باتت حالات الانتحار من الظهور المنتشرة في الآونة الأخيرة، بشكل لافت خاصة بين الفتيات القاصرات في الريف المصري، وذلك لتوافر حبوب الغلال السامة لديهم، وسهولة حصولهم عليها وسعرها الضئيل.
تعرض أغلب الفتيات القاصرات للإبتزاز الإلكتروني،هو الدافع الأساسي للهروب من مواجهة الأهل والمجتمع، وشراء الحبة القاتلة والموت السريع.
أبكت الطالبة"بسنت خالد"من مركز كفر الزيات محافظة الغربية،والبالغة من العمر 17 عاما، رواد مواقع التواصل الإجتماعي،وتضامن معها فناني مصروالوطن عبر صفاتحهم الشخصية ،بعد تعرضها للإبتزاز الإلكتروني،وعدم قدرتها على مواجهة المجتمع،وقامت بشراء حبة الغلة القاتلة،وفارقت الحياه بعد تناولها الحبة بعدة ساعات.
تصدرت محافظة البحيرة محركات البحث على مواقع التواصل الإجتماعي، بعد انتحار ثلاث فتيات من عائلة واحدة في مدينة كفرالدوا،بعد تناولهم حبوب الغلة السامة، وذلك هروبا من أزمات نفسية كان سببها مشاكل عائلية دفعهن للتخلص من حياتهن.
عبرت إحدى ضحايا حبوب الغلال القاتلة عبر منصات التواصل الإجتماعي، عن مرورها بأزمة نفسية، وأنه لا يوجد من المحيطين من يشعر بها،أو يهتم بما تمر به من ضائقة نفسية.
تناولت ربة منزل في العقد الثالث ،من مركز الشهداء بمحافظة المنوفية،أقراص الغلال السامة بعد الخلافات الزوجية الدائمة،وقالت السيدة عبر صفحتها الشخصية على منصات التواصل الإجتماعي،أنه لا يوجد من يشعر بها ولا من يحنو عليها،وخلافها الدائم مع زوجها ،وصعوبة إيجاد حلول لإنهاء ما يحدث بينهم من خلافات،وتناولت الحبة القاتلة وتوفيت فور وصولها لمستشفى شبين الكوم.
أنهت سيدة فى قرية فرهاش التابعة لمحافظة البحيرة حياتها وحياة طفلتها،وتناولها أقراص الغلة السامة، بعد مرورها بأزمة عاطفية وهجر زوجها لها، ورفضه رجوعها لحياته مرة أخرى، وتأكيده لها بتطليقها بعد نهاية عيد الفطر مباشرة.
حاولت السيدة الصلح معه ولكن مع إصرار الزوج بإنهاء العلاقة الزوجية، دخلت السيدة فى حالة نفسية سيئة،ومع إقترب موعد تطليقها أطعمت طفلتها التي تبلغ من العمرعامين من حبة الغلال السامة،وبعد تأكدها من وفاة طفلتها تناولت هي الأخرى الحبة لتلقى حتفها.
لفظ شاب عشريني من قرية بيت علام بمركز جرجا التابعة لمحافظة سوهاج أنفاسه الأخيرة بعد تناوله أقراص الغلال القاتلة، وذلك بعد رفض والده خطبته لفتاه من أهل قريته.
قررت فتاتين في مركز الشهداء التابعة لمحافظة المنوفية،إنهاء حياتهم في أول أيام عيد الفطرالماضي بعد تناول أقراص الغلال السامة، وذلك لتعنيف والديهم لهما بسبب تراجع مستواهم الدراسي لهما، وأكد والدهما أنه كان يعنفهم من أجل الحصول على دراجات أعلى فى الثانوية العامة، ولم يتخيل بأنهم يتخلوا عن حياتهم.
لقي طالب من قرية ميت شهالة،التابعة لمركز الشهداء بمحافظة المنوفية، 17 عاما في الصف الأول الثانوي حتفه بعد تناوله أقراص الغلال القاتلة،وذلك لمروره بأزمة نفسية بسبب إنفصال والديه،وتنمرزملائه عليه بعد تدني مستواها الدراسي,وعدم تحمله بعد والديه عنه.
وقال مسؤول بمديرية الصحة في البحيرة في تصريحات صحفية له، إن مستشفيات البحيرة تستقبل ما بين 10 إلى 15 حالة تسمم بأقراص حفظ الغلال فقط شهريا، وأكد صعوبة نجاة الحالة بعد مرور 4 ساعات على ابتلعها الحبوب.
ونصح المسئول، الأسر الريفية بالاحتفاظ بزيت "البرافين" وإعطائة للحالة فور علمهم بتناول الحالة أقراص الغلال،مؤكدا أن العلاج الرئيسي لعلاج حالات التسمم هو عمل غسيل المعدة بزيت البرافين وبعد الغسيل إستكمال باقى الأعراض.
ونشرت منظمة الصحة العالمية تقريرلها قسمت فيه بلدان العالم حسب القارات، وحسب تقريرها أن القارة الأفريقية والأسيوية التي تضم كل البلدان العربية، هى أن مصرمن أكثر الدول العربية في تزايد حالات الانتحار، عن الدول التي تشهد نزاعات مسلحة، وحروبا أهلية.
