التقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال زيارته اليوم الخميس إلى طهران، بالرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي؛ حيث وصل الامير القطري على رأس وفد سياسي واقتصادي؛ وكان في استقباله بمطار امهار اباد، النائب الأول لرئيس الجمهورية محمد مخبر، وأقام له استقبالا رسميا.
وانتقل أمير قطر بعدها إلى مجمع سعد آباد شمال العاصمة الإيرانية؛ حيث أقيم له استقبال رسمي، التقى بعدها الرئيس الايراني.
هدف زيارة تميم
وتأتي الزيارة بدعوة من الرئيس الايراني الذي زار الدوحة في فبراير الماضي، حيث التقى أمير قطر وشارك في مؤتمر قمة للدول المصدّرة للغاز، وتجرى الزيارة الحالية للشيخ تميم الى طهران في ظل جمود في المباحثات الهادفة لإحياء الاتفاق بين طهران والقوى الكبرى بشأن البرنامج النووي الإيراني، وفي خضم ارتفاع أسعار موارد الطاقة على خلفية الحرب الروسية على أوكرانيا، علما بأن إيران وقطر تعدان من أبرز الدول عالميا لجهة احتياطات الغاز.
وتتزامن زيارة أمير قطر لطهران مع أخرى يقوم بها منسّق الاتحاد الأوروبي للمباحثات النووية أنريكي مورا الذي عقد الخميس لقاء ثانيا جديدا مع كبير مفاوضي الجمهورية الإسلامية علي باقري، هو الثاني بينهما خلال يومين.
وأوضحت وكالات الانباء الايرانية أن الزيارة تخللها بحث العديد من الملفات ذات الاهتمام المشترك بين ايران وقطر، بما يشمل التعاون الثنائي في إطار التفاعل الاقليمي، التعاون في كأس العالم 2022 لكرة القدم التي تستضيفها قطر، وكذا متابعة تبادل السجناء بين إيران ودول غربية والتعاون في مجال الطاقة.
كما يبحث أمير قطر مع رئيس ايران تعزيز علاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، والقضايا الإقليمية، والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده أكد في مؤتمره الصحفي الأسبوعي الإثنين، أن الأمير تميم سيزور طهران لمتابعة البحث في ملفات طرحها الجانبان في الدوحة خلال زيارة الرئيس الإيراني الذي يضع تعزيز العلاقات مع دول الجوار في أولويات سياسته الخارجية.
علاقات قطر
شكلت الدوحة التي تربطها علاقات جيدة بواشنطن وطهران على السواء، محور نشاط دبلوماسي إيراني في الأشهر الماضية، حيث زار مسؤولون قطريون طهران مرات عدة، كما زار وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الدوحة مطلع عام 2022.
وقال مسؤول حكومي قطري لوكالة فرانس برس في يناير إن الدوحة "تحاول المساعدة في إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة"، وهو الاسم الرسمي للاتفاق النووي.
وقبل أكثر من عام، بدأت إيران والقوى المنضوية في اتفاق 2015 (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا، والصين)، مباحثات في فيينا شاركت فيها بشكل غير مباشر الولايات المتحدة التي انسحبت أحاديا من الاتفاق عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب.
مفاوضات إحياء الاتفاق النووي
وتهدف المفاوضات الى إعادة واشنطن لمتن الاتفاق ورفع عقوبات فرضتها على طهران بعد انسحابها، مقابل امتثال الأخيرة مجددا بالتزاماتها التي تراجعت عنها بعد الخطوة الأمريكية.
وعلّقت المباحثات رسميا في مارس، مع تأكيد المعنيين أن التفاهم بات شبه منجز، لكن لكن مع تبقّي نقاط تباين بين واشنطن وطهران، أبرزها طلب الأخيرة شطب اسم الحرس الثوري من القائمة الأمريكية للمنظمات "الإرهابية" الأجنبية.
وبموجب الاتفاق النووي الموقع في 2015، كانت إيران قد حدت من عمليات تخصيب اليورانيوم الحساسة التي تشكل سبيلا محتملا لامتلاك أسلحة نووية مقابل رفع عقوبات اقتصادية فرضت عليها.
لكن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب انسحب في 2018 من الاتفاق وأعاد فرض عقوبات على إيران مما دفعها للرد بمخالفة بنود الاتفاق المتعلقة بالقيود على أنشطتها النووية على نحو تدريجي.