يستضيف منتخب إسبانيا ضيفا ثقيلا وهو نظيره البرتغال ، يوم الخميس، في مستهل مشوارهما ببطولة دوري الأمم الأوروبية في نسختها الثالثة.
وأسفرت قرعة دوري الأمم عن وقوع إسبانيا والبرتغال في المجموعة الثانية رفقة التشيك وسويسرا.
وسيعود الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو للعب في الأراضي الإسبانية من جديد، بعدما أمضى 9 سنوات من مسيرته هناك بقميص ريال مدريد.
وسبق لصاحب الـ37 عاما مواجهة المنتخب الإسباني في مناسبات عديدة، شهدت مجموعة من اللحظات المميزة والحزينة بالنسبة له .
البصق على الكاميرا
اصطدم منتخب البرتغال بنظيره الإسباني في بطولة كأس العالم 2010، وبالتحديد في دور الـ16، لينجح "الماتادور" في إقصاء رفاق رونالدو من الدور الثاني بعد الفوز بهدف دون رد.
لم يتمالك رونالدو نفسه بعد انتهاء المباراة، حيث بدا غاضبا من الإقصاء المبكر لمنتخب بلاده، حينما اقتربت الكاميرا منه لرصد رد فعله عقب الهزيمة.
ونظر "الدون" إلى الكاميرا آنذاك، قبل أن يبصق على الأرض في اتجاه المصور، مما عرضه لانتقادات بالغة لعدم قدرته على التحكم في انفعالاته.
جنون رونالدو
بعد نحو 5 أشهر من توديع المونديال مبكرا، سنحت الفرصة للبرتغال لمواجهة إسبانيا مجددا في مباراة ودية جمعت بينهما باستاد النور بمدينة لشبونة.
وشهدت تلك المباراة لحظة إبداعية استثنائية قدمها رونالدو أمام الجميع بعدما تلاعب بالمدافع الإسباني جيرارد بيكيه، وطرحه أرضا بمهارته، قبل أن يضع كرة ساقطة من فوق الحارس إيكر كاسياس.
وبينما كانت الكرة في طريقها إلى الشباك، تدخل الجناح البرتغالي لويس ناني وقرر تأكيد الهدف بتوجيه الكرة برأسه إلى داخل المرمى.
لكن تدخل ناني دفع الحكم المساعد لرفع رايته، مشيرا إلى تسلل زميل رونالدو، مما تسبب في جنون "الدون" وانفعاله بغضب على زميله، الذي أفسد عليه هدفا استثنائيا.
وألقى قائد البرتغال آنذاك بشارة القيادة على الأرض من فرط انفعاله، لكن ذلك لم يمنع منتخب بلاده من اكتساح "اللاروخا" برباعية نظيفة.
انتظار بلا جدوى
تجدد الموعد بين المنتخب البرتغالي ونظيره الإسباني مجددا، لكن في بطولة يورو 2012، وكان هذه المرة في الدور نصف النهائي.
الفريقان صمدا أمام بعضهما طوال الوقت الأصلي ومن بعده الإضافي، لتنتهي المباراة بالتعادل السلبي، مما أدى لذهابهما إلى ركلات الترجيح.
وفضل رونالدو آنذاك الانتظار لتسديد الركلة الخامسة لمنتخب البرتغال، أملا في ترجيح كفة فريقه بالركلة الحاسمة.
لكن رياح ركلات الترجيح أتت بما لا تشتهي سفينة رونالدو المنتظرة للحظة الحسم، حيث فشل زميلاه جواو ماتينيو وبرونو ألفيس في تنفيذ ركلتين، بينما أضاع منتخب إسبانيا الركلة الأولى فقط.
وبمجرد تنفيذ سيسك فابريجاس الركلة الخامسة للماتادور، لم يكن الفريقان حينها بحاجة لانتظار ركلة البرتغال الخامسة، ليطلق الحكم صافرته بفوز إسبانيا (4-2).
حينها ضاعت الفرصة على رونالدو للمشاركة في ركلات الترجيح، بعدما فوت عليه زملائه فرصة تنفيذ الركلة الخامسة بإضاعة ركلتين، لتودع البرتغال البطولة من المربع الذهبي.
ركلة خادعة
انتظر الهداف التاريخي لكرة القدم 4 سنوات لملاقاة إسبانيا مجددا، ليعود للاصطدام به في كأس العالم للمرة الثانية، وذلك في روسيا 2018.
وشهدت بداية المباراة إثارة بالغة بعدما تحصل رونالدو بنفسه على ركلة جزاء عقب مرور أقل من 4 دقائق على انطلاق اللقاء.
وانبرى ابن ماديرا لتنفيذ الركلة بنفسه، في الوقت الذي حاول فيه زميله السابق في ريال مدريد، سيرجيو راموس، وديفيد سيلفا، توجيه الحارس الإسباني ديفيد دي خيا للزاوية التي سيسدد فيها قائد البرتغال.
ووجه راموس وسيلفا زميلهما الحارس نحو الزاوية اليمنى له، لكن رونالدو خدعهم جميعا وسدد الكرة على يسار دي خيا، الذي ارتمى في الزاوية المقابلة، استجابة لتوجيهات زميليه، ليتقدم للبرتغال بهدف مبكر.
هاتريك للتاريخ
خداع رونالدو لزميليه السابق والحالي، لم يكن الأكثر تميزا في تلك الليلة، بعدما نجح في صعق منتخب إسبانيا بثلاثية "هاتريك" ستظل عالقة في ذكرى عشاق كرة القدم ومحبي كأس العالم.
واستطاع رونالدو أن يتقدم مرتين للبرتغال، لينتهي الشوط الأول (2-1) لصالح أبطال يورو 2016.
لكن المنتخب الإسباني عاد للمباراة في غضون 3 دقائق بالشوط الثاني بتسجيله هدفين متتاليين، لتصبح النتيجة 3-2 لصالح الماتادور.
واستمر تقدم الإسبان حتى قبل نهاية الوقت الأصلي بدقيقتين، حينما تحصلت البرتغال على ركلة حرة في الدقيقة 86 بعد مخالفة ارتكبها جيرارد بيكيه ضد رونالدو نفسه.
واستغرق تنفيذ الركلة الحرة دقيقتين، لينجح رونالدو في إرسال تسديدة دقيقة استقرت داخل شباك دي خيا، الذي اكتفى بالنظر إلى الكرة وهي في طريقها نحو المرمى.
وأنقذ كريستيانو رونالدو فريقه حينها من الخسارة بتسجيله أول هاتريك في مسيرته بالمونديال، لتنتهي المباراة بتعادل مثير بنتيجة 3-3.