جوز الاتنين يا قادر يا فاجر.. مثل شعبي قديم يقال دائما لكل رجل يحاول الارتباط بزوجة ثانية، وذلك لأنه يسعى لارتكاب فعل خطر مثله كمثل الذي يطبق يده على جمرة نار لمدة طويلة، إذا تحملها يستطيع أن يتخطى كل الصعاب.
وإذا انكوى بنارها وسارع في التخلص منها لا يستطيع أن يقاوم أي صدمات تواجهه، وهذا ما نجده في الرجل الذي يقال عليه بالبلدي "زوج الاثنين"، الذي يرتكب الجرم الأخطر في حياته وهو الجمع بين جمرتين من النار، لأن من يستطع أن يجمع بين قلبين لامرأتين كل منهم بداخلها قنبلة موقوتة في قلبها تنفجر في أي لحظة في وجه من تقترب من زوجها، فهذا رجل يتميز بالقدرة على السيطرة والتحكم، أو رجل فقد أداميته ووصف بالفاجر.
ولكن في قصتنا هذه، لم يتمكن الرجل أن يكون قادر ولا فاجر، ولكنه كان الضحية للقنبلة الموقوتة في قلب إحدى زوجاته التي قررت التخلص منه بسبب زواجه من أخرى.
بداية الواقعة المأساوية حينما تبلغ للمقدم محمد المعداوي رئيس مباحث حلوان البداية، إخطاراً من غرفة عمليات النجدة يفيد بالعثور على جثة شاب بشارع رايل بدائرة قسم حلوان، وعلى الفور انتقلت قوة أمنية لمكان الحادث، للوقوف على ملابسات الحادث.
وبالانتقال والفحص تبين العثور على جثة شاب يدعى "ولاء. ز" لقي مصرعه إثر سقوطه من الطابق الخامس، وتم نقل الجثمان إلى مشرحة المستشفى، تحت تصرف النيابة العامة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
وكشفت تحريات وتحقيقات الأجهزة الأمنية تفاصيل سقوط الشاب «ولاء زايد» يعمل طبيبا صيدليا، من الطابق الخامس في ظروف غامضة، وجرى القبض على 7 متهمين بشأن الحادث من بينهم زوجته وحماة، بمنطقة حلوان، إن الواقعة بدأت عندما تعرف المتوفى على زوجته تعمل صيدلانية، في إحدى الدول العربية وتزوجا سويا منذ 8 سنوات حتى أنجبا طفل يبلغ من العمر 7 سنوات وأبلغته أنها ترغب في النزول إلى مصر لتربية طفلها وتريد فتح صيدلية بمنطقة حلوان، وعندما عادت إلى حلوان، بدأت الخلافات الزوجية بينهما، وأبلغته أنها تريد الانفصال عنه ولكن رفض، ثم أبلغها أنه ينزل إلى مصر، لأمر هام ولدفع مصريف الدراسة لنجله في أحد المدارس التكنولوجية، وعند نزوله إلى مصر قام المتوفى بزواجه بامرأة ثانية من محافظة المنوفية وعندما علمت الزوجة الأولى بتلك الزيجة، أصرت على الانفصال منه ولكن رفض تطليقها.
ووفقا لما ورد بالتحريات التي أشرفها عليها المقدم محمد المعداوي رئيس مباحث حلوان، إن وقت حدوث الواقعة بدأت منذ قدوم زوجته ووالدها وأشقائها وبصحبتهم 3 آخرين، في تمام الساعة الحادية عشر من مساء أمس الثلاثاء إلى شقة المتوفى على سبيل حل الخلافات التي دارت بينه وبين زوجته وتطورت إلى التعدي عليه بالضرب المبرح وإهانته أمام طفله، الذي يبلغ من العمر 7 سنوات، لإجباره على الطلاق من زوجته وتوقيع إيصالات أمانة.
وتابعت التحريات أن أثناء حدوث المشادة الكلامية بين المتوفى وزوجته وحماة ونجليه و3 آخرين، حاول المتوفى توجيه رسائل استغاثات على الجروب الخاص بسكان العقار الذي يسكن فيه متضمنة: "يا جماعة أنا عندي بلطجية بالبيت.. محتاج حد يلحقني أرجوكم حد ييجي يقف معايا"، وبعد غضون دقائق قليلة من إرسالها وفوجئوا بالمتوفى يسقط من أعلى العقار بالطابق الخامس غارقا في دمائه، كانت بتوقيتها في تمام الساعة الرابعة عصرا، وأن ما أثير حول سرقة المتوفى 25 ألف جنيه من زوجته، عار تماما من الصحة، وأن هذا الشأن ادعته زوجته على خلاف الحقيقة لإرغامه بتوقيع إيصالات أمانة وإجباره على الطلاق منها.
