صدمت صورة للرئيس البرازيلي، لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، الكثر في العالم، إثر الكشف عن فقده أحد أصابعه، وذلك عقب الإعلان عن فوزه بالانتخابات.
حيث تصدر لولا دا سيلفا السباق الرئاسي في البرازيل بفارق ضئيل عن الرئيس الحالي جايير بولسونارو، بنسبة 50.9 بالمائة من الأصوات مقابل 49.1 بالمائة لبولسونارو، ما يعني فوزه بولاية رئاسية تستمر لخمس سنوات حتى عام 2027.
وخلال كلمته في فندق "إنتركونتيننتال" في ساو باولو بعد الإعلان عن فوزه، بدا أن يده اليسرى تفقد إصبعًا.
وبدأت التساؤلات عن كيف حدث هذا؟، ومن خلال السطور القادمة سوف نوضح حقيقة الأمر.
تعرض لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، لقطع إصبعه الخنصر من يده اليسرى قبل عقود طويلة، وشرح الرئيس المنتخب في مقابلة مؤخرا كيف فقد إصبعه في حادث أثناء عمله كعامل مطبعة في مصنع عام 1964، عندما كان يبلغ من العمر 19 عامًا فقط.
وكان "لولا" في ذلك الوقت يصلح آلة عندما فقد زميله السيطرة على الآلة وسقطت على إصبعه وسحقته.
وقع الحادث في الساعة الثالثة صباحًا وقضى "لولا" الساعات العديدة التالية يحاول الحصول على مساعدة طبية.
وحين وجد هذه المساعدة كان الأوان قد فات، ولا بد من إزالة إصبعه بالكامل.
الأكثر من ذلك أن فقد لولا إصبعه أثناء العمل كان سببا في دخوله معترك السياسة.
بعد خبراته في العمل في مصانع المعادن طوال الستينيات وعدم حصوله على الحقوق التي يستحقها بعد الحادث، انضم لولا إلى نقابة عمال المعادن.
وفي عام 1969، انتخب كعضو مناوب وأظهر مهارة فائقة في الحشد والتفاوض مع أصحاب المصانع.
وفي الانتخابات التالية عام 1972، انتخب سكرتيرًا أولًا. وفي انتخابات عام 1975 انتخب رئيسًا لاتحاد العمال بنسبة 92 بالمائة من الأصوات.
لكن عمله لم يتوقف عند هذا الحد. ففي عام 1980، أسس لولا حزب العمال.
وشهد العام ذاته سجن لولا وعدد من قادة النقابات الآخرين بموجب قانون الأمن القومي، بعد سلسلة من الإضرابات، ليمضي لولا 31 يومًا في السجن.
لكن كثر حول العالم لم يكن يعرفون هذه القصة، ورمزية الإصبع المفقود والتي تشير إلى خروج لولا من الطبقة العاملة.
وبعد نشر صورة لولا التي تظهر فيها يده بدون هذا الإصبع، عقب انتخابه رئيسًا، لجأ البعض إلى الإنترنت للبحث عن الأسباب.
ويرى توم هارينغتون، المذيع في شبكة "سي بي سي" الإذاعية الإخبارية، أن إصبع لولا المفقود "أصبح رمزًا لخلفيته من الطبقة العاملة".
وغرد خوان فوريرو من صحيفة وول ستريت جورنال أن لولا "تربطه صلة شبه أسطورية بالطبقة العاملة في البرازيل وهو رمز لليسار في أمريكا اللاتينية".
وهذه ليست المرة الأولى التي يتولى فيها لويز إيناسيو لولا دا سيلفا منصب الرئاسة في البرازيل بل الولاية الثالثة له.
فقد شغل منصب الرئيس لولايتين متعاقبتين في الفترة من يناير/ كانون ثاني 2003 إلى ديسمبر 2010.
وخاض السباق الرئاسي مجددا عام 2018، لكنه لم يتمكن من خوض الانتخابات بسبب إدانته في تحقيق فساد واسع النطاق مرتبط بشركة النفط الحكومية، ليسجن على إثرها.
ودخل دا سيلفا السجن بالفعل لقضاء عقوبة 12 عاما لكن المحكمة العليا ألغت الحكم، متعللة بوقوع أخطاء إجرائية، ليطلق سراحه بعدها ويخوض الانتخابات الحالية ويفوز فيها.
ويعد دا سيلفا الشخصية المفضلة لدى الناخبين من النساء والفقراء والكاثوليك والمناطق الريفية شمال شرق البلاد، حيث تعهد خلال حملته الانتخابية "بحماية الديمقراطية وعودة البرازيل سعيدة مرة أخرى".