قالت شبكة CNN الأمريكية إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قلقة من أن يسبب قرار أوبك المحتمل بخفض إنتاج النفط أزمات رئيسية، وصفتها بأنها "كارثة كاملة" للولايات المتحدة.
وأكدت الشبكة أن لديها تسجيلات رسائل من إدارة بايدن، تصف التهديد بخفض إنتاج النفط بأنه "كارثة كاملة" تهدد البلاد، وأضاف مسؤول أمريكي آخر أن البيت الأبيض يعاني من "حالة من الذعر والهلع".
ووفقا لما نقلته الشبكة عن مصادر فإنه خلال الأيام القليلة الماضية، ضغط مسؤولون رفيعو المستوى في مجال الطاقة والاقتصاد في إدارة بايدن على مسؤولي الدول الحليفة في الشرق الأوسط، بينها الكويت والسعودية والإمارات، للتصويت ضد خفض إنتاج النفط.
فيما تحاول واشنطن إقناع الحلفاء في أوبك إعادة شراء ما يصل إلى 200 مليون برميل من النفط من شركائها، والتي ستُستخدم لإعادة ملء الاحتياطي البترولي الاستراتيجي الأمريكي.
ومن المقرر أن تجتمع دول "أوبك+"، اليوم الأربعاء، في فيينا؛ للنظر في إمكانية خفض إنتاج النفط بما يصل إلى 1-2 مليون برميل يوميا أو أكثر، في ظل انخفاض الطلب الناجم عن تباطؤ الأنشطة الاقتصادية في جميع أنحاء العالم.
يأتي الاجتماع مع وجود تقارير تؤكد أن المنظمة وحلفاءها، بما في ذلك روسيا، ستدرس خفض الإنتاج بأكثر من مليون برميل يوميا خلال الاجتماع.
وحال اتخاذ قرار بخفض إنتاج النفط، سيعكس ذلك مدى قلق مجموعة المنتجين من تباطؤ الاقتصاد العالمي في مواجهة تشديد السياسة النقدية بسرعة؛ حيث تسيطر مجموعة أوبك + على أكثر من 40% من إنتاج النفط في العالم،
ونظرا للتوقعات بمحاولة أوبك استعادة السيطرة على الأسعار، ارتفعت أسعار النفط إلى 4%، مع تداول العقود الآجلة لخام برنت القياسي عند نحو 88.60 دولار للبرميل.
وحذر محللون من أن الخفض المحتمل للإنتاج سيتسبب في ارتفاع أسعار النفط الخام بشكل كبير، ما يؤثر على البنزين؛ وبالتالي كل السلع والخدمات، معتبرين أن خفض إنتاج النفط مقدار مليون برميل يوميا من شأنه أن يرسل إشارة عالمية بأن "أوبك" تريد استعادة السيطرة على السوق، التي يُعتقد أنها انحرفت عن أساسيات العرض والطلب.
وفي الشهر الماضي خفضت "أوبك+" الإنتاج لأول مرة منذ جائحة كورونا، لكنها قلصته بحوالي 100 ألف برميل يوميا، وهو ما اعتبره محللون تحذيراً للسوق واللاعبين الخارجيين بأنهم قد يتخذون قرارات أكثر صرامة إذا تطلب الأمر ذلك، وهو ما تخشاه إدارة بايدن.