وخضع المتهمون الـ7 أمام نيابة حلوان، للتحقيق معهم ولكشف ملابسات الواقعة، واستمعت النيابة لأقوال الطفل نجل المتوفى الذي فجَّر مفاجأة بشأن التحقيقات وأدلى بأقواله: "أنا شوفت أونكل عبدالله واللي معاه بيرموا بابا من البلكونة"، وما زالت التحقيقات مستمرة بشأن الواقعة للتأكد من وجود شبهة جنائية من عدمه، حيث اتهم محامي المتوفى أسرة الزوجة بالاستعانة بـ 3 بلطجية للتخلص من الضحية وإلقائه من الطابق الخامس، بسبب وجود خلافات أسرية كان آخرها بسبب زواجه بقرية الشهداء بالمنوفية.
وعندما بدأت جهات التحقيق استجواب زوجته الأولى، جاءت أقوالها على النحو الآتي:
قالت زوجة صيدلي حلوان أمام رجال التحقيق:" المتوفي جوزي، وأنا متجوزاه من 2016، وكان بيشتغل صيدلي في المملكة العربية السعودية، وأنا قعدت معاه في السعودية من 2016 إلى 2019، وأنا رجعت عشان ابني يونس كان كبر وأنا عندي شغل هنا، وكان فيه خلافات زوجية زي اللي بتحصل في كل البيوت زي مصروف البيت، وده حصل لما اكتشفت إن هو اتجوز عليا".
وأضافت الزوجة المتهمة:" أنا اكتشفت جوازه ده لما جه مصر وجالي يوم ۲۰۲۲/۹/۲۱ قالي إن هو اتجوز واحدة ثانية، وعرفت بعديها إن هو اتجوز من يوم ۲۰۲۲/۹/۱٦ وإنه كان على علاقة بواحدة من أربع شهور، وانا اتوجعت من اللي عمله ورافضة إن أنا أكون زوجة تانية، وقولتله هجيب بابايا ونقعد نحل القصة ديه وحددنا مواعيد كذا مرة وهو كان بيخلف، وأنا كنت بحسه إن هو متردد في موضوع إن هو يطلق التانية وكنت حاسة إن هو مش مقتنع بيها كزوجة، وأنا اتفقت مع أبويا إن هو هييجي تاني يوم الواقعة عشان يتكلم معاه ويشوفلنا حل في القصة ديه، وكان معاه أخواتي علي وعمر".
وتابعت المتهمة:" هما قعدوا يتكلموا مع بعض واتفقوا إن هو يطلقني، وهما ما اتفقوش والموضوع ابتدأ يتطور ما بينهم لدرجة إن هما ابتدوا يشتموا بعض بألفاظ بذيئة ويضربوا بعض، وهما كانوا بيزقوا في بعض ولما ابتدوا يضربوا بعض أخواتي ابتدوا يتدخلوا وضربوا ولاء عشان يدافعوا عن أبوهم عشان اتزق قدامهم على الكنبة، ومهاب جه وابتدأ برضه يزق ويسلك ما بينهم، وكل ده حصل في حوالي ربع ساعة لحد ما "محمد ع" جه، وهو فض الدنيا ما بينهم وقالهم نتكلم بهداوة، و"محمد ع" قعد يتكلم معانا عشان نهدي الدنيا لغاية ما الدنيا هديت خالص وسيف جه".
وأكدت:"جوزي ولاء كان مخضوض من الموقف بس محدش عمله حاجة، وعلاقتي الأثمة مع المدعو "محمد.ع" هو كان بيقولى بحبك على الواتس آب وانا كنت بقوله أنا ست متجوزة وقفلت الموضوع ده، وجوزي طلقني قبل كده لأن أنا كنت على علاقة بواحد وهو عرف فانفصلنا.. وعرف أهله بعد كده رجعنا بعد سبع شهور، والشخص ده اسمه محمود وكان فيه شات ما بينا على التليفون".
