في مراقبة لمشهد انتخابات مجلس الأمة الكويتي، المقرر انطلاقها، غدا الخميس، يلاحظ أن الحملات الإعلامية والدعائية استخدمت أساليب وطرقا مستحدثة في التواصل مع الجمهور، لا سيما بعد الانتشار الواسع لمواقع التواصل الاجتماعي وأدوات الإعلام الجديد.
لا شك أن التطوير التكنولوجي انعكس على كل مناحي الحياة, بما فيها الحملات الانتخابية وطريق التواصل والتفاعل مع الناخبين والرأي العام.
في هذا السياق، قالت أستاذة علم الاجتماع السياسي بجامعة الكويت الدكتورة مرزوقة القويضي، لوكالة الأنباء الكويتية، إنه "كلما ارتقت أساليب الحملات الانتخابية التكنولوجية وخاطبت عقول الناس بالقول الواضح والإفصاح الصريح عن الفكر وطرق معالجة القضايا كلما ظهر ذلك على مخرجات الانتخابات".
وأشارت أن الإعلام التكنولوجي الحديث يؤدي الدور الأبرز والأكثر تأثيرا في إدارة العملية الانتخابية بأفضل نتيجة وأقل تكاليف ممكنة، مشيرة إلى أن "اتساع مساحة الدوائر الانتخابية جغرافيا، يدفع الناخب للاعتماد على الوسائل الإعلانية الذكية لضمان الوصول إلى قواعده الانتخابية، لتعذر زيارة جميع مناطق الدائرة والتواصل مع جميع الناخبين مباشرةً".
وأوضحت القويضي أن "مقاطع الفيديو الحماسية دخلت على خط برامج الحملات الانتخابية لتحفيز الناخبين وإثارة الحماس من أجل التصويت للمرشحين كنوع من الدعاية والإعلان"، مؤكدة أن "هذه المقاطع لها دور كبير في تعزيز مكانة المرشح أمام جمهور الناخبين وبث روح التنافس بين المرشحين".
وتابعت أن "فيديوهات الدعاية الانتخابية من أناشيد وأغان وشيلات حماسية (لون من الطرب الحماسي) تحمل رسالة إعلامية مختصرة وواضحة ومتنوعة وسهلة تلامس وجدان الناخبين وتثير اهتماماتهم وتبين المقصد والهدف من عملية الترشيح.
وأشارت كذلك إلى الدعايات الانتخابية الخاصة بمشاهير التواصل الاجتماعي الذين حصروا الإعلانات لديهم في مشاركة المرشح عبر مقاطع من برامج حوارية على موقع "يوتيوب"، في حين فضل بعض المرشحين التواصل مع الناخبين ومتابعيهم عبر حساباتهم الشخصية بصورة حية في "سناب.شات" لمحاورتهم والرد على الاستفسارات.
وفي سياق متصل، قال أستاذ الإعلام بجامعة الكويت الدكتور خالد القحص إن تكنولوجيا التواصل جعلت "الصورة تغني عن الندوة" في التأثير، مؤكدا أن "التغير الكبير في أدوات وأساليب الدعاية انعكس على قرار الناخب"، مبينا أن "معظم المرشحين الشباب والعاملين معهم هم الأكثر استخداما للوسائل الإعلامية الجديدة".
وتابع القحص لبعض الوسائل الإعلامية المبتكرة المستخدمة في الحملات الانتخابية مثل "بودكاست"، الذي يسمح للمرشح بعرض أفكاره من خلال تسجيل صوتي ينشره على مختلف المنصات، و"الباركود" الذي يمكن الناخب من الاطلاع على البرنامج الانتخابي والرسائل الإعلامية الخاصة بالمرشح أو شعاره بضغطة زر، وهو أمر مستحدث لم يستخدم في الانتخابات البرلمانية الكويتية من قبل.
من جانبه، قال أستاذ الإعلام في كلية الآداب بجامعة الكويت الدكتور أحمد الشريف إن "الإعلام التكنولوجي الحديث محرك لا يستهان به في التأثير على الرأي العام، وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي تسيطر على الحملات الانتخابية وتتصدر، بسبب توجه المجتمع إلى استخدامها ومتابعتها لأنها الأسرع والأسهل والأقل تكلفة".
وأوضح الشريف أن "المرشحون يستخدمون أدوات إعلامية جديدة غيرت المشهد الإعلامي بشكل ملفت، وعلى سبيل المثال فقد نافس يوتيوب بقوة وتفوق على التلفزيون وحصدت قنوات المرشحين على مشاهدات كبيرة وساعدت الكثير من الناخبين على حسم توجهاتهم".
وأضاف أنه حتى أسلوب العرض للندوات الانتخابية اتخذ شكلا متميزا لاسيما عند المرشحين الشباب الذي استخدموا تقنيات إلكترونية مبهرة في عرض أفكارهم الانتخابية خلافا للحملات الانتخابية قبل بضع سنوات حيث كان الطابع التقليدي من الخطابة الانتخابية هو السائد.
وبين أن الانتخابات أتاحت الفرصة أمام الشباب الكويتي الذين يتمتعون بالوعي والعلم والمعرفة في عالم التكنولوجيا، ومن خلال هاتف ذكي وميكرفون لاسلكي وشبكة إنترنت توفير خدمة النقل الحي والمباشر للندوات السياسية على موقع "تويتر" بجودة عالية الدقة وأصبحت في متناول آلاف الناخبين للاطلاع عليها.
وأوضح الشريف أن "الإعلانات الرقمية" تعد اليوم السلاح الدعائي الأقوى بيد المرشحين، نظرا لاهتمام مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي "السوشيال ميديا" بالمحتوى المرئي مثل الصور والفيديوهات لانتشارها السريع عبر الأجهزة الذكية، باعتبار أنها أقل كلفة وتحقق جماهيرية عالية.