدير الشهيد البطل محمد مبروك في ذكرى وفاته غدراً على يد الخائن محمد عويس ومعاونيه من أنصار بيت المقدس، خوفاً من العقيد محمد مبروك في كشف أفعالهم الأثمة ضد البلاد.
مقتطفات عن العقيد محمد مبروك
العقيد محمد مبروك السيد خطاب هو ضابط شرطة مصري، عمل لدى قطاع الأمن الوطني وكان الضابط المسؤول عن ملف جماعة الإخوان المسلمين أثناء عمله في جهاز أمن الدولة، وكان المسؤول عن ملف قضية التخابر التي اتهم فيها مسؤولين سابقين وقيادات من ضمنهم الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي والشاهد الرئيسي في المحاكمة، كما ساهم ايضاً في إلقاء القبض على العديد من قيادات جماعة الإخوان ضمنهم المرشد العام محمد بديع وخيرت الشاطر.
- مولد ووفاة الشهيد محمد مبروك
ولد محمد مبروك في سنة 1974، وفي شهر نوفمبر 2013 أغتيل غدراً على يد جماعة أنصار بيت المقدس، وكان المحرض لاستهدافه زميله الخائن محمد عويس، وكان مبروك على رأس قائمة الاغتيالات لضباط الشرطة، حيث قام ملثمون بإطلاق 12 رصاصة عليه أثناء خروجه من منزله مما أسفر عن مقتله.
- حياة الشهيد محمد مبروك
محمد مبروك من مواليد منطقة الزيتون بمحافظة بالقاهرة عام 1974، وتخرج مبروك من كلية الشرطة عام 1995، والتحق بجهاز أمن الدولة بعد عامين فقط من تخرجه واستمر في عمله بأمن الدولة منذ عام 1997 حتى مايو عام 2011، وبعدها تم نقله إلى جهاز الأمن الوطنى بمديرية أمن الجيزة.
وبعد تولي مرسي الحكم في عام 2012 صدر قرار بنقله إلى 6 أكتوبر وإبعاده عن قطاع الأمن الوطني، ولكن بعد الإطاحة بحكم الرئيس مرسي في يوليو 2013 تم إرجاعه إلى جهاز الأمن الوطني مجدداً.
- مبروك وملف الأخوان
كان الملازم أول محمد مبروك من بين العناصر التي انتقاها اللواء أحمد رأفت أو كان يعرف بالحاج مصطفى رفعت ليكون أحد ضباط مكافحة الإرهاب الذين يشار إليهم بالبنان، وتم تدريبه لمدة عام كامل حيث حصل على ما يزيد على 10 دورات تدريبية في مجال مكافحة الإرهاب.
وكان من أهم العناصر حيث دخل في حوارات وبدأ يقوم بإحضار شيوخ الأزهر لمناقشة ومحاورة العناصر الجهادية، لتجنب أي تأثير قد يتعرض له من الآراء الفقهية الدينية المتطرفة.
ومع انتقال العمليات الإرهابية من الصعيد والدلتا إلى سيناء، كان مبروك من العناصر التي شاركت في ملاحقة الجهاديين في سيناء بفاعلية وكان أحد المسؤولين عن الملف المتطرف التكفيري بسيناء ثم انتقل بعد ذلك للقاهرة، وأصبح الضابط المسئول عن متابعة ملف جماعة الإخوان المسلمين لدى جهاز أمن الدولة.
ونجح في تسجيل مكالمات هاتفية ورصد رسائل متبادلة بين محمد مرسى عضو مكتب الإرشاد آنذاك وأحمد عبد العاطي مسؤول التنظيم الدولى للإخوان في تركيا قبل أحداث ثورة 25 يناير في 9 يناير 2011، وتم القبض على محمد مرسى و 34 من قيادات الإخوان على ذمة القضية وأودعوا بسجن وادى النطرون ولكنهم هربوا من السجن عقب أحداث جمعة الغضب، وقدم مبروك في هذا الوقت تقريراً مفصلاً حول اجتماع قيادات الإخوان للتنسيق لأحداث العنف أثناء أحداث ثورة 25 يناير.
