صرح صلاح السكري الخبير الدولي في العلاقات الاقتصادية والاجتماعية، إن المشروع القومي لتخزين النفط الذي كلف الرئيس عبد الفتاح السيسي بتدشينه في مايو 2021 وبدأ تخزين البترول الخام بالمستودعات الاستراتيجية في الصحراء الشرقية في شهر ديسمبر من نفس العام؛ أثبت الرؤية الثاقبة للرئيس السيسي والتي سبقت الأزمة الاقتصادية العالمية، خاصة بعد تأكيد المفوضية الأوروبية منذ يومين أن الشتاء القادم سيكون شتاء شديد بسبب قلة المواد النفطية.
كما قال السكري خلال مكالمة هاتفية تليفزيونية اليوم الأحد أن المشروع القومي لتخزين النفط والذي يجعل مصر ضمن أكبر الدول تخزيناً للنفط في المنطقة العربية بعد المملكة العربية السعودية والإمارات وعمان، بإجمالي أكثر من 30 مليون برميل بمستودعات الصحراء الشرقية يُساهم بشكل كبير في تحقيق الاكتفاء الذاتي من البترول والتوسع في إنشاء المستودعات وتحول مصر إلى مركز إقليمي لنقل وتداول المواد البترولية.
يقع المشروع في منطقتا رأس غارب ورأس شقير شمال البحر الاحمر لإقامة 12 خزانًا ضمن أحد أكبر المستودعات لتخزين النفط الخام فى مصر والشرق الأوسط، وذلك من بين 4 مناطق بالصحراء الشرقية، بإجمالى 24 خزانا.
وأوضح الخبير الدولي في العلاقات الاقتصادية والاجتماعية، أن هذا المشروع يُشكل ضمانة من أي اضطراب محتمل في الإمدادات، وهذا مهم للمستهلكين في ظل وجود توترات جيوسياسية في المنطقة بسبب سلوك إيران غير المنضبط في المنطقة، مشيرا إلى أن المشروع القومي لتخزين النفط تكمن أهميته في أنه إنجاز كبير جدًا لمصر وكان يتطلب تدشينه منذ عقود؛ لأننا شاهدنا أهمية أن يكون لدينا مخزون استراتيجي من البترول والطاقة خاصة في أوقات الحروب التي نعيشها حاليًا والإرتفاع المستمر في المواد البترولية والأسعار.
وكشف السكري، عن أن الأزمات العالمية أثبتت أن مخزون البترول والطاقه أهم من احتياطي الذهب والنقد الأجنبي؛ لأننا شاهدنا دول كثيرة لديها احتياطي كبير من الذهب مثل لبنان ومع ذلك لديها أزمة اقتصادية مدمرة؛ ولذلك أثبتت القيادة السياسية أن مخزون النفط والطاقة مهمين جدا للحفاظ على الأمن القومي لأي دولة ومن الممكن للدولة أن تستخدمهم وقت اللزوم خصوصًا في الأوقات التي تشهد نقص المعروض من البترول أو إرتفاع سعره.
وأكد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي إستطاع السيطرة على الأمور وإختيار الأوقات المناسبة لإتخاذ القرارات الحكيمة مهما تكن صعوبتها، ورغم رهان الكثيرين وإقرارهم بأن هذه القرارات تُمثل النهاية له، إلا أنه كان المنتصر دائمًا، وخلال فترة زمنية قصيرة استطاع قلب كل الموازين رأسا على عقب،واكتسب ثقة كل رؤساء الدول والمنظمات والهيئات الدولية، وحول التراجع الاقتصادي إلى مرحلة نمو وإزدهار، وقضى على الكثير من المشكلات المزمنة في مصر وحولها إلى نقاط قوة.