قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الإمام البوصيري هو صاحب البردة في مديح النبي صلى الله عليه وسلم.
وأضاف الدكتور علي جمعة، خلال تقديمه برنامج أرض المجددين المذاع عبر فضائية on، أنه على الرغم من صعوبة بعض ألفاظ البردة، إلا أنها انتشرت في العالم حتى أصبحت بابًا من أبواب حب النبي صلى الله عليه وسلم، لافتًا إلى أن مشروعه التجديدي مبني على المتابعة والأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على اعتبار أن اتباع النبي باب من أبواب حب الله سبحانه وتعالى.
وفي تصريحات سابقة، قال الدكتور علي جمعة، إن النبي ﷺ جعل من مكونات عقل المسلم السرور، والسعادة، والحبور، والفرح جزءٌ لا يتجزأ من شخصيته، ونفسيته، وعقليته بخلاف أولئك الذين ظنوا أن الكآبة هي جزءٌ من الإسلام، والإسلام برىءٌ من هذا.
وتابع "جمعة" قائلا: علمنا رسول الله ﷺ، وعلم الناس والبشرية جمعاء كيف تكون مسرورًا فرحًا بنعمة الله سبحانه وتعالى {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لَا تُحْصُوهَا}، السرور والفرح جزءٌ لا يتجزأ من حياة المسلم، نرى رسول الله ﷺ في هذا السرور وهذا الفرح يحب الطيب، والرائحة الطيبة، ويحب الريحان، وتقول السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها: «كنت أطيّب رسول الله ﷺ حتى أرى وميص الطيب في جسده» أي لمعة الطيب في جسده الشريف ﷺ، كان يحب أن يفرح، وأن يضحك، وكان يحب أن يُدخل السرور والفرح على الآخرين من الأطفال إلى الشباب، إلى الكبار، إلى النساء، إلى الرجال، كان يحب من الإنسان أن يكون مسرورا سعيدا، راضيًا عن ربه فيرضى الله سبحانه وتعالى عليه بهذا الفرح، فرحٌ لا يُفسد في الأرض فإن الله سبحانه وتعالى لا يُحب الفرحين بمعنى المفسدين في الأرض، ولكن الله سبحانه وتعالى يحب الزينة، ويحب السرور والسعادة.