وقالت الزوجة المتهمة عن حوارها مع زوجها صيدلي حلوان المجني عليه:" إحنا كنا متفقين إن هو يطلقني ويديني حقوقي الشرعية، وإحنا دخلنا في الأوضة واتكلمنا مع بعض شوية، ولما دخلنا اتكلمنا في حاجات زوجية، وقالي إن أنا أطلق الزوجة الثانية، وهو كلمها في التليفون وقالها إنتي طالق لأنها ساكنة في المنوفية وكنت عايزها تيجي عشان يطلقها دلوقتي وهو طلقها قدامي أنا في التليفون، قالها إنتي طالق وهي سكتت وبعد كده قالت له ماشي يا ولاء وقامت قافلة، وبعد كده بعتنا نجيب أكل من بره وكان معايا "م .ع " ووالدي وولاء، وبعديها بحوالي نص ساعة وصل الأكل وساعتها حصل مشكلة، ولما أنا جيت أحاسب ملقتش الفلوس في الدولاب اللي كنت شايلاه تحت هدومي في دولابي، وهم 25 ألف جنيه، وهو مفيش في البيت غيري أنا وولاء، وواجهت جوزي إنه هو اللي سرقهم وهو قالي أنا معرفش حاجة عن الفلوس، وإحنا قعدنا بنزعق واتخانقنا مع بعض وصوتنا علي وبعد كده سألته أنت أخدت الفلوس؟ قالي لا وبعدها هدينا عشان أكل ابني.
وأضافت المتهمة زوجة صيدلي حلوان :"أنا طلعت لأبويا وم. ع، في الصالة علشان أكل ابني، وفجأة واحنا قاعدين سمعنا صوت هبدة، ومعرفش هو صوت هبدة عملت بوم، وأنا جريت عشان أشوف إيه اللي حصل، ووقفت في الشباك لقيت جوزي واقع في الأرض، وأنا لقيته واقع على الأرض والناس شلته وخدوه ودوه على المستشفى وإخوتي كانوا واقفين تحت، وأنا نزلت على البيت عند أمي عشان أودى ابني.. عشان ميشوفش منظر أبوه ده وقعدت أتابعه بالتليفون، وتواصلت مع والدي وأخواتي الاتنين، عشان اطمّن على جوزي، لحد ما لقيت ضابط مباحث جيه البيت عند والدتي".
ومع استمرار التحقيقات، استمعت النيابة العامة لأقوال الزوجة الثانية للمجني عليه، وتدعى "ريم سعيد محمد العسلي"، تبلغ من العمر 32 سنة، مقيمة في مركز الشهداء بمحافظة المنوفية، التي قالت: إنها قبل الواقعة تلقت من المجني عليه رسالة على الوتس آب في تمام الساعة 12.15 تقريبًا، تحتوي على استغاثة من الضحية مكتوب فيها "شوفي حد من أخواتك يعرف حد في قسم حلوان ضروري لأن حد جايبلي بلطجية".
واستكملت الزوجة الثانية لصيدلي حلوان، وبعد كده هو اتصل بيا وقالي أنه هيطلقنى وهيبعتلى قسيمة الطلاق وأنا حسيت أنه بيتكلم تحت ضغط، وقفل وكلمني تاني ونادى على مراته وقالها تكلمني عشان تتأكد أن أنا "ريم" وبعدها لقيت رقم غريب بيكلمنى ظهر لي على التروكولر أنه رقم شخص اسمه "حمدي رشوان" وبيقولي أنتي مين وبيتأكد أني ريم وسألني اتجوزتى "ولاء" أمتي وقولتله ولاء عندك أسأله فقالي أنا بجيب حق بنتي وقفل السكة وبعد كده ولاء اتصل بيا تاني وكأنه مضغوط وقالي أنتي طالق وقفل السكة.
وأضافت، كلمت والدته لقيتها رايحاله في الطريق والمغرب عرفت أن جوزي ولاء وقع من البلكونة، ومعرفش إذا كان هو وقع ولا حد وقعه لكن أنا بتهمهم أنهم السبب في أن جوزي وقع من البلكونة وده كل اللي أنا أعرفه.
وكشفت الزوجة الثانية لضحية حلوان، أنها لم يتم زواجها بشكل كامل من الصيدلي، وأنهم قاموا بعقد القران وإشهار الزواج فقط ولكنها لم تقم معه في منزل واحد.
وهذا ما جاء في نص تحقيقات زوجات المجني عليه "صيدلي حلوان"، الذي فقد حياته سواء مقتول أو منتحر بسبب قرار لا يلام عليه سواء صح أو خطأ في كل الأحوال هو لم يرتكب جرم في حق الشريعة الإسلامية.
ولكنه أجرم في حق نفسه حين قرر اللعب مع المرأة بامرأة أخرى، القرار الذي لم يستطيع احتساب عواقبه، حين قرر اللعب بالنار، وكانت النهاية لا قادر ولا فاجر ولكن مقتول فقد روحة بطريقة بشعة يشيب لها شعر الرأس وتقشعر لها الأبدان.