دشن، أمس الأربعاء، الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الكابل البحري الجديد Red2Med، المملوك بالكامل للشركة المصرية للاتصالات، والذي يبدأ من نقطة إنزال رأس غارب بمحافظة البحر الأحمر إلى محطة الإنزال فى مدينة بورسعيد بالبحر المتوسط عبر المسار الذهبي فى طريق المرشدين ICE، والذي يعد أقصر وأسرع مسار لنقل البيانات بين الشرق والغرب وأكثرها تأمينًا.
ورفع طلعت العلم المصرى لحظة وصول سفينة الإنزال البحرى إلى شاطئ رأس غارب؛ ليعلن بذلك نجاح عملية إنزال نظام الكابل البحرى الجديد Red2Med .
وقال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إن تدشين نظام الكابل البحرى الجديد Red2Med يأتى استكمالا للنجاحات التى تحققها مصر فى مجال الكابلات البحرية الدولية فى ضوء حرص وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على الاستثمار الأمثل للموقع الجغرافى المتفرد لمصر والذى يمنحها ميزة استراتيجية كبرى حيث تمرر عبر أراضيها أكثر من 90% من البيانات بين الشرق والغرب.
وأكد طلعت أن تنفيذ الكابل الجديد ومسار طريق المرشدين ظل حلم يراود قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لمدة 20 عاما وتم تنفيذه فى عام واحد فقط، كما أن إطلاقه اليوم واتاحته للدول التى تعتمد على مصر فى تمرير البيانات يعد خطوة وثابة فى تعزيز مكانة مصر الاستراتيجية فى هذا المجال.
وأضاف أن الجهود المبذولة فى تطوير البنية التحتية المعلوماتية أدت إلى تضاعف متوسط سرعة الإنترنت الثابت فى مصر لتصبح الأولى على مستوى قارة أفريقيا فى متوسط سرعة الإنترنت الثابت.
ومن جهته قال المهندس عادل حامد العضو المنتدب والرئيس التنفيذى للمصرية للاتصالات أن إنزال كابل Red2Med يعد خطوة فريدة من نوعها ونقلة نوعية فى مجال الكابلات البحرى تعزز مكانة مصر كمحور إقليمى لنقل البيانات بين الشرق الغرب” مضيفا “سعداء بتنفيذ هذا الكابل الذى يهدى للعالم مسارًا متميزًا لنقل البيانات هو الأقصر والأسرع والأكثر أمانًا” مؤكدًا على استمرار الشركة فى الاستثمار فى تطوير وتحديث بنيتها التحتية الدولية بما يعزز من كفاءة خدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى مصر والمنطقة.
ويحمل الكابل البحرى Red2Med الرقم 15 للشركة المصرية للاتصالات، ويتكون من ثلاثة قطاعات تتميز ببعدها عن المسارات العامة المعتادة ، حيث يبدأ جنوبًا من وصلة الفيسطون البحرية للبحر الأحمر التى تربط محطات الإنزال فى البحر الأحمر، رأس غارب والزعفرانة والسويس، ثم يمتد شمالا إلى مسار (ICE) على طول الضفة الغربية لقناة السويس بطول 200 كيلومتر ليربط بين محطة إنزال السويس 2 ومحطة إنزال بورسعيد 2، ليتصل أخيرا بوصلة الفيسطون البحرية للبحر الأبيض المتوسط التى من المقرر أن تربط بين محطات الإنزال فى البحر المتوسط، ليدعم بذلك اتصالاً دوليًا أفضل بين الشرق والغرب، ويصبح أقصر وأسرع المسارات التى تربط بين القارات الثلاث أوروبا وإفريقيا وآسيا.
يذكر أن الشركة المصرية للاتصالات قد خطت خلال السنوات الماضية خطوات واسعة نحو تطوير بنيتها التحتية الدولية والمحلية لتحافظ على ريادتها لسوق الاتصالات المصري، وفى الوقت نفسه تعزز من موقع مصر الاستراتيجى المتميز فى مجال الاتصالات إقليميا ودوليا حيث تستثمر على نطاق واسع فى البنية التحتية لأنظمة الكابلات البحرية لتوفير أقصر الطرق وأكثرها اعتمادية للربط بين آسيا وأفريقيا وأوروبا، وتعظيم الاستفادة من الموقع الجغرافى لمصر وتعزيز مركزها الاستراتيجى كنقطة ارتكاز إقليمية وعالمية لحركة البيانات وبوابة ربط لمنطقة أفريقيا والشرق الأوسط بأوروبا، مما يجعلها من الأسواق الواعدة فى مجال مراكز البيانات المتنامى بشكل سريع.
ومن أجل تحقيق هذا الهدف ضخت المصرية للاتصالات استثمارات ضخمة وصلت إلى نحو نصف مليار دولار خلال السنوات العشر الأخيرة، من أجل تعزيز وتطوير البنية التحتية الدولية من محطات إنزال ومسارات أرضية تربط بينها، كما استثمرت نحو نصف مليار دولار أخرى فى نفس الفترة لتوسيع نطاق شبكتها جغرافيا عن الطريق الدخول كعضو فى التحالفات الدولية المالكة للكابلات البحرية العابرة لجمهورية مصر العربية، ليصل إجمالى استثمارات الشركة فى البنية التحتية إلى أكثر من مليار دولار خلال السنوات العشر الأخيرة.
وكان افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسى لعدد من مشروعات تطوير البنية التحتية للاتصالات الدولية للشركة المصرية للاتصالات، ضمن الاحتفال بافتتاح عدد من مشروعات مصر الرقمية، تتويجا لكل هذه الجهود، وكان على رأس هذه المشروعات افتتاح مركز البيانات الدولى بالقرية الذكية وافتتاح محطات الإنزال فى رأس غارب والزعفرانة وسيدى كرير.