تعد الحرب العالمية الثانية، أشرس حرب في التاريخ العسكري الحديث، لما حدث خلالها من معارك دامية، أسفرت عن قتل الملايين، وتميزت تلك الحرب، بمعاركها الضارية المكيرة، وكذلك مواقفها الطريفة.
وتمكنت مدينة ألمانية تسمى كونستانز، تقع على الحدود مع دولة سويسرا، من حماية نفسها من قصف طيران الحلفاء، بحيلة حملت طابع الذكاء ومكر الثعالب.
كانت تقوم المدن الألمانية في تلك الفترة، عند تعرضها إلى قصف من طيران الحلفاء، بإطفاء الأنوار والمصابيح،وتأمين نفسها عن طريق تجهيز القدر الكافي من القنابل، إلا أنه وفي هذه المرة, قام سكان مدينة كونستانز الالمانية، بزيادة إضاءة المصابيح والأنوار، بشكل زائد عن الحد الطبيعي التي تضاء فيه.
وتمكن سكان مدينة كونستانز، من حماية أنفسهم والمدينة من قصف طيران الحلفاء، حيث اعتمد السكان على قرب المدينة من حدود دولة سويسرا، التي كانت تلتزم الحياد، بين دول الحلفاء ودول المحور، طرفي الحرب، فحرص سكان المدينة، على إنارة جميع المصابيح المتوافرة بالمدينة، حتى يظن طيران الحلفاء أن كونستانز مدينة تابعة لسويسرا، فلا يقصفونها.
ونجح السكان بتلك الحيلة في تضليل طيران الحلفاء، وحرمانه من قصف المدينة، التي كانت تحوي أهم المصانع الحربية الألمانية، المصنعة لرادارات السفن والغواصات الحربية.