يوافق اليوم الثلاثاء 17 مايو، ذكرى رحيل الفنانة وردة الجزائرية، التي تركت بصمة كبيرة في أذهان محبي استماع الأغاني بصوتها المميز والمبدع الذي يظل ويدوم على مر العصور.
ومن خلال مشوارها الغنائي والفني العريق تعرضت وردة الجزائرية، إلى حكم الاعدام الذي لم تأتي سيرته إلا بعد وفاتها بـ عام، وجاءت على لسان ابنها الوحيد رياض القصري، الذي كشف في مقابلة تلفزيونية عن صدور حكم قضائي من إحدى المحاكم الفرنسية بإعدام السيدة وردة، بسبب دعمها للمقاومة الجزائرية بالغناء، والمفاجأة أن الحكم نفسه صدر على محمد فتوكي، والد وردة بعدما أكدت التحقيقات تستره على مخازن سلاح تابعة للمقاومة، وقد اضطرا للهرب معاً إلى بيروت خوفاً من تنفيذ الحكم، وظلا في حماية عائلة والدتها اللبنانية العريقة.
وجاء الاستقبال الضخم للفنانة وردة في مصر كان مبرراً، وبجانب موهبتها الكبيرة، كانت حكومة الثورة المصرية تدعم بقوة استقلال الجزائر، واحتاجت لصوت جزائري يشارك في الدعم المعنوي لقضية المجاهدين، ولهذا سمح لها بالمشاركة مع أساطير الغناء العربي في أوبريت "الوطن الأكبر" بقيادة الموسيقار محمد عبد الوهاب، ولكن هذا الود انقطع فجأة وتحول لعداء بعد صدور قرار مفاجئ بترحيل السيدة وردة من القاهرة ومنعها من دخول مصر، ولم يعرف حتى اللحظة السبب الحقيقي وراء القرار، وإن أكد مقربون ان استغلال وردة لحادث تعطل سيارتها بدمشق وتطوع المشير عبد الحكيم عامر، لإنقاذها في الترويج لوجود علاقة عاطفية بينهما أجبر الرئيس عبد الناصر على إصدار قرار فوري بمنعها من العودة للقاهرة طوال فترة حكمه حيث لم يسمح لها بالعودة الا في عهد الرئيس السادات.
وعادت وردة الجزائرية مرة أخرى إلى مصر بعد إقناعها من قبل بليغ حمدى فى عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ثم تزوجت منه، لكن زواجهما لم يدم طويلا.
وبقيت وردة في مصر حتى وافتها المنية عام 2012 إثر سكتة قلبية، ليتم نقلها إلى الجزائر حيث تم دفنها بمقبرة العالية بالعاصمة الجزائر.
وعن زيجات وردة، أولها من المناضل الجزائري جمال القصيري، وكيل وزارة الاقتصاد الجزائري وأنجبت منه ابنيها رياض ووداد، وعندما عادت للقاهرة تزوجت من الموسيقار بليغ حمدي، ولكن الملحن حلمي بكر، والاعلامي مفيد فوزي، يؤكدان أنها تزوجت عرفيا من الناقد الشهير وقتها عصام بصيلة، وأن الزواج انتهى بخطف الأخير لوثائق الزواج وتقطيعها بعدما شعر بالغيرة من عودة وردة للتعاون الفني مع طليقها بليغ حمدي.
بدأت مسيرة الفنانة وردة الجزائرية فى عالم الفن عن طريق الغناء فى فرنسا، خصوصا أنها ولدت فى الحى اللاتينى أحد أحياء مدينة النور الفرنسية.
كانت بداية الغناء للفنانة وردة فى نادى بباريس يملكه والدها محمد فتوكى، وبعد ذلك توجهت إلى لبنان، وشرعت فى الغناء بالملاهى الليلية بالعاصمة بيروت.
وصلت وردة الجزائرية إلى مصر بعد دعوة من المخرج حلمى رفلة، وبدأت مسيرتها فى عالم السينما، حيث شاركت فى أول أفلامها عام 1963 بفيلم ألمظ وعبده الحامولى.
واعتزلت الغناء سنوات بعد زواجها، حتى طلبها الرئيس الجزائرى هوارى بومدين كى تغنى فى عيد الاستقلال العاشر لبلدها عام 1972، بعدها عادت للغناء فانفصل عنها زوجها جمال قصيرى، وكيل وزارة الاقتصاد الجزائرى، فعادت إلى القاهرة، وانطلقت مسيرتها من جديد وتزوجت الموسيقار المصرى الراحل بليغ حمدى، لتبدأ معه رحلة غنائية استمرت رغم طلاقهما منه سنة 1979.
شاركت وردة فى العديد من الأفلام منها "ألمظ وعبده الحامولى" مع عادل مأمون ومع رشدى أباظة "آه يا ليل يا زمن" وغنت فيه ليالينا وحنين وليل يا ليالى، وفيلم "أميرة العرب" و"حكايتى مع الزمان"، وكذلك مع حسن يوسف فى فيلم "صوت الحب" وغنت فيه العيون السود وأغنية مالى وأغنية مستحيل واشترونى وفرحانة، وكان أول أفلامها السينمائية بعد عودتها من الجزائر.
وتعتبر النجمة وردة من النجمات العرب اللواتي تربعن في قلوب المصريين، بسبب أغانيها وأفلامها التي أسعدت الكثيرين.