أكد الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، أن العالم مقبل على تحدٍّ هائل في سوق العمل، يتمثل في حاجة نحو مليار فرد من القوى العاملة إلى إعادة تأهيل مهاراتهم بحلول عام 2030، نتيجة للتطور السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي ,مشيرًا أن تجاهل هذه الفجوة قد يتسبب في خسائر اقتصادية ضخمة تصل إلى 30 تريليون دولار من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها عبدالغفار تحت عنوان «الثورات الصناعية والرعاية الصحية»، ضمن فعاليات زيارته الرسمية إلى المملكة العربية السعودية، بحضور الدكتور فهد بن عبدالرحمن الجلاجل، وزير الصحة السعودي، وعدد من كبار المسؤولين في القطاع الصحي بالمملكة.
واستعرض عبدالغفار في مستهل كلمته نبذة موجزة عن تطور خدمات الرعاية الصحية، بدءً من اكتشاف لقاح الجدري في القرن التاسع عشر، مرورًا بإجراء أولى محاضرات التشريح العملي لطلبة الطب باستخدام جثة بشرية في عام 1837، وصولًا إلى تأسيس كلية طب قصر العيني عام 1925 التي شكلت نقطة انطلاق للرعاية الصحية الحديثة في مصر.
وأشار إلى أن المرحلة المقبلة في القطاع الصحي ستشهد تغييرات جوهرية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، والرعاية الشخصية الموجهة، والمستشفيات الذكية، بالإضافة إلى الانتشار المتزايد لتقنيات التشخيص عن بُعد، مما يتطلب منظومة متكاملة قائمة على التحول الرقمي وتحليل البيانات.
وأوضح الوزير أن مستقبل الرعاية الصحية لن يكون تقليديًا كما عهدناه، بل سيتحول إلى نموذج متطور يضع المريض في قلب العملية الصحية، ويرتكز على الابتكار والتعاون بين المؤسسات، مع توظيف الأدوات الرقمية المتقدمة.
وتناول عبد الغفار أبرز التحديات التي تواجه العاملين في المجال الصحي، بدءً من الأزمات الصحية العالمية، ونقص الكفاءات البشرية، وصولًا إلى قضايا الخصوصية وأمن البيانات، وارتفاع تكاليف العلاج، فضلًا عن الحاجة إلى سياسات عادلة تضمن العدالة والمساواة في تقديم الخدمة.