يصادف اليوم الاثنين 1 أغسطس، ذكرى رحيل الفنان سعيد صالح، الذي أسعد محبيه بأعماله الفنية الكوميدية، والتي ترك بصمة مميزة في وجدان جمهوره من خلال مشواره الفني.
وعندما نتأمل تجربة هذا الفنان الاستثنائي، نجد أنها غنية فنيا، ومليئة بالدراما والشجن، إذ قضى أجمل أيام عمره في السجن، وذاق معنى الاحتياج وأوجاع المرض.
ولد سعيد صالح، وسط أسرة متوسطة الحال، كان والده يعمل موظفاً بسيطاً في شركة الغاز، وبالرغم من صعوبة الظروف، أهتم بتعليمه.
وأدرك سلطان الكوميديا قيمة ما يفعله والده من أجله، لذا اجتهد في كل مراحل الدراسة، وحصل سعيد صالح، على ليسانس الآداب من جامعة القاهرة، وكان من الممكن أن يعمل موظفاً في إحدى المصالح الحكومية، لكنه رفض وقرر أن يطلق العنان لروح الفنان الكامنة بداخله، ومن أجل أن يتحول الحلم لواقع، طرق أبواب المسارح، وابتسم له الحظ عندما وجد فرصة في مسرح التلفزيون.
ونجح في استثمار الفرصة في مسرحية بعنوان "كفر أبو مجاهد" والتي تم إنتاجها 1963، واستطاع أن يلفت الأنظار بأدائه السهل وخفة ظله، ما دفع منتجي التلفزيون للرهان عليه وترشيحه للعمل في مسلسل بعنوان "هارب من الأيام" والذي حقق نجاحا كبيرا وقت عرضه.
لمع اسم سعيد صالح، وانهالت عليه العروض للعمل في السينما، وشكّل مع الزعيم عادل إمام ثنائي فني من العيار الثقيل، وقدما معاً أفلاماً مهمة، وتعد علامات بارزة في تاريخ السينما المصرية مثل "المشبوه".
كما اجتمعا معاً على خشبة المسرح في مسرحية "مدرسة المشاغبين" التي حققت نجاحاً كبيراً، وما زال صداها يملأ الدنيا حتى الآن.
وعلى مدار مسيرته الفنية والتي تجاوزت 50 عاماً، قدم الفنان سعيد صالح ما يزيد عن 300 عمل فني، تنوعت ما بين المسرح والسينما والدراما التلفزيونية والإذاعية.
عاش سلطان الكوميديا، من أجل رسم البسمة على وجوه الناس، إلا أن حياته كانت لوحة من الأحزان، عرف فيها طعم الحبس، وتلقى كلمات لوم كثيرة من الجمهور الذي أحبه، وكان يسأله دائما لماذا لم تحقق نفس مجد وشهرة صديقك عادل إمام؟.
وظل هذا السؤال يطارده ويشعره بالعجز حتى رحل عن الحياة في 1 أغسطس عام 2014، بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز 76 عاماً.
في مقابلة تلفزيونية مع الإعلامي عمرو الليثي، تحدث الفنان سعيد صالح عن تجربته في السجن قائلا: لست نادما على هذه التجربة، دخلت السجن مرتين، وسعيد بالتجربة، لأنني تعرفت على ناس حلوة، كانت كل مشكلتهم إنهم داخل السجن، ولا أبالغ إذا قلت إنني عشت أجمل أيام عمري في السجن".
تم حبس الفنان سعيد صالح بسبب خروجه عن النص في مسرحية تحمل اسم "لعبة اسمها الفلوس" التي أطلق خلالها جملة تحمل إسقاطاً سياسياً، وقيل وقتها إنه تعمد السخرية من رؤساء مصر، وصدر ضده حكم بالحبس لمدة 6 شهور.
وفي عام 1991 تعرض سعيد صالح للسجن مرة أخرى بتهمة تعاطي مخدر الحشيش، و تم الإفراج عنه لعدم كفاية الأدلة، ولكن في عام 1996 عاد مرة أخرى للسجن بالتهمة نفسها، وصدر الحكم بحبسه لمدة عام.