وأرجع المختصين في منظمة الصحة العالمية، بأن ظاهرة الإنتحارهي سلوك فردي سلبي قديم يستخدم دائما كوسيلة سلبية لمواجهة الأزمات اليومية، ويختلف مع كل حالة إلى أخرى، واختلاف العوامل المؤثرة فى الفرد السلبي،ولابد من التعامل بحب مع المضطربين نفسيا.
ووفقًا للإحصائيات الصادرة من مكتب النائب العام، حتى يناير لعام 2022 أنه قد وصل عدد حالات الانتحار إلى 2584 حالة في مصر.
في هذا السياق أعلنت دار الإفتاء فى بيان لها عن أن من أكثر صور الإنتحار مؤخرا، خاصة فى المجتمع الريفي ،الإنتحار عن طريق تناول حبوب الغلة،وهي مبيد حشري يستعمل لحفظ الغلال من التسوس.
وتابعت دار الإفتاء في بيانها إلى أن إزهاق النفس البشرية بهذه الكيفية فيه إقدام على كبيرة من أعظم الكبائر؛وإستندت في بيانها بقوله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} (النساء: 29).
وأضافت دارالإفتاء في بيانها أنه عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه،قال: قول رسول الله صلى الله عليه وسلم"ومن قتل نفسه بشئ عذب به يوم القيامة"وذلك لأن حفظ النفس مقصد المقاصد العامة للشريعة التي جاء الإسلام الإعتداء على النفس البشرية بأي صورة من صور الإعتداء،سوء كان الاعتداء من الشخص على نفسه أم منه على غيره.
واختمتت دار الإفتاء بيانها بتوجيه رسالة إلى الوالدين،أنه مع جرم هذا الفعل فإنه ينبغي تنبه الأهل إلى التعامل مع هذا الأسلوب من الإنتحارعلى أنه مرض نفسي يمكن علاجه من خلال المتخصصين،ولذا فيجب على كل أب وأم إحتواء الأبناء ومراعاة مشاعرهم،وعدم الإيذاء النفسي التي قد يؤدي بما لا تحمد عقباه.
وأصدرت لجنة المبيدات بوزارة الزراعة تقرير رسمي تؤكد آن مستحضرات "فوسفيد الألومنيوم أو فوسيفد الماغنسيوم" يصل تركيز المادة الفعالة لتتراوح ما بين 56% ،إلى 66% وهي على شكل أقراص مستديرة أو بلية،وزنها 3 جرامات تقريبا.
وهى مادة تتسامي في صورة غاز الفوسفين "فوسفيد الهيدروجين" وسجلت بالمرجعيات الدولية وتحديداً" وكالة حماية البيئة الأمريكية والمفوضية الأوروبية".
وتابع التقرير أنه أقراص الغلال مسجلة ومتداولة في جميع الدول المنتجة لها،وسجلت هذة المستحضرات في مصر منذ سنوات عديدة وتستخدم لمكافحة أفات الحبوب المخزونة أفات التمور في الشون والصوامع والمطاحن والمخازن ،مؤكدا التقرير أنه لا توجد بدائل متاحة لاستخدامه في الصوامع والشون والمطاحن.
تقدم عدد من النواب طلبات إحاطة للبرلمان المصري، لضرورة وضع أليات وشروط تداول أقراص الغلال القاتلة، التي يسهل على المراهقين والقاصرات شرائها لأن ثمهنا 3 جنيهات فقط،ولا يوجد ما يمنع بيعها فى محلات بيع المبيدات الحشرية للمزارعين.
عقد النائب هشام الحصري رئيس لجنة الزراعية والري والأمن الغذائي والثروة الحيوانية لجنة طارئة فى البرلمان المصري،بحضور لجنة المبيدات بوزارة الزراعة لبحث أليات تدوال أقراص حبوب الغلال في محلات المبيدات،وبيعها فقط للمزارعين، موضحًا "الحصري" أنه وفقًا لما تم عرضه على اللجنة بشأن أليات أقراص الغلال وإستخدامها تبين أن المادة الفعالة للأقراص هي الوحيدة عالميا والمتعارف عليها ولا يوجد لها بدائل، كما كانت قد أعلنت اللجنة فى تقريرها الرسمي من قبل.
وقررت لجنة مبيدات الأفات الزراعية، التابعة لوزارة الزراعة عدم فى بيان رسمي لها عدم إصدارموافقة فنية لإستيراد حبوب الغلة،وذلك إلا بعد تقديم شركة المبيدات المستوردة تعاقد مع الشركات المتخصصة في أعمال التبخير،أوالصواع ،أوالبنك الزراعي، أومطاحن الغلال.
كما طالبت اللجنة تقديم خطوط سير وتتبع لحركات الكميات المستوردة من المبيد وتحديد إستخدامه وهدره بدقة،وذلك لضمان عدم تسريبه بطرق غير مشروعة للأسواق المحلية.
وأوصت لجنة المبيدات بوزارة الزراعة، أئمة المساجد بعمل ندوات تثقيفة فى الريف المصري لنشر الوعي بين الناس للإهتمام بأولادهم وضرورة المتابعة، ومدى خطورة أقراص الغلال القاتلة.