نظرت محكمة جنايات المحلة الكبرى بمحافظة الغربية الدائرة الثالثة، برئاسة المستشار سامح عبد الله، وعضوية المستشارين محمد شاهين، وعاصم الدسوقي ومحمد مرتضي، محاكمة مالك عقار متهم بقتل مستأجر شقة بمنزله، بعد أن سدد له طعنة نافذة بالصدر أودت بحياته والتعدي عليه بعصا خشبية، بسبب الخلاف على قيمة الإيجار ومبلغ التأمين والبالغ إجماليهم 750 جنيها.
وبدأت الجلسة بتلاوة أمر إحالة المتهم "أحمد.ع.ي.ا" في القضية رقم 1539 لسنة 2022 جنايات قسم ثالث المحلة، والمقيدة برقم 121 كلي شرق طنطا، لقيامه بقتل عصام محمود شعبان عمدا مع سبق الإصرار والترصد بأن بيت النية وعقد العزم على قتل المجني عليه مستخدما عصا خشبية وسكين وما أن ظفر به ألقى العصا الخشبية صوبة استقرت برأسه فلاذ منه بالفرار على درج مسكنه فتتبعه مستلا سكين وما أن لحق به باغته بطعنة بمنطقة الصدر أودت بحياته.
وقدم ممثل النيابة العامة مرافعته في القضية، والتي استهلها بالاستشهاد بقول الله تعالى: ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما.
كما أكد خلال مرافعته بأن الله عز وجل أوصى بالإحسان للجار، كما أوصت السنة النبوية المطهرة بألا يؤذي الجار جاره ويحسن معاملته، وأن المتهم أبى أن ينصاع لما أمرنا به الله في كافة الشرائع التي انزلها وغواه الشيطان وصاحبه لارتكاب جريمة شنعاء وقتل المجني عليه بدم بارد، والذي كان يسكن بالطابق الذي يعلو سكن المتهم.
وتابعت مرافعة النيابة العامة بأن المجني عليه وزوجته أرادا ترك السكن في منزل المتهم وتدخلت زوجة المجني عليه لمحاولة استجداء المتهم لرد مبلغ الإيجار والتأمين وحاول المتهم التعدي عليها وأبي المجني عليه لفعلته واشتد بينهما الحديث، فحاول المتهم التعدي بزوجة المجني عليه وتدخل زوجها وسرعان ما صعد المتهم لسطح منزله واحضر عصا خشبية وألقاها على المجني عليه وأصابه بجرح بالرأس وحاول القتيل الهرب وهو ينزف دما ولم يكتفي المتهم بذلك بل ذهب مسرعا لشقته وأحضر سكينا وطعن به المجني عليه وأراده قتيلا، قاصدا الخلاص من المجني عليه لاستكمال أركان جريمته.
وأضاف ممثل النيابة العامة أن المتهم كانت لديه نية القتل وقد تخمرت واكتملت كافة نواحيها لديه، وتمثل ذلك في تعديه على المجني عليه بعصا خشبية، ولم يكتفي بما نتج عنها من جرح وإنما لم يقبل المتهم بغير النتيجة التي ابتغاها عند بدنه في التعدي على المجني عليه إلا وهي إزهاق روح المجني عليه.
واختتمت النيابة مرافعتها بقول لقد جفت الأقلام وطويت الصحف وجاءت الأدلة المتساندة بقول الفصل في تلك الفجيعة المؤلمة جاءت عالية مدوية لتعلن بكل وضوح أن المتهم القابع خلف القضبان مذنب بجرمه حتى النخاع.
وخاطبت النيابة العامة المجتمع بإعمال العقل والتدبر في الأفعال وترقب العواقب، وأن دماء هذا الوطن تسيل هباء، فأصبح القتل فينا وباء.