فرضت القضية الفلسطينية نفسها وبقوة في أول أيام القمة العربية، التي تعقد يومي الأول والثاني من نوفمبر بالجزائر، رغم القضايا الشائكة التي حضر قادة القادة ووزراء الخارجية العرب لطرحها.
وبدا ذلك في كلماتهم، التي شددوا فيها على مركزية القضية الفلسطينية، وأنه لا يمكن أن يعم السلام إلا باستعادة الحق الفلسطيني.
كانت القمة النعقدت تحت شعار "لم الشمل"، وناقشت مجموعة من الموضوعات المتعلقة بمستقبل العمل المشترك، ودفع الجامعة العربية قدما بما يحقق التكامل المنشود بين الدول العربية.
وانعقدت القمة وسط مناخ عالمي مليء بالتحديات؛ للبحث عن أفضل سبل التغلب على تلك التحديات؛ للعبور إلى مستقبل يخدم طموحات الشعوب العربية.
الأمن الغذائي وما يبتعه من أمن مائي واستثمارات وتقنيات حديثة في الزراعة والصناعة كان من أهم الملفات بجدول أعمال القمة العربية، بالإضافة إلى مستقبل التنمية الاقتصادية بالمنطقة وما تتطلبه من تضافر الجهود في سبيل رصد فرص التعاون والتكامل.
وفي كلمته أكد عبد المجيد تبون، رئيس الجزائر، عقب تسلم الجزائر لرئاسة القمة العربية، أنه في ظل الأوضاع الدولية الراهنة تبقى قضيتنا المركزية الأولى هي القضية الفلسطينية.
ودعا تبون إلى تشكيل لجنة اتصال عربية لدعم نيل فلسطين العضوية الكاملة بالأمم المتحدة، مشددا على تمسك القمة "بمبادرة السلام العربية باعتبارها الحل الوحيد للقضية الفلسطينية".
فيما شدد الرئيس التونسي قيس سعيد على أن القمة العربية تعقد في ظروف إقليمية ودولية بالغة التعقيد والحساسية، لافتا إلى أن شعار القمة "لم الشمل" يختزل ما نعيشه من شعور بضرورة تجاوز الأسباب التي أدت إلى أوضاعنا الحالية، ويمكننا تجاوز أسباب الفرقة والمضي قدما نحو مستقبل أفضل لأمتنا.
وأكد قيس سعيد أن الأمة العربية تمر بظرف دولي استثنائي وغير مسبوق من حيث حجم التحديات وتعدد أبعادها، خاصة أن جائحة كورونا والحرب الروسية والتغيرات المناخية كلها أزمات أربكت الأمة العربية.
كما أكد أنه لا يمكن أن يعم السلام إلا باستعادة الحق الفلسطيني، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، مؤكدا سنمضي قدما لترسيخ المصالحة وإبلاغ الصوت الفلسطيني الواحد للإنسانية كلها، ودعا لعقد جمعية عامة استثنائية للأمم المتحدة لمنح دولة فلسطين العضوية الكاملة في المنظمة الدولية.
أما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش فقال خلال كلمته بالقمة، إن موقف الأمم المتحدة واضح في هذا الشأن، وهو: يجب على السلام أن يتقدم، وهدفنا المشترك يبقى هو قيام دولتين تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن، وتكون القدس عاصمة لكلتا الدولتين.
ودعا جوتيريش إلى تقديم الدعم السخي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، لكونها أساسا للاستقرار الإقليمي في ظل الأزمة المالية التي تهدد وجودها وتؤثر على حقوق اللاجئين الفلسطينيين.
ومن المتوقع في قمة الجزائر أن يصدر عنها 7 قرارات رئيسية، ترتبط بدعم القضية الفلسطينية، والأزمات العربية في ليبيا واليمن وسوريا ولبنان والعراق والسودان، وإصلاح جامعة الدول العربية نفسها، ومكافحة الإرهاب، والموقف من سد النهضة الإثيوبي وغيرها.