وعقب أحداث فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في 2013، تسببت تحرياته في إلقاء القبض على عدد من قيادات جماعة الإخوان على رأسهم: محمد بديع المرشد العام وخيرت الشاطر عضو مكتب الإرشاد.
- قضية التخابر
عقب عودت مبروك لجهاز الأمن الوطني في يوليو 2013 قام بإعداد ملف تحريات يثبت فيه تورط الرئيس المعزول محمد مرسي وعدد من القيادات والمسئولين السابقين في قضية تخابر مع قيادات من حماس، وكان هو الشاهد الرئيسي للمحاكمة.
- اغتيال العقيد محمد مبروك
صدر أوامر من جماعة أنصار بيت المقدس في نوفمبر 2013 باغتيال المقدم محمد مبروك والذي كان على رأس قائمة إغتيالات تستهدف قيادات من الشرطة المصرية، وتم الاستعانة بضابط مصري خائن يدعى محمد عويس هو ضابط بالإدارة العامة لمرور القاهرة الذي كان زميلاً وصديقاً له، والذي قام بإمداد التنظيم بمعلومات عن تحركات خط سير زميله.
وقام 7 أشخاص ملثمين في مساء يوم الأحد الموافق 17 نوفمبر 2013، بتنفيذ عملية اغتيال المقدم مبروك حيث استخدموا سيارتين وتم إطلاق 12 رصاصة عليه أثناء خروجه من منزله بمدينة نصر ولقي مصرعه على الفور.
ووقتها رئيس الجمهورية عدلي منصور نعى المقدم محمد مبروك الضابط الذي اغتالته العناصر الإرهابية واعتبره شهيدًا للواجب والوطن، ووجه الاتهام الى جماعة الاخوان المسلمين، بهدف منع مبروك من استكمال ملف تحقيقات قضية التخابر.
- محاكمة المتهمين
أعلنت وزارة الداخلية المصرية عقب الحادث بأنه توافرت لديها معلومات تكشف ما وراء ارتكاب الواقعة، واثناء القبض على المتهمين ضبط معهم أسماء لضباط أمن وطنى مستهدفين وخرائط ورسومات ورسم كروكى لمديرية أمن الجيزة، وكذلك تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط المتهمين باستهداف موكب وزير الداخلية.
في أثناء التحقيقات التي جرت في القضية رقم 25 لسنة 2014 جنايات أمن الدولة العليا المعروفة باسم أنصار بيت المقدس والتي أفادت إن عويس كان من أصدقاء مبروك وأنه أمد العناصر بمعلومات ساعدتهم في عملية الإغتيال، وكشفت تحريات النيابة عن وجود محاولتين قبلها لعملية إغتياله.
وقضت محكمة جنايات أمن الدولة في 2 مارس 2020 برئاسة المستشار حسن محمود فريد وعضوية المستشارين خالد حماد وباهر بهاء الدين بإعدام محمد عويس و36 آخرين على رأسهم هشام عشماوي وآخرين من العناصر التكفيرية.
- تكريم الشهيد محمد مبروك
بعد إغتياله تم ترقيته إلى رتبة عقيد، وقام الرئيس المؤقت وقتها عدلي منصور بتكريم أسرة محمد مبروك أثناء تسليمه الوسام التقديري لأهالي شهداء الشرطة، واطلقت محافظة القاهرة أسمه على إحدى المدارس في القاهرة.
- تجسيد دور مبروك في الاعلام
ظهرت شخصية محمد مبروك ضمن أحداث مسلسل الاختيار 2 وقام بتجسيد شخصيته الممثل "إياد نصار" والذي عرض في رمضان 2021، وتناول المسلسل نشاطه في ملف التخابر وكذلك عملية إغتياله.