تتعامد الشمس، اليوم الجمعة، للمرة الثانية والأخيرة، على الكعبة المشرفة، على أن يكون التعامد المقبل في مايو من عام 2023.
وكشفت الجمعية الفلكية بجدة فى تقرير لها أن التعامد الثاني يحدث مع عودة الشمس "ظاهريا" قادمة من مدار السرطان متجهه جنوبا إلى خط الاستواء، حيث ستتوسط خط الزوال عندما ستكون على إرتفاع (90 درجة) تقريباً، وستصبح على استقامة واحدة مع الكعبة المشرفة التى سيختفى ظلها وقت أذان الظهر في المسجد الحرام عند الساعة 12:27 ظهراً (9:27 صباحاً بتوقيت جرينتش).
ويعود سبب ظاهرة تعامد الشمس فوق الكعبة المشرفة إلى ميل محور دوران الأرض بزاوية قدرها 23.5 درجة والذي يؤدي إلى إنتقال الشمس "ظاهريا" بين مداري السرطان شمالاً والجدي جنوبا، مرورا بخط الاستواء أثناء دوران الأرض حول الشمس مرة كل سنة.
إن المناطق الواقعة في خطوط عرض أقل من 23.5 درجة شمالاً أو جنوباً كلها تشهد هذا الحدث مرتين في السنة، ولكن في أوقات مختلفة تعتمد على خط عرض ذلك المكان وتتصف به أماكن من الكرة الأرضية محصورة بين خط الاستواء ومداري السرطان والجدي.
وأبرز استخدام لهذه الظاهرة الفلكية هو تحديد الاتجاه نحو القبلة في المناطق البعيدة عن مدينة مكة في الدول العربية والإسلامية وكافة المناطق التي تكون فيها الشمس فوق الأفق، فمن خلال إستخدام شاخص مثبت بشكل عمودي وبمراقبة ظله لحظة التعامد فإن الاتجاه المعاكس لامتداد الظل يشير مباشرة نحو مكة بدقة توازي دقة التطبيقات الرقمية للهواتف الذكية.
وتستخدم ظاهرة تعامد الشمس أيضا في حساب محيط الكرة الأرضية بطريقة غير رقمية، وذلك باستخدام بعض الطرق البسيطة في علم الهندسة، وهي تدل ايضا على كروية كوكبنا.
جدير بالذكر أن الشمس ستعود وتتعامد مرة أخرى على الكعبة المشرفة أثناء حركتها الظاهرية وانتقالها من خط الاستواء إلى مدار السرطان في مايو العام المقبل